تلقى رئيس مطار «هيثرو»، جون هولاند كاى، سلسلة من الأخبار السيئة على مدى الأشهر الـ18 الماضية، إذ خسر المطار نحو 3 مليارات جنيه إسترلينى منذ تفشى الوباء وتوقفت المحطات، بينما انخرطت شركة هولاند كاى فى ضغوط حكومية محمومة لإعادة فتح حدود المملكة المتحدة.
مع ذلك، يبدو أن الغيوم السوداء التى تحيط بالطيران ستزول فى الأسابيع القليلة الماضية لتكشف على الأقل عن السماء الزرقاء، ما دفع هولاند كاى لترك رسالة إلى شركات الطيران مفادها «تأكد من أنك مستعد لتعافى الطيران فى الأشهر المقبلة».
قال كاى لصحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية: «أعتقد أننا خرجنا من المرحلة التى قمنا فيها بإغلاق الأبواب».
ينتشر هذا التفاؤل الحذر ببطء فى أجزاء كبيرة من صناعة الطيران التى دمرها تفشى الوباء، والتى واجهت أسوأ أزماتها لها على الإطلاق كواحدة من أكثر القطاعات تضرراً فى الوباء، حيث يراهن المسئولون التنفيذيون على اللقاحات وتخفيف قيود السفر مما مهد الطريق للتعافي.
تزداد الثقة بأسرع ما يمكن فى الولايات المتحدة حيث بدأت شركات الطيران فى الإبلاغ عن أرباح بفضل السوق المحلية المزدهرة، بينما فى أوروبا دفع المزاج المتفائل الجديد شركات الطيران فى المنطقة مثل «إيزى جيت» و«ريان إير» إلى التخطيط لزيادة جداول رحلاتها فى وقت متأخر من الصيف.
قال دوج باركر، الرئيس التنفيذى لشركة «أمريكان إيرلاينز»، للمحللين فى آخر مؤتمر ربع سنوى عُقد عبر الهاتف لمناقشة الأرباح: «نحن فى خضم انتعاش غير مسبوق».
فى الوقت نفسه، قال ويلى والش، الرئيس السابق لمجموعة الخطوط الجوية الدولية المالكة للخطوط الجوية البريطانية: «لقد بدأ التعافى بالتأكيد فى النصف الثاني، وهناك علامات على تحسن الأمور، كذلك تم تخفيف القيود أو إزالتها، وعلينا أن نفعل ذلك. وعلينا أخذ الإيجابيات من هذا الأمر».
وتشير «فاينانشيال تايمز» إلى أن هذا الأمر يعد تغيراً حاداً فى ثروات صناعة تضررت من الوباء، حيث خسرت شركات الطيران العالمية مجتمعة ما يصل إلى 125 مليار دولار فى عام 2020.
كما توقع اتحاد النقل الجوى الدولى «إياتا» أن تخسر صناعة الطيران 48 مليار دولار أخرى هذا العام.
منذ مايو، ارتفع عدد الطائرات فى الجو بشكل مطرد إلى أعلى مستوى عالمياً منذ بدء أزمة كورونا، بحسب بيانات صادرة عن «سيتى جروب».
فى حين أن تخفيف القيود والإشارات التى تفيد اتجاه الحكومات نحو التعايش مع كوفيد فى الأسواق الرئيسية تأتى فى قلب الثقة الجديدة.
وخففت المملكة المتحدة بشكل كبير قيود السفر عن المسافرين الذين تم تطعيمهم.
وحتى سنغافورة، التى تميل لفرض قيود صارمة لاحتواء الفيروس، قالت إنها تهدف إلى تقديم سفر خالٍ من الحجر الصحى للأشخاص الذين تم تطعيمهم فى سبتمبر.
أما فى أوروبا، فإنَّ زيادة الحجوزات فى أواخر الصيف، التى نتجت عن بطاقة السفر الرقمية على مستوى الاتحاد الأوروبى الصادرة فى بداية شهر يوليو، عززت التفاؤل بشكل أكبر، ما أكد آمال المديرين التنفيذيين فى شركات الطيران فى أن الوباء لم يضعف الرغبة فى السفر.
وتوقعت شركة الطيران منخفضة التكلفة عودة الطيران بالكامل إلى مستويات ما قبل الجائحة فى أغسطس، ما يجعلها فى طليعة الانتعاش الذى تقوده شركات النقل قصيرة المدى التى تنتشر فى جميع أنحاء أوروبا هذا الصيف.
وحتى بعض شركات الطيران القديمة، التى أعاقتها العودة البطيئة للرحلات الطويلة ورحلات العمل، تظهر علامات على التفاؤل، فعلى سبيل المثال، شركة «إير فرانس كيه إل إم» التى قالت إنها واثقة من أنها ستعود لتسجيل أرباح هذا الربع السنوي.
وبعد مرور 18 شهراً من الألم، تعتقد العديد من شركات الطيران فى العالم أن الأسوأ قد انتهى، إذ قال لويس جاليغو، الرئيس التنفيذى مجموعة الخطوط الجوية الدولية، إن الصناعة «وصلت إلى الضوء الكامن فى نهاية النفق».








