من ذكرياتى مع الراحل محسن عادل، حوالى عام 2010، وكان يعمل مدير استثمار فى إحدى شركات الأوراق المالية فى مستهل حياته المهنية، عندما قابلته فى مبنى ماسبيرو بالصدفة، فقلت له: عليك يامحسن أن تجتهد أكثر، لتصبح فى المستقبل بإذن الله مستثمراً من الدرجة الثانية.
فذهل الشاب وقال: هو انا مستثمر درجة تالتة !!، وهل على الآن أن أزعل من حضرتك !!!
فقلت أنا: بالعكس، فالمستثمرين 4 درجات، أما الدرجة الرابعة فهى أن تسمع أن جارك اشترى سهم أوراسكوم تليكوم، فتشتريه مباشرة فى اليوم التالى، والدرجة الثالثة هى أن ينصحك السمسار بشراء سهم أوراسكوم تليكوم، فتقوم بشرائه دون مناقشة.
أما الدرجة الثانية فهى أن تقوم بأعداد دراسة تفصيلية لسهم أوراسكوم تليكوم، من حيث ربحية الشركة الحالية والمتوقعة والسوق ومركز الشركة من المنافسين، وإمكانية التوسعين الأفقى والرأسى فى نشاط الشركة،……. إلخ، فإذا ما قررت شراء السهم، فتقوم بالتحليل الفنى اللازم أيضاً لترى الوقت والسعر المناسبين للشراء، وبناءً عليه تقوم بشراء سهم أوراسكوم تليكوم، بعد الدراستين الأساسية والفنية معاً.
فسألنى محسن: إذا كان من يقوم بكل هذا الجهد، مستثمر من الدرجة الثانية، فما هو المستثمر من الدرجة الأولى؟
فقلت له: أن تكون نجيب ساويرس، فتؤسس أوراسكوم تليكوم ذات نفسها.
ضحك الشاب الجميل وقال: منكم نتعلم يا استاذنا، وهو اللقب الذى كان يسبق كلامه دائماً رحمة الله عليه، ليس معى وحدى وإنما لكل الذين سبقوه فى المهنة.
بقلم – هانى توفيق
الرئيس السابق للجمعيتين العربية والمصرية للاستثمار المباشر