قال طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، إن التعاون والتكامل بين شركات قطاع البترول والشركات الأجنبية نتج عنها تنفيذ مشروعات فى مجال البحث والاستكشاف وتوقيع 108 اتفاقيات باستثمارات حدها الأدنى 22 مليار دولار خلال آخر 8 سنوات.
ولفت الوزير إلى أهمية عمليات ترسيم الحدود مع الدول المجاورة وتكوين علاقات استراتيجية إقليمية ودولية مبنية على الثقة والمنفعة المشتركة سواء فى اطار منتدى غاز شرق المتوسط أو خارجه فى تحقيق النجاحات.
جاء ذلك خلال مشاركة الملا فى جلسة نقاشية عقدتها السفارة الألمانية بالتعاون مع شركة فينترشال ديا الألمانية بمناسبة مرور 50 عاماً على الشراكة مع قطاع البترول المصرى، وعقدت الجلسة تحت عنوان “مستقبل مستدام للطاقة فى مصر”.
وخلال الجلسة أكد الملا، أن الأولوية الآن هى التوسع فى أنشطة البحث والاستكشاف لتحقيق المزيد من الاكتشافات وزيادة الإنتاج خاصة من الغاز الطبيعى، مشيراً إلى أن مصر نفذت خلال السنوات الماضية عدة برامج وخطط عمل لتحسين مناخ الاستثمار وجذب المستثمرين من خلال تطوير الأنظمة المالية والاقتصادية والتشريعية بمنظومة العمل البترولى.
وقال إن قطاع البترول وضع خطة عمل فى عام 2016 بأهداف محددة وجداول زمنية للتنفيذ تتمثل فى مشروع تطوير وتحديث جميع أوجه العمل البترولى وأن مصر تؤدى حالياً دورها كمركز إقليمى لتجارة وتداول الغاز والبترول بالتعاون مع شركائها واكتسبت ثقة ودعم العديد من الدول والمؤسسات الدولية للتوسع فى هذا الدور.
وأضاف الوزير أن قطاع البترول يولى أهمية قصوى لعمليات التحول الرقمى وربط جميع شركات القطاع فى منظومة رقمية موحدة لما لها من تأثير إيجابى على تسريع وتيرة العمل وخفض التكاليف وتوفير بيانات موثوقة تسهم فى دعم اتخاذ القرار.
كما أكد الملا على أهمية المبادرة الرئاسية للتوسع فى استخدامات الغاز الطبيعى سواء فى المنازل أو فى تموين السيارات نتج عنها زيادة كبيرة فى أعداد المنازل التى تم توصيلها بالغاز وأعداد السيارات التى تم تحويلها للعمل بالغاز الطبيعى وكذلك أهمية المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”، والتى تتضمن المرحلة الأولى منها توصيل الغاز إلى أكثر من 1450 قرية.
وأكد الوزير أن مصر تحتل المركز السادس عالمياً كمنتجة ومصدرة للأسمدة وتسعى للتوسع فى هذا النشاط وصناعات القيمة المضافة بشكل عام بالإضافة إلى التوسع فى نشاط تصدير الغاز المسال.
عقدت الندوة بمشاركة السفير الألمانى بالقاهرة فرانك هارتمان وماريو مهرن رئيس شركة فينترشال ديا الألمانية والدكتورة هدى بن جنات المدير العام للمرصد المتوسطى للطاقة.
وأكد رئيس شركة فينترشال ديا التزام الشركة بتوسعة محفظة أعمالها وضخ استثمارات جديدة فى مصر، مشيداً بالتطور الهائل الذى شهدته الأنظمة المالية والتشريعية فى مصر وخاصة فى قطاع البترول ما جعله أكثر جذباً لاهتمام المستثمرين بالإضافة إلى تنامى دور مصر كمركز إقليمى للطاقة.
كما أكدت مدير المرصد المتوسطى للطاقة أن القمة العالمية للمناخ القادمة تعد فرصة كبيرة للقارة الأفريقية ولمنطقة البحر المتوسط لعرض آرائهم فى قضية المناخ وجهود التحول الطاقى، وأن مصر أفضل مثال للجهود المخلصة للتغلب على العجز عن سد الاحتياجات الأساسية من الطاقة حتى التحول إلى مركز إقليمى للطاقة، وأشادت بفكرة انشاء منتدى غاز شرق المتوسط وتأثيرها المتوقع على مستقبل الطاقة فى المنطقة والعالم.







