تعد المربى من المنتجات الواعدة فى الأسواق العالمية، نظرا لارتفاع الطلب عليها بشدة.. ولكن هذا الارتفاع لم تستفد منه مصر بالشكل الأمثل، ولا تزال أمام المنتج المصرى فرصة للاستفادة من الطلب المتزايد على المنتج حال تذليل العراقيل التى تواجه مُصدرى القطاع.
وبحسب أحدث الدراسات الصادرة عن المركز المصرى للدراسات الاقتصادية، ارتفع ترتيب المربى فى قائمة المنتجات الأكثر طلبا عالميًا من المركز 18 عام 2009 إلى المركز 14 عام 2019، محققة نموا فى قيمة الطلب العالمى بلغت نحو %79.
وتشير الدراسة إلى أن صادرات مصر من المربى، ارتفعت %201 خلال سنوات المقارنة، فى حين تضاعفت صادرات الهند من هذا المنتج نحو 13 مرة أى %1300، وجنوب أفريقيا 7 مرات.
قال وليد فتحى، رئيس مجلس إدارة شركة نونا للعصائر والمركزات، إن أبرز الأسواق التى توجد بها فرص قوية لصادرات المربى، هى دول شرق أوروبا وروسيا والعراق.. لكن المنتج التركى متواجد هناك بقوة، ويُصعب مهمة دخول السوق على المنافسين، نظرا لقرب السوق التركى من تلك الأسواق من ناحية المسافة، بالإضافة إلى الدعم الحكومى الذى يحصل عليه المُصدر التركى من حكومته.
وأضاف لـ«البورصة» أن المُصدرين فى أمس الحاجة لتيسير الاجراءات الحكومية الخاصة بالسلامة الغذائية والضرائب والجمارك ورد الأعباء، حتى يتمكنوا من التفرغ لدراسة الأسواق الخارجية وطرح المنتجات المناسبة لكل سوق على حدة بالأسعار الملائمة له، إذ إن المماطلة فى إنهاء الإجراءات الحكومية الداخلية، تُضيع فرصا هامة على المُصدر المصرى.
وأشار فتحى، إلى أن جائحة كورونا العالمية، والحظر الذى فرضته على دول العالم على فترات مختلفة، تسببت فى فقدان شركته نحو 8 أسواق تصديرية هامة بالنسبة له، أبرزها السوق السعودى، ولكن تحاول الشركة حاليا تعويض الخسائر التى منيت بها العام الماضى، من خلال فتح أسواق جديدة فى أفريقيا.
وكشف أن تكلفة النقل باهظة جدا، وهو ما يتطلب إعادة النظر فى ملف نقل البضائع، مثل نقل البضائع من خلال مجرى نهر النيل أو تحسين جودة خطوط السكك الحديدية، نظرا لأن النقل النهرى وبالسكة الحديد أقل تكلفة من النقل البرى التقليدى.
وشدد فتحى، على ضرورة تغيير سياسات وآليات هيئة سلامة الغذاء لتسهيل الإجراءات وضمان استمرارية الإنتاج دون تعطل، إذ إن الملاحظات الفنية التى تُطلب من المصانع تباعا بشكل متكرر، تعطل الإنتاجية لحين تعديل الملاحظات.. لذلك يفضل أن تقتصر زيارات الهيئة على مرة واحدة تلخص كل ملاحظتها للعمل عليها دفعة واحدة ودخول القائمة البيضاء حتى ينجح المصدرون خصوصا الصغار فى التركيز على فتح أسواق جديدة.
وكشف أن هناك أسواقا واعدة غرب أوروبا من ناحية الطلب على منتج المربى. ولكن اختلاف الأذواق يجعل فرصة المربى المصرية ضعيفة فى هذا السوق، إذ إن غرب أوروبا لا يحبذها مُحلاة بنسبة كبيرة عكس ذوق المنتج فى مصر.
وترى أحدث الدراسات الصادرة عن المركز المصرى للدراسات الاقتصادية، التى أعدت حول صادرات القطاع الغذائى، أن المصدرين يعانون من بطء الاجراءات للتسجيل فى هيئة سلامة الغذاء، وضعف آلية التواصل بين الهيئة والمصنعين الغذائيين، وعدم درايتهم بالاستثناءات والتسهيلات التى تمنحها الهيئة فى كثير من الاحيان.
واقترحت الدراسة للتغلب على تلك المشكلة، تعزيز قدرات هيئة سلامة الغذاء بشكل عام وتعزيز قدراتها البشرية عبر تقديم الاستثناء اللازم لتكون الهيئة قادرة على تعيين عدد اكبر من الكوادر الشابة لا يقل عن 700 موظف، وتوفير مبنى مناسب لحجم الهيئة ومكانته.
وأشارت إلى ضرورة استبدال التواصل المباشر مع رئيس الهيئة لطرح المشاكل بطرق اكثر مؤسسية وفاعلية، من خلال التواصل مع كوادر الهيئة، وبناء منظومة الكترونية تضمن التواصل الفعال بين الهيئة والمصنعين على ان تعمل بسلاسة فى الاتجاهين.
وتطرقت الدراسة إلى كون منتج المربى من أبرز المنتجات التى شهدت نموا كبيرا فى الطلب العالمى عليها.. ولكن لا تصدر مصر منه بالشكل الكافى.
ووفقا للدراسة يعد السوقان السودانى والعمانى من أبرز الفرص الواعدة لمصر وغير المستغلة، إذ بلغت واردات السوق السودانى من المربى ما قيمته 3.5 مليون دولار خلال 2018، منها %31 صادرات من الهند و%4.3 من سوريا و%3.8 من تركيا.
ولاحظت الدراسة تطورا كبيرا فى حجم واردات السودان خلال سنوات التحليل، وبلغ معدل نمو الواردات فى 2019 أكثر من %50 مقارنة بعام 2015 إذ استطاعت الهند فى 2017 زيادة صادراتها بشكل كبير إلى السودان والاستحواذ على %64 من الحصة السوقية مقارنة بـ %6 خلال 2016.
وتسعى تركيا خلال الفترة الحالية لزيادة حصتها فى السوق السودانى والسيطرة على حصة متوسطة نسبيا.
أوضحت الدراسة أن ثمة تراجع كبير فى حجم الصادرات المصرية من المربى، إذ كانت مصر تسيطر على الحصة الأكبر من السوق السودانى حتى عام 2016 بنسبة تصل لـ %70 من حجم السوق. ولكن شهدت تلك الحصة تراجعا كبيرا حتى أختفت بحلول 2018.








