تُلقب ثمار المانجو بين سلة الفاكهة بـ«الملكة»، وقد فقدت بريقها العام الحالي على مستوى الإنتاج، لترتفع أسعارها محليًا، وتخسر الفرص السانحة بقوة في الأسواق العالمية، خصوصا لدى العرب والأوروبيين، على جانب التسعير المرتفع من ناحية وضعف الكميات من ناحية أخرى.
ووصفت شركات الحاصلات الزراعية، الموسم الحالي لمحصول المانجو على مستوى التصدير بـ«الفرصة الضائعة» ففى الوقت الذي ترتفع فيه الطلبات العالمية لا توجد كميات تكفي التعاقدات المطلوبة.
قال هيثم السعدني، رئيس مجلس إدارة شركة السادات للحاصلات الزراعية(أجرو فروت)، إن الطلب مرتفع على محصول المانجو هذا العام لكن يقابل ذلك ندرة في المعروض مع تراجع الإنتاج المحلي.
وفى بداية الشتاء الأخير اجتاحت موجة حارة مفاجئة محافظة الإسماعيلية، ومناطق الزراعة الأخرى، ثم موجة أخرى في أواخر مارس الماضي، وهو ما أضر بالمحصول.
تُنتج مصر في العادة نحو 1.7 مليون طن من المانجو سنويًا، تُصدر منها 40 ألف طن في المتوسط، لكن العام الحالي أصيب المحصول بسبب ارتفاع درجات الحرارة أثناء موسم التزهير التي أصابت الثمر بالعفت البنى.
أوضح السعدنى أن الكميات المتاحة للتصدير حاليًا تقدر بنحو 20% فقط من الذي يُطرح في السوق سنويًا، وأغلب أصناف التصدير تأتي من محافظة الإسماعيلية ويظهر محصولها خلال أغسطس، لكنها تعرضت لخسائر فادحة وستظهر نتائجها في أرقام الصادرات خلال الفترة المقبلة.
ويبلغ متوسط سعر المانجو في سوق العبور 12-18 جنيهًا للكيلو بحسب الصنف، وتبدأ الأسعار للمستهلك بين 30-35 جنيهًا للكيلو.
وقال محمد الأبجي، رئيس مجلس إدارة شركة وادي النيل للحاصلات الزراعية، إن الطلب مرتفع على المانجو هذا الموسم.. لكن ندرة المحصول ستحول بين الشركات واقتناص هذه الفرص التصديرية وخصوصا محصول الإسماعيلية.
وأوضح أن ندرة المحصول ستهبط بالتعاقدات التصديرية بالتأكيد، خصوصا أن الكميات المتاحة قد لا تكون مناسبة للمواصفات المطلوبة في الخارج، خصوصا لدى الأوروبيين.
أضاف أن ارتفاع الأسعار المحلية مدفوعة بالندرة، جعلت العملاء المستوردين من مصر يراجعون قرارات التعاقد مرة أخرى.
وقال عبدالله ثروت، مدير تطوير الأعمال في شركة بيراميدز لتصدير الحاصلات الزراعية، إن الطلب العام يسير بشكل جيد، وزادت طلبات الموسم الحالي بنحو 1000 طن ، وستبذل الشركة قصارى جهدنا لتزويد عملائنا بالكميات المطلوبة.
وتابع:” الأمر لم يكن سهلاً هذا الموسم، إذ لم نشهد الطقس الأفضل، ما قد يتسبب في مشاكل لبعض الأصناف، وفى الآونة الأخيرة، كان الطقس أحد أكبر التحديات التي تواجه الإنتاج المانجو، حيث يتحكم في جودة وكمية المانجو”.
أشار ثروت إلى تأثر كافة المحاصيل الصيفية بالطقس هذا الموسم.. لكن الشركة وضعت تركيزها على مجموعة «كيت»، لأنها الصنف المفضل في أوروبا وروسيا ، مؤكدا:” لدينا حصة سوقية قوية “.
أوضح أن العملاء يفضلون دائمًا الحجم الذي يزيد عن 300 جرام، مع تفضيل الأحجام الأصغر في السوق المحلي للاستهلاك والاستخدام في مصانع العصير المصرية.








