تتسابق صناعة الاختبار السريع لـ”كورونا”، للمساعدة في إحباط انتشار متحور أوميكرون، إذ تعمل الشركات المصنعة للاختبارات بتوسيع الإنتاج وتوظيف الموظفين وتوزيع الطائرات بالكامل لإرسال ملايين المجموعات من الاختبارات في آن واحد.
كان العملاء القلقون حول العالم يصطفون في طوابير للحصول على الاختبارات التي ستمكنهم من رؤية أحبائهم أو الذهاب إلى المدرسة أو الذهاب إلى العمل، فقد أُجبر الآباء الفرنسيون على الانتظار لساعات في الصيدليات وتعطلت المواقع الإلكترونية في المملكة المتحدة لطلب الاختبارات، بينما حُذر البرازيليين من وجود “خطر حقيقي” يتمثل في نقص الاختبارات.
لقد نجحت الصناعة، التي اشتهرت سابقاً باختبارات الحمل، في تغيير نفسها لتتكيف مع الوباء، لكن سلسلة الإمداد واجهت صعوبة في التأقلم مع تزايد عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا، مما أدى إلى زيادة الطلب على الاختبارات، وسط تفاقم المشكلات بسبب فشل الحكومات في التخطيط مسبقاً بشكل كافٍ.
قال توماس شينكر، الرئيس التنفيذي لشركة “روش دايجنوستيكس”: “كل الحكومات تريد فجأة نفس الاختبارات في الوقت نفسه.. لكن الأمر لا يشبه طلب بيتزا ووصولها بعد 30 دقيقة، بل إننا بحاجة إلى القليل من التحذير المسبق”.
وأوضح أن شركته تجري مناقشات مع عشرات الحكومات حول توفير اختبارات مضادة سريعة واختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل الأكثر دقة، والتي تتطلب معالجة مخبرية.
تعهدت المملكة المتحدة بمضاعفة برنامج الاختبار المكثف ثلاث مرات، بينما تطلب الولايات المتحدة من شركات التأمين دفع ثمن ثمانية اختبارات في الشهر، مع تمويل الاختبارات المجانية لأول مرة، حسبما ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
لم تكن الصناعة جاهزة لمثل هذا الارتفاع الهائل في الطلب، فقد قال وليام موريس، رئيس جمعية المختبرات الطبية الأمريكية، إن مثل هذه التقلبات تجعل من الصعب على الشركات المصنعة الحفاظ على ذروة الإنتاج.
في دول أوروبية مثل الدنمارك وألمانيا والمملكة المتحدة، تراجعت أسعار الاختبارات المقدمة للحكومات والشركات بعد انحسار موجة العدوى في فصل الربيع من العام الماضي، بحسب ما ذكره مسؤول تنفيذي سابق في شركة “إينوفا” ومقرها الولايات المتحدة، التي توفر الاختبارات لـ 21 دولة.
في الوقت نفسه، استمرت العديد من الشركات المصنعة في زيادة طاقتها الإنتاجية من خلال إضافة خطوط إنتاج جديدة أو تشغيل خطوط إنتاج موجودة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، والتوصل إلى موردين جدد.
يأمل بعض المؤيدين لهذه الخطوات أن يستمر التوسع الهائل في الاختبارات في المنزل بعد الوباء، مع استخدام التشخيصات للمساعدة في التمييز بين كوفيد والإنفلونزا ونزلات البرد أو لتحديد الأمراض الأخرى.