“التجار”: سعر المستكة تجاوز الـ 1000 جنيه.. والأسعار ارتفعت بنسبة 40% على العام الماضى
في منطقة المنشية وبحي المغاربة تحديدًا يقع سوق العطارين أحد أهم وأقدم الأسواق الموجودة في الإسكندرية، وما إن تطأ قدماك في ممر لا يتجاوز عرضه نحو ثلاثة أمتار، وسط خُطى باعة وزبائن وزوار لا تنقطع أصواتهم على مدار الليل والنهار، لتجد رائحة التوابل والبهارات الشرقية والعربية والمغربية والهندية تغازل أنفك.
وتجد المحال جميعها مرصوصة بجوار بعضها البعض وتأخذ جدرانها اللون البني الداكن، والأرضية عبارة عن الحجارة السوداء وتبيع المحال نفس البضاعة وهي العطارة وكافة المستلزمات الخاصة بالمشروبات العربية وتوابل الأكلات.
قال إبراهيم محمود عبد الفتاح ، صاحب أحد أقدم محلات العطارة بالسوق، إن تاريخ السوق يرجع إلى أكثر من 400 سنة وتوارث أصحاب المحال المهنة عن أجدادهم، وكان مسكنًا للعثمانيين والمغاربة آنذاك، ويضم أنواعًا مختلفة من العطارة فاحتل السوق شهرة واسعة لدى القادمين من بلاد الشام والمغرب العربي؛ لشراء متطلباتهم من العطارة والتوابل الأصلية التي لا تتوافر سوى داخله.
وأضاف أن مساحة السوق تقدر بحوالي 300 متر ويضم 10 محال منها 4 محال تعمل بالعطارة وحولت باقي المحال نشاطها إلى تجارة الجملة في الزجاج والورق والذهب.
واستطرد قائلًا: “كل المحال الموجودة بأسواق المغاربة والعقادين والخيط، كانت ملك للمغاربة، واليهود كانوا من أكبر التجار داخل سوق العطارين، وتاجروا في الشاي والاقطان والخيوط والخردوات وغيرها”.
وأضاف عبد الفتاح أن أكثر المواسم التي يتزايد فيها إقبال المواطنين على شراء العطارة بمختلف أنواعها شهر رمضان والعيد الأضحي، وأكثر أنواع العطارة إقبالًا خلال شهر رمضان تتمثل في “جوزة الطيب والمستكة والحبهان”، أما عيد الأضحي يقبل المواطنون على شراء “ورق اللورا والفلفل الأسود والأبيض وبهارات الكبسة واللحمة”.
وقال الحاج ابراهيم محمود، أحد العطارين، إن أسعار العطارة ارتفعت بنسبة 40% عن العام الماضي، الأمر الذى أدي إلى تراجع إقبال المستهلكين على شراء العطارة فى عيد الأضحى الجارى بنسبة 50% مقارنة نفس الفترة من العام الماضى.
وأضاف أن سعر الكمون يتراوح من 60 جنيه إلى 88 جنيه والكزبرة من 40 جنيها لـ 48 جنيها، بينما تراوح سعر الجنزبيل 50 جنيه إلى 72 جنيها، والمُغات من 140 جنيها وحتى 200 جنيه، أما جوزة الطيب، فبلغ سعرها 400 جنيه، والحبهان 300 جنيه.
واستكمل حديثه قائلًا أن سعر المستكة ارتفع عن العام الماضي ليصل إلى 1040 جنيها بدلًا من 450 جنيها، بينما تراجع سعر الفلفل الأسود، ليبلغ 120 جنيها بدلًا من 170 جنيها.
وقال عبد الفتاح أن عيد الفطر شهد تراجع في الإقبال من قبل المواطنين؛ نظرًا لارتفاع أسعار مستلزمات الكحك عن العام الماضي بنسبة 40%، فبلغ سعر كيلو الدقيق بلغ 6.5 جنيه، ويتراوح سعر الملبن والعجوة من 20 جنيها لـ 24 جنيها، بالإضافة إلى أن عدد كبير من الأسر أصبحت تفضل شراء الكحك الجاهز، لافتًا إلى أن القوة الشرائية شهدت انخف بعد انتهاء شهر رمضان بنسبة 30%.
وقال إن الإقبال على شراء النباتات العلاجية ارتفع خلال الآونة الأخيرة بنسبة 70%، نظرًا لزيادة إدراك المواطنين بفوائد الأعشاب العلاجية بعد انتشار الإنترنت، بالإضافة إلى ارتفاع سعر الأدوية وعدم توافرها.
وأضاف أن من أكثر النباتات العلاجية إقبالًا من قبل المستهلكين الوصفات العلاجية للتخسيس وعلاج القولون العصبي، وتتمثل فى الشمر وزهرة البابونج والينسون.
وأضاف إبراهيم أن حوالي 80% من التوابل الموجودة حاليا في سوق العطارة مستوردة من آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية وفيتنام والهند والصين والبرازيل والسودان، وتقتصر التوابل المحلية على الكمون والكزبرة وحبة البركة والشمر والفلفل والكراوية والينسون، لافتًا إلى أن أبرز أنواع الياميش التي كانت تُصدر إلى الخارج ” والبلح والمشمش والعطارة “اليانسون والشمر والكراوية”، وأبرز الدول المُصدر إليها ألمانيا.
وقال إن أبرز المشكلات التي تواجه التجار بالسوق ارتفاع التكلفة الاستيرادية للمواد الخام القادمة من الهند والمغرب، فضلًا عن نقص المعروض في السوق بسبب التوقف الجزئي عن الاستيراد، وزيادة التكلفة الجمركية نتيجة لارتفاع سعر الدولار، مؤكدًا أنه في ظل ارتفاع الأسعار يشهد السوق اقباًلا من قبل المواطنين؛ نظرًا لأهمية العطارة والبهارات في الأكلات التي يتم إعدادها.
كتبت ـ آية نصر: