«بلومبرج»: إنتاج أعضاء «أوبك» عرضة لخطر الانخفاض مستقبلاً
تهدد الأزمة السياسية العميقة فى الجزائر، إنتاجها المستقبلى من البترول وتجعل بياناتها بشأن الإنتاج غير مؤكدة.
لذلك أصبحت البلاد، أحدث عضو فى منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك»، تشكل جزءاً من المجموعة التى يتعرض إنتاجها للخطر بصورة مخيفة، إذ تعانى من تخفيضات إنتاجية غير طوعية أو معرضة لخطر انخفاض إنتاجها فى المستقبل.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أن هذا الأمر يضيف تعقيداً آخر لوزراء منظمة الدول المصدرة للبترول أثناء اجتماعاتهم، لتقييم فاعلية صفقة خفض الإنتاج وما يتعين عليهم القيام به فى الأشهر المقبلة لإعادة التوازن إلى سوق البترول.
وأوضحت الوكالة الأمريكية، أن انخفاض الإمدادات الجزائرية سيزيد التخفيضات التى يجرى تنفيذها بالفعل.. ولكن سيجعل من الصعب على المجموعة التنبؤ بالوقت الذى قد تكون فيه قادرة على تخفيف القيود.
يأتى ذلك بعد أن اختتم مصير الجزائر بقرار الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، البالغ من العمر 82 عاماً بعدوله عن قرار خوض السباق الرئاسى والحصول على فترة ولاية خامسة فى الانتخابات التى كان مقرراً إجراؤها فى 18 أبريل المقبل.
واتخذ الرئيس الجزائرى قراراً بتأجيل الانتخابات إلى ما بعد عقد مؤتمر وطنى حول المستقبل السياسى للبلاد، كنوع من التكتيك المخادع لتجنب حدوث إصلاح الحقيقى وفقاً للوكالة الأمريكية.
وأوضحت «بلومبرج»، أن أسواق البترول كانت تراقب عن كثب المظاهرات التى ضربت نواحى البلاد والتى شملت موانئ أرزيو، وبجاية، المطلة على البحر المتوسط والتى تتعامل مع حوالى 90% من صادرات البلاد من البترول الخام والمكثفات.
وأبدت بعض العواصم الأوروبية قلقها من تأثير التوتر السياسى الذى تعيشه الجزائر، على إمدادات الطاقة لكون البلاد أحد أهم الممولين الرئيسيين للمنطقة بالغاز الطبيعى.
وأشارت الوكالة إلى أن هذه الاضطرابات لا تشكل تهديداً مباشراً للإنتاج من حقول البترول والغاز بالبلاد.. ولكن محدودية سعة التخزين تعنى أن أى تعطيل للتدفقات عبر محطات التصدير الناجمة عن الإضرابات العمالية يمكن أن يؤثر بسرعة على الإنتاج.
والأكثر إثارة للقلق سيكون إذا تصاعدت الاحتجاجات، إذ يمكن أن يتحول انتباه الأجهزة الأمنية الجزائرية إلى قمع الاضطرابات السياسية والابتعاد عن حماية حقول البترول والغاز البعيدة، وهو الأمر الذى يهدد ثروتها النفطية.
وذكرت «بلومبرج»، أن انتشار المظاهرات فى الجزائر قد يجعل المنشآت عرضة لأنواع الهجمات التى هزت البلاد فى يناير 2013 عندما اجتاح إرهابيو القاعدة حقل الغاز فى مدينة أمناس، وقتلوا ما لا يقل عن 38 رهينة.
واضافت أن الاضطرابات السياسية قد تهدد أيضاً مستويات الاستثمار الأجنبى الداخلى. ولكن أى انخفاض فى الإنفاق من قبل شركات البترول الأجنبية سيستغرق بعض الوقت ليظهر فى إجمالى الإنتاج.
وينبغى على أعضاء منظمة «أوبك» الآخرين، أن يراقبوا الوضع بعناية فائقة وخصوصاً بعد أن أظهرت تجارب بعض الأعضاء الآخرين ومنهم أنجولا وإيران وليبيا ونيجيريا وفنزويلا، سوابق مزعجة لمستقبل إنتاج الجزائر.
وقد تكون ليبيا الأقرب، إذ شهدت الاضطرابات المدنية هجمات متكررة على البنية التحتية للبترول، وتم تدمير صهاريج التخزين فى معارك للسيطرة على محطات التصدير، ما يحد من القدرة على الاستمرار فى الضخ عندما تغلق العواصف العديد من الموانئ.
ولكن الوضع فى ليبيا تغير، إذ تعافى الإنتاج فى أكبر حقل نفطى فى البلاد خلال الوقت الراهن، بعد أن توقف منذ ديسمبر الماضى عندما استولى الحراس والسكان المسلحون على المنشآت بسبب مطالبهم المالية.
وكانت قوات موالية لزعيم الميليشيا الشرقية خليفة حفتر، استولت على الحقل الشهر الماضى. يأتى ذلك فى الوقت الذى اضطرت فيه نيجيريا إلى مواجهة الاستياء الشديد فى منطقة دلتا نهر النيجر، إذ منعت الهجمات المتكررة على خطوط أنابيب البترول من الوصول إلى الإنتاج المحتمل.
وأشارت الوكالة إلى أن الجزائر قد تكون قادرة على تجنب هجمات مماثلة فى نيجيريا والتى اعتمدت على نجاحها فى السيطرة على شبكة من الأنهار والمنشآت التى لا يمكن اختراقها.
وتأثر الإنتاج فى إيران وفنزويلا بالعقوبات الأمريكية. وقد يشهد مزيداً من التراجع فى الأشهر المقبلة، إذ يسعى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، إلى زيادة الضغوط على زعماء البلدين.
وفى فنزويلا، أصبحت مشكلة القيود على رأس عقود من سوء الإدارة التى شهدت انخفاض إنتاج البلاد إلى أقل من مليون برميل يومياً.