100 مليون جنيه قيمة شراكات بنك الطعام مع القطاع الخاص خلال 2020
سرحان: ساعدنا 16 مليون شخص.. ولدينا مخزون استراتيجي للطوارئ
يعمل بنك الطعام المصرى حالياً على إعادة فلسفة الخطة الاستثمارية بهدف استمرار الكيان وإمكانية إدخال مجالات جديدة خلال الفترة المقبلة، ويقدر حجم إنفاق البنك خلال المرحلة الأولى لفيروس كورونا بين 300 و400 مليون جنيه.
أما شراكات البنك مع القطاع الخاص، فبلغت نحو 100 مليون جنيه خلال العام الحالى، إذ تعاون مع مختلف الشركات بجميع القطاعات وعلى رأسها الاتصالات، فضلاً عن البنوك المصرية وغيرها.
قال محسن سرحان الرئيس التنفيذى لبنك الطعام فى حوار لـ «البورصة»، إن استراتيجية بنك الطعام حريصة على الاستعداد بشكل مستمر لأى تحديات وأزمات طارئة من خلال الاعتماد على المخزون الاستراتيجى للبنك للتدخل السريع لإنقاذ الأسر الأكثر احتياجاً.
وأشار إلى أن بنك الطعام تمكن من مساعدة ما يقرب من 16 مليون شخص خلال أزمة كورونا، وهو حالياً أكثر استعداداً للتصدى للموجه الثانية من الوباء.
وأوضح أن حجم إنفاق بنك الطعام لمساعدة الأسر المتضررة من الفيروس خلال الأشهر الماضية يتراوح بين 300 و400 مليون جنيه.
كما دشن البنك، حملة «دعم العمالة اليومية مسئولية»، والتى تمكن خلالها من توزيع 1.5 مليون كرتونة طعام على المتضررين من الجائحة عبر شحن 20 ألف كرتونة طعام يومياً بجميع محافظات مصر، ليساهم فى توصيل مساعدات غذائية بقيمة اجمالية تصل لـ 150 مليون جنيه إلى الأسر الأكثر احتياجاً خلال أزمة كورونا.
أشار سرحان إلى إطلاق بنك الطعام، برنامج كراتين العزل المنزلى لخدمة المستحقين من المصابين بالفيروس، بالإضافة الى توفير وجبات للعالقين العائدين من السفر خلال فترة العزل الصحى بالمدن الجامعية بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى.
وأوضح أن خطة البنك بشكل عام تركز على 5 محاور أساسية، على رأسها التكافل الغذائى، إذ يعمل البنك على منح المعونات الغذائية لنحو 150 ألف أسرة شهرياً من الفئات غير القادرة على الكسب.
ويساند البنك جهود الدولة فى القضاء على الفقر، إذ أن الحكومة لديها دور كبير فى تدشين العديد من برامج الدعم التى تساهم فى القضاء على الجوع منها دعم منظومة الخبز، فضلاً عن برامج تكافل وكرامة وغيرها.
أكد سرحان، أن منظومة الحماية الاجتماعية فى مصر تسير على النهج الصحيح وتسعى لتوصيل الدعم لمستحقيه، ولبنك الطعام جهود أيضاً فى تطوير العملية التعليمية، إذ يقوم بتوزيع 40 ألف وجبة للمدارس فى 10 محافظات من خلال برنامج التغذية المدرسية، ويتطلع البنك للتوسع فى عدد الوجبات والمحافظات خلال العام المقبل.
أشار سرحان إلى وحدة الإبداع البرامجى داخل بنك الطعام والتى تتولى دراسة جميع المشروعات التى يقوم بها البنك والوقوف على المشكلات والعقبات التى تواجه فرق العمل والكشف عن التجارب المماثلة فى الدول الأخرى لحل تلك العقبات بطرق سليمة.
وأوضح أن البنك يخطط حالياً للتحول من التغذية العامة للتغذية المتخصصة حسب احتياجات كل أسرة من الفئات الأولى على حدة، للرعاية وغير القادرين على الكسب.
على سبيل المثال، ستكون هناك وجبات لكبار السن وأخرى للحوامل وكذلك للأطفال وغيرهم.
كشف سرحان، أن التبرعات لبنك الطعام لم تتأثر سلباً بسبب تفشى فيروس كورنا المستجد، بل انعكست الأزمة بالإيجاب على العمل الأهلى بشكل عام.
ورفض الإفصاح عن قيمة التبرعات للعام الحالى لحين الانتهاء من القوائم المالية للبنك، مكتفياً بقوله إن القيمة تضاعفت مقارنة بالعام الماضى.
أضاف أن قيمة شراكات بنك الطعام مع القطاع الخاص فى مشروعاته التنموية خلال العام الحالى تتجاوز 100 مليون جنيه، وتمكن بنك الطعام من التعاون مع أكثر من 100 شركة فى مختلف المجالات أبرزها شركات الاتصالات والبنوك المصرية.
لفت سرحان إلى أن قاعدة بيانات بنك الطعام تضم نحو مليون أسرة حالياً، ويتم جمعها عن طريق الجمعيات الأهلية التى يتعاون البنك معها فى مختلف المحافظات، إذ بلغ عددهم نحو 6 آلاف كياناً أهلياً.
أضاف أن إجمالى عدد متطوعى البنك بجميع المحافظات وصل إلى 40 ألف شخص، ودشن البنك مؤخراً قوافل غذائية بالعديد من المناطق الحدودية منها جنوب سيناء والوادى الجديد والسلوم وغيرها، وبلغ عدد المستفيدين من تلك المبادرة 100 ألف أسرة حتى الآن.
وللبنك العديد من الجهود بمبادرة الحد من إهدار الطعام بالتعاون مع مختلف الفنادق الكبرى، ويتطلع البنك للتوسع بالمبادرة من خلال استغلال فائض الطعام بعد تغليفه وضمان صلاحيته وجودته للوصول به إلى المستحقين.
قال سرحان، إن الشق الاستثمارى لبنك الطعام يقوم فى المقام الأول على الإنتاج الحيوانى، إذ يمتلك البنك مزرعة بها 1300 رأس تسمين وحلاب بالطريق الصحراوى، ويقوم البنك بتوريد منتجات الألبان لبعض شركات القطاع الخاص.
وحول الخطة الاستثمارية لبنك الطعام، قال سرحان إنها تهدف إلى استمرارية الكيان وإمكانية إدخال مجالات جديدة خلال الفترة المقبلة.
وتقوم الخطة على تنفيذ مشروعات فى 5 مجالات مختلفة وهى مزارع تسمين، وألبان، ونقل، ومصانع تعبئة، وتغليف، بالإضافة إلى الاستثمار فى مراكز خدمة العملاء والمتعاملين مع البنك.
وأشار إلى أن توجه القطاع الخاص نحو إنشاء كيانات أهلية ليس منافساً للجمعيات الأهلية كما يعتقد البعض.. بل هو عمل إيجابى، والمجتمع بحاجة لجميع الجهود المجتمعية والتنموية من جميع الأطراف.
وتابع: «على الجميع سواء القطاع الخاص أو المجتمع المدنى تقييم أثر مبادراتهم المجتمعية والتنموية على أرض الواقع بشكل مستمر للتأكد من الوصول للأهداف المطلوب تحقيقها ومعرفة حجم استفادة الفئات المستهدفة من تلك المبادرات».
أكد الرئيس التنفيذى لبنك الطعام المصرى، أن العمل المستمر على تخفيف معاناة الفقراء وجهود مكافحة الجوع محلياً خلال الجائحة من أهم الأسباب التى رشحت البنك للحصول على جائزة (Middle East Institute)، والتى نظمتها مؤسسة الشرق الأوسط لأصحاب الرؤى وصناع التغيير والقادة المثقفين على مستوى المنطقة لمساهماتهم الإيجابية فى المشهد السياسى والاقتصادى والاجتماعى والثقافى فى الشرق الأوسط، مضيفاً: «الجائزة تعتبر تتويجاً لجهود البنك ومساهماته فى تخفيف آثار الجائحة».
وقد قام البنك بتصدير نموذج عمله إلى 88 دولة فى الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا وأمريكا اللاتينية، وتم اعتماد نظام العمل بالبنك من الأمم المتحدة ليكون نموذجاً يحتذى به دولياً.