«شاكر»: المشروع يعزز من مكانة مصر الإقليمية والدولية
«العسيرى»: إنتاج الطاقة النووية يقوى الصناعة المصرية
«ليخاتشوف»: روسيا تدرب العاملين على التشغيل والصيانة لمدة 10 سنوات
فى ديسمبر الماضى وقع كل من أليكسى ليخاتشيوف مدير عام شركة روساتوم الحكومية والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصرى محضر دخول العقود التجارية لبناء محطة «الضبعة» للطاقة النووية حيز التنفيذ بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى أثناء زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين للقاهرة.
وتعاقدت مصر مع روسيا على إنشاء محطة الضبعة النووية بقدرة 4800 ميجاوات بتكلفة تصل 30 مليار دولار حتى التشغيل التجارى للمشروع، وتحصل مصر على قرض بقيمة 25 مليار دولار من روسيا يمثل 85% من تكلفة المشروع بفائدة 3% سنوياً.
وقال الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، إن المفاعلات النووية فى محطة الضبعة من الجيل الثالث، الذى يحتوى على تصميم آمن ومقاوم لخطأ المشغل «العامل البشرى»، ويزيد العمر التشغيلى للمحطة على 60 عامًا.
أضاف أن المفاعلات لها قدرة على مقاومة الحوادث الضخمة فيمكنها أن تتصدى لاصطدام طائرة وزنها 400 طن وسرعتها 150 متراً فى الثانية، وتمتاز أيضًا بالتشغيل الآمن دون أى تأثيرات سلبية على البيئة المحيطة بها.
أوضح شاكر أن نسبة المساهمة المحلية فى الوحدتين الأولى والثانية للمشروع من 20% إلى 25% وتزداد تدريجيا فى الوحدات التالية لتصل إلى 35% فى الوحدة الرابعة.
أشار إلى أن مشروع المحطة النووية بالضبعة سيؤدى لتنويع مزيج الطاقة بمصر ويعزز مكانتها الإقليمية والدولية ويضع مصر على عتبة تكنولوجية متقدمة.
واتفق الخبراء على أن البرنامج النووى المصرى سيؤدى إلى إدخال صناعات جديدة ويرفع جودة الصناعة بما يتماشى مع معدلات الجودة المطلوبة للصناعات النووية بجانب تطوير إمكانيات الصناعة المحلية بمجالات تصنيع المعدات الكهربائية والميكانيكية المستخدمة فى المحطات.
وقالت الدكتورة هدى أبوشادى، عضو المجلس التخصصى للتعليم والبحث العلمى التابع لرئاسة الجمهورية ورئيس مركز الدراسات النووية بجامعة القاهرة، إن مصر بدأت المشروع النووى من خلال محطة تجريبية خلال الستينيات بمساعدة الخبراء الروس.
وتابعت «بعد 50 عاماً من إقامة تلك المحطة، أصبحت الحاجة ملحة لتحديث وتطوير الخبرات بمجال المحطات النووية الحديثة، ولذلك فإن إقامة محطة الضبعة النووية يساعد مصر على اكتساب المعرفة التكنولوجية».
أضافت أن فى المستقبل ستكون مصر بحاجة لأكثر من محطة نووية لمواجهة الطلب على الطاقة نتيجة الزيادة السكانية.
وقال يسرى أبوشادى خبير الطاقة النووية، إن الطاقة الكهربائية التى ستولدها محطة الضبعة النووية ستوفر 10% من إجمالى الطاقة المنتجة فى مصر، بنحو 4800 ميجاوات.
وقال الدكتور ياسين إبراهيم الرئيس السابق لهيئة المحطات النووية، إن الوقود النووى لا يخضع لتقلبات الأسعار، ما يساهم فى استقراره على عكس الوقود الأحفورى.
أضاف أن تقنيات دورة الوقود النووى المغلقة مثل المفاعلات النيوترونية السريعة التى تعيد استخدام الوقود النووى تخلق مصدراً لا ينضب بطبيعته.
وتابع إبراهيم «من المتوقع خلال العقدين القادمين أن تكون هذه التطبيقات متاحة على المستوى التجارى وبأسعار تنافسية وأمان تام، ويمكن لهذه التطبيقات توفير الطاقة بشكل متواصل».
أوضح أن الطاقة النووية هى طاقة المستقبل، لأنها مصدر نظيف وآمن وفعال من حيث التكلفة، واستثمار كبير، ويصل العمر التشغيلى لمحطة الطاقة النووية 60 عاماً، ما يؤدى لانخفاض سعر الكيلووات ساعة.
وقال الدكتور إبراهيم العسيرى، كبير مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقاً، إن محطة الضبعة ستكون أول محطة للطاقة النووية فى شمال أفريقيا، وتأثيرها إيجابى على كافة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
أضاف أن الشراكة بين روسيا ومصر، ستعزز تنمية الصناعات الأخرى وذلك بسبب مشاركة المؤسسات الصناعية المحلية فى المشروع وزيادة حصتها تدريجياً.
وافتتحت الحكومة المدرسة الثانوية الفنية لتكنولوجيا الطاقة النووية بمنطقة الضبعة فى محافظة مرسى مطروح، لتدريب الطلبة على العمل بقطاع الطاقة النووية.
وطبقاً للتقديرات الأولية، فإن عدد الكوادر المطلوبة للعمل فى محطة الضبعة النووية يصل بشكل مبدئى إلى 7 آلاف مهندس متخصص لتشغيل المحطة وتقديم كافة الخدمات المرتبطة بها.
وقال أليكسى ليخاتشوف، رئيس شركة «روساتوم» الروسية المنفذة للمشروع، إن الشركة ستنشئ محطة الضبعة لتضم أربع وحدات للطاقة من طراز 1200– VVER، وتزويدها بالوقود النووى الروسى طوال فترة التشغيل، ما يضمن التكلفة التنافسية للطاقة الكهربائية لمدة 60 عاماً.
أضاف أن الشركة تتولى إعداد وتدريب الموظفين، وتساعد الشركاء المصريين فى عملية تشغيل وصيانة محطة الضبعة فى السنوات العشر الأولى من تشغيل المحطة.
وتابع: «بموجب اتفاق آخر، فإن الجانب الروسى يبنى مرفقاً خاصاً لتوريد حاويات لتخزين الوقود النووى المستنفد».
ومن المتوقع الانتهاء من الوحدة الأولى والاستلام الابتدائى والتشغيل التجارى للمحطة بحلول عام 2026، والوحدات الثانية والثالثة والرابعة تباعاً حتى عام 2028 وفقاً لبرامج التنفيذ المتفق عليها بين مصر وروسيا.
وتعد المفاعلات النووية المزمع تدشينها فى محطة الضبعة الأكثر أماناً على مستوى العالم عبر أحدث التقنيات العالمية التى ستقدمها روسيا لمصر، وستضع مصر ضمن قائمة الدول المصدرة للطاقة.