مسح «بنوك وتمويل»: ارتفاع ملحوظ لدخل البنوك من الأتعاب والعمولات وتباين وتيرة الاحتفاظ بالمخصصات
نمو محدود لصافى الدخل من العائد و8 بنوك ارتفعت تكاليف أموالها بوتيرة أسرع من إيرادات الفوائد
ارتفعت أرباح البنوك خلال الشهور التسعة الأولى من العام الحالى مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى.
وأظهر مسح لـ«بنوك وتمويل» على 17 من القوائم المالية للبنوك فى الربع الثالث ارتفاع أرباح 13 منها خلال أول 9 شهور من العام، مقارنة بالفترة نفسها من 2020.
ونمت أرباح 3 بنوك بمعدلات قوية تراوحت بين %27 و%55، فيما تراوح نمو 4 بنوك أخرى بين %9 و%23، وارتفعت أرباح 6 بنوك بمعدلات تراوحت بين 1 و%7.
وتراجعت أرباح 4 بنوك وهى «الكويت الوطني» بنحو %4 و«البركة – مصر» بنحو %8 و«الأهلى المتحد مصر» نحو %13 و«الإمارات دبى الوطنى» بنحو %49.
ورصد المسح نمو صافى الدخل من العائد لدى 14 بنكًا، إذ ارتفع لدى 3 بنوك بمعدلات بين %21 و%41، ولدى 4 بنوك بمستويات بين %9 و%15.5، وارتفع هامشيًا لدى 7 بنوك بمعدلات بين %0.2 و%5.3.
وخلال الشهور التسعة الأولى من 2021، ارتفعت تكلفة الأموال لدى 8 بنوك بوتيرة أسرع من نمو إيرادات الفوائد لديها، وبصفة عامة بين الـ17 بنكا التى رصد المسح نتائج أعمالها تراجعت تكلفة الأموال لدى 6 بنوك فيما انخفضت إيرادات الفوائد لدى 5 بنوك.

فى الوقت نفسه، كان النمو فى صافى الدخل من الأتعاب والعمولات ملحوظًا لدى معظم البنوك، إذ ارتفع لدى 15 بنكًا، وبلغ معدل نموه %86 لدى «أبوظبى التجاري» وتراوح بين %15 و%33 لدى 10 بنوك، ونما بين %7 و%14 لدى 4 بنوك، فيما انخفض فقط لدى بنك التعمير والإسكان بنحو %1 وبنك الكويت الوطنى – مصر بنحو %21.

وعلى صعيد مخصصات خسائر الائتمان، كان هناك تباينًا، إذ احتفظت 8 بنوك بمخصصات أعلى من التى احتفظت بها خلال الفترة نفسها من 2020، فيما تراجعت وتيرة المخصصات لدى 9 بنوك، لكن وتيرة الانخفاض كانت هامشية باستثناء البنك التجارى الدولى والقاهرة.
وألقت المعاملة الجديدة للضرائب بظلالها على مصروفات ضرائب الدخل التى تدفعها البنوك إذ نمت لدى 13 بنكًا بمعدلات متفاوتة، وارتفعت لدى المصرى الخليجى %114 فيما سجلت %65 نموا لدى التجار وفا-مصر، و%49 لدى أبوظبى الإسلامى – مصر، وتراوح نموها بين %18 و%35 لدى 6 بنوك، وبين 4 و%11.6 لدى 4 بنوك.
الرفاعي: تعافى الاقتصاد وزيادة معدلات الإقراض دعم ارتفاع الأرباح
وقال حسين الرفاعى، رئيس مجلس إدارة بنك قناة السويس، لـ»البورصة»، إن أرباح معظم البنوك تعافت خلال العام الحالى، نتيجة انخفاض القيود على النشاط وعودة الاستهلاك وتعافى الطلب من الشركات على الاقتراض، لكنه ذكر أنه مازال هناك بعض التأثيرات والتى ستستمر طالما استمر الوباء وعدم اليقين.
أضاف أن البنك حقق نموا جيدا فى النشاط والأرباح وكان متوازنًا إلى حد كبير، وكان هناك زيادة فى معدلات منح القروض الجديدة، مشيرًا إلى أن وضع جودة الأصول فى البنك يتحسن.
وذكر أن التطور التكنولوجى فى القطاع بصفة خاصة وعلى صعيد الاقتصاد بصفة عامة، كان له دور فى سرعة التعافى، مشيرًا إلى أن البنك ضخ استثمارات كبيرة لتطوير البنية التكنولوجية للبنك خلال الفترة الماضية.
محلل: «أوميكرون» قد يجدد الضغوط على أرباح البنوك
وتوقع محلل لقطاع البنوك فى أحد بنوك الاستثمار، أن تعود أرباح البنوك تحت ضغط حال تجددت الاغلاقات العالمية، بسبب متحور أوميكرون، خاصة حال لجأ البنك المركزى لدفع البنوك العامة لطرح شهادات مرتفعة العائد، فى ظل معدلات التضخم المرتفعة، مشيرا إلى أن الضرر سيكون أقل حال لجأ البنك المركزى لرفع الفائدة الأساسية بما يرفع العائد على أصول جميع البنوك خاصة قروض الشركات.
أضاف أنه حال مرت موجة أوميكرون دون تأثير كبير على مستثمرى المحافظ المالية، لن يكون لتسريع الفيدرالى الأمريكى وتيرة التشديد النقدى وخفض شراء الأصول أثر كبير، لأن الفائدة الحقيقية على الدولار ستظل سلبية حتى حال ارتفعت الفائدة الأسمية فى ظل معدلات التضخم المرتفعة فى أمريكا.
البنوك الأسرع نموًا بأرباحها
جاء بنك التجارى وفا-مصر، فى مقدمة البنوك التى نمت بأرباحها بمعدل %55، إذ وصلت 349.5 مليون جنيه مقابل 225.7 مليون جنيه، وذلك بدعم من نمو صافى الدخل من العائد %9 ليصل إلى 1.44 مليار جنيه، ونمو صافى الدخل من الأتعاب والعمولات %20 لتصل إلى 245.7 مليون جنيه، وتراجع المصروفات الإدارية إلى 801.6 مليون جنيه مقابل 831 مليونًا، ومصروفات التشغيل الأخرى إلى 138.5 مليون جنيه مقابل 190.4 مليون.

وحل البنك التجارى الدولى صاحب أكبر أرباح على مستوى بنوك القطاع الخاص ثانيًا من حيث سرعة نمو الربحية، بمعدل تجاوز %33، لتصل إلى 9.89 مليار جنيه، وذلك رغم تراجع نمو صافى الدخل من العائد %3.9، بدعم من انخفاض عبء مخصصات الائتمان إلى 1.3 مليار جنيه مقابل 3.8 مليار، ونمو صافى الدخل من الأتعاب والعمولات إلى 1.765 مليار جنيه مقابل 1.336 مليار، وارتفاع صافى دخل المتاجرة إلى 484 مليون جنيه مقابل 226.9 مليون جنيه.
وقالت إدارة البنك التجارى الدولى فى بيان، إن أرباح البنك سجلت رقما قياسيا فى الربع الثالث من 2021، وإن ذلك الأداء الاستثنائى مدفوعًا بمرونة أساسات أصول البنك والنمو المستدام لها، خاصة بالعملة المحلية إذ نمت الودائع نحو %7 على أساس ربع سنوى و%28 على أساس سنوى، وجاء معظم الزيادة حسابات جارية وتوفير، مع توجه الإدارة نحو النمو بالتمويلات بتكلفة محكمة.
أضافت الإدارة أن ذلك جنبًا إلى جنب مع الحفاظ على مرونة هيكل الميزانية الضرورى لمواجهة تقلبات أسعار الفائدة، وهو ما أدى إلى تحسين إدارة السيولة.
وأشارت إلى نمو القروض بالعملة المحلية الذى وصل %26 على أساس سنوى، بدعم من الزيادة فى العمولات الرئيسية والأتعاب، مؤكدين أن النمو المحقق فى القروض لم يضع أى ضغوط على متطلبات مخاطر الائتمان للبنك، بفضل الإدارة الحكيمة للمخاطر ومعدلات التغطية الصحية خلال 2020 وما قبلها.
وقالوا إنه رغم النمو السريع للقروض مع اعتدال وتيرة المخصصات، لكن التجارى الدولى يحافظ على مركزه الرائد فيما يخص تغطية الخسائر المتوقعة وغير المتوقعة.
وأشار البنك إلى تراجع صافى هامش العائد لديه %1.2، نتيجة استحقاق أجل سندات كانت فوائدها مرتفعة بشكل استثنائى، وقال إن عمولات خدمات التجارة ارتفعت %14 خلال الشهور التسعة الأولى من العام لتسجل 586 مليون جنيه.
وفى المركز الثالث حل بنك فيصل الإسلامى، بمعدل نمو %27 وذلك بعدما ارتفعت أرباحه إلى 1.68 مليار جنيه مقابل 1.3 مليار جنيه.








