انتشرت فى الآونة الأخيرة، معامل صغيرة لتصنيع الأعلاف، غالبيتها تعمل دون تراخيص، وهو ما يُطلق عليه فى السوق مصانع «بير السلم»، وسط مطالبات من مصانع الإنتاج الكبيرة بتشديد الرقابة.
قال حامد بيومى، مدير عام مصنع الجميل للأعلاف (مصنع صغير)، إن ارتفاع أعداد المصانع فى مجال صناعة الأعلاف جاء مدعوماً بارتفاع الطلب عليها خلال الفترة الماضية، خصوصاً أن صناعة الدواجن مستمرة رغم كل الظروف الصعبة التى تعانيها.
أضاف «بيومى»، أن غالبية المصانع تقوم على أساس التشارك بين مجموعة شباب، وأغلب تعاملاتهم تدور فى المناطق المجاورة للمصنع.
ولفت إلى أن متوسط إنتاج هذه المصانع يتراوح بين 15 و30 طناً يومياً، بحسب عدد العملاء، وقوة ماكينات التشغيل، وجودة المنتج بشكل أساسى.
أشار إلى أن أسعار الأعلاف مناسبة للسوق، وتباع بسعر التكلفة فى بعض الأحيان؛ لجذب مزيد من العملاء، خصوصاً إذا كانت جودة الإنتاج مرتفعة وتفيد المربين.
وقال سالم راغب، صاحب مصنع غير مرخص، إن ضعف الطاقة الإنتاجية فى البداية يعود لعدم ضمان تسويق المنتج، وبالتالى يحاول المصنع تسويق منتجه لدى بعض مزارع تربية الثروة الداجنة المجاورة.
ولفت إلى أن أسعار المعامل دائماً ما تكون أقل من أسعار الشركات، إذ تصل إلى 150 جنيهاً فى المتوسط على الطن، وقد تزيد حال شراء كميات كبيرة.
أشار «راغب»، إلى أن عدد العمالة صغير فى المصنع. فإنتاج 10 أطنان فى اليوم لا يحتاج لأكثر من 4 عمال، وبالتالى التكلفة ستكون منخفضة. ومع زيادة أعداد المزارع المتفق معها «شفوياً» تزيد الطاقة الإنتاجية.
وتختلف المكاسب من فترة لأخرى، ففى بعض الفترات يتمسك السوق بأسعار مرتفعة رغم انخفاض أسعار خامات الإنتاج عالمياً، وفى هذه الحالة يمكن الارتفاع بهامش الربح لتحقيق مكسب إضافى.
وأضاف: «جميع مبيعاتنا أتى عبر التعاقد غير الرسمى مع المزارع والتجار. فمن ناحية عدم وجود ترخيص يمنعنا من ذلك، وأيضاً كون اسم المنتج غير معروف كالشركات الكبرى، يجعلهم لا يلتزمون معنها لعدم ضمانهم القدرة على التسويق مقارنة مع الغير».
من جانبه، طالب ثروت الزينى، رئيس شركة الأسد للأعلاف بضرورة تشديد الرقابة على انتشار مثل هذه المصانع من قبل وزارة الصناعة.
أوضح «الزينى»، أن التركيبات التى تُقدمها هذه المصانع ليست مضمونة، وبالتالى احتمالية إضرارها بصناعة الدواجن كبيرة، وبعضها يتسبب فى انتشار الأمراض، وقد يخلق أمراضاً جديدة مع كثرة الاستخدام.
وقال محمود أبوسمرة، مدير الجودة والمعامل فى شركة الفجر للأعلاف، إن عدد المصانع الرسمية فى القطاع تخطى 180 مصنعاً، وهو ما يثبت عملية التنمية فى صناعة الأعلاف، فهى صناعة مربحة، وحالياً توجد بعض الاستثمارات الأجنبية التى تدخل مصر للعمل فيها.
لكن الفارق بين مصنع وآخر هو الجودة، وكيفية ضبط مناسيب الإضافات، والتى تعنى تحديد مدى فاعلية المنتج، والخطأ فيها قد يؤدى لخسارة الإنتاج من الدواجن، وأغلب المزارع لا تستطيع التفرقة بين المنتج الضار والنافع.
أشار إلى أن بعض الإضافات توجد بها فطريات وسموم، ومنها «Blood Miel» و«Meil Phaser»، التى تسبب أمراضاً للطيور. لكن المصنعين حالياً، حتى الصغار، ازداد وعيهم لهذه النقطة، ويجب أن تعرف المصانع آليات الكشف عن المواد الضارة فى الخامات، والتى تأتى على هيئة سموم فطرية.
وقال أسامة كساب، مربى دواجن، إنه لجأ لشراء ماكينة فرم خامات الذرة الصفراء وفول الصويا، ويعمل عليها فى منطقة مخصصة بالمزرعة لخفض تكلفة الإنتاج وضبط تركيبة مخصصة من خلال طبيب بيطرى.
أوضح «كساب»، أنه يعلم جيداً مخاطر الأخطاء فى ضبط «الخلطة»، ولذا يعتمد على طبيب متخصص. كما يستهدف زيادة إنتاجه اليومى خلال الفترة المقبلة من أجل بيع الإنتاج للمزارع المجاورة.