ناقش خبراء تكنولوجيا المعلومات والمتخصصون فى قطاع التعليم دور التقنيات التفاعلية والذكاء الاصطناعى فى تطور المنظومة التعليمية وتحسين مخرجاتها لتطوير عقول الطلاب لتحفيز قدراتهم الإبداعية، وذلك خلال جلسة بعنوان «تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعى على النظام التعليمى».
أقيمت الجلسة خلال أيام معرض ومؤتمر القاهرة الدولى للتكنولوجيا (Cairo ICT) الذى يعقد بمركز مصر للمعارض الدولية بالقاهرة الجديدة، وأدار الجلسة الإعلامى خالد البرماوى؛ حيث تحدث عن تأثير أدوات الذكاء الاصطناعى التوليدى من محركات البحث مثل روبوت ChatGPT.
أوضح أن تسارع التطور فى مجالات الذكاء الاصطناعى، مع النظر للأبعاد التوظيفية والأخلاقية، يؤثر على تصميم التطبيقات الإلكترونية المرتبطة بتكنولوجيا الواقع الافتراضى كجزء من الذكاء الاصطناعى، مؤكداً أهمية التواجد على قدم المساواة مع المعارف المتقدمة لمواكبة التحول العالمى الذى خلقته ثورة الذكاء الاصطناعى فى الحياة من حولنا.
«حسن»: التقنيات ستُحسن تجربة التعلم وتخصصها لكل طالب بشكل فردى وفقاً لمستواه
من جانبه، استعرض الدكتور أكرم حسن، رئيس الإدارة المركزية لتطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم، عدداً من مراحل التطور الذى شهده إنتاج التكنولوجيا منذ انطلاق عمل المصانع بقوة البخار مروراً بتشغيل الآلات الصناعية، فضلاً عن عصر ظهور التكنولوجيا البدائية حتى الثورة الصناعية الرابعة، وتضمين تقنيات الاتصالات فى الأعمال والتى وصلت بنا إلى التحول الرقمى الفائق المعتمد على تطبيقات الذكاء الاصطناعى.
ولفت «أكرم» إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعى التوليدى ستؤثر على تحسين تجربة التعلم وتخصيصها لكل طالب بشكل فردى وفقاً لمستواه واحتياجاته الخاصة، بالإضافة إلى تحليل البيانات والتعرف على الأنماط والاتجاهات لتحسين البرامج التعليمية، وتحديد الموضوعات الأكثر صعوبة للطلاب، مع عمل تقييمات دورية لمستواهم الدراسى، مضيفاً ضرورة توفير موارد تعليمية وتدريبية، منوهاً بأن الالتزام بحوكمة تطبيقات الذكاء الاصطناعى أصبحت واجباً أخلاقياً قبل أن تكون قانوناً.
«عدنان»: حجم سوق تكنولوجيا التعليم العالمى سيصل إلى نحو 200 مليار دولار خلال السنوات المقبلة
وقال إياد عدنان، مدير العلاقات الاستراتيجية والحكومية بشركة «ألف»، إنَّ الذكاء الاصطناعى التوليدى ركيزة أساسية ومحرك يسهم فى تغيير اللعبة فى الساحة التعليمية سواء فى الماضى أو الحاضر أو المستقبل، متسائلاً عن كيفية جذب الطالب للتفاعل، وخلق تجربة مؤثرة فى عقلية الطلاب.
ونوه بأن حجم سوق تكنولوجيا التعليم العالمى سيصل إلى نحو 200 مليار دولار، خلال السنوات القليلة المقبلة، متسائلاً عن حجم نسبة مصر والمنطقة العربية المستهدف تحقيقها من ذلك الرقم.
شرح الدكتور أمير رشدى، أستاذ مساعد هندسة الروبوتكس والميكاترونيكس بالجامعة الألمانية بالقاهرة، أن أنظمة الإنسان الآلى لم تعد مشاهد فى الأفلام كما كانت تصوره أعمال السينما، فأصبحت الآلات تتم برمجتها لتعلم جميع مهام الأعمال لتطبيقها وأدائها مثل الإنسان وتنفيذها بدقة وسرعة لترفع معدل الإنتاج.
وأشار «رشدى» إلى أن علوم الروبوتات تقوم على شرح مهام الأعمال والكشف عن تفاصيل أدائها بشكل سريع ودقيق، ما يكشف عن حجم التحول الذى أحدثه الذكاء الاصطناعى فى الصناعة.
وشرح عمرو إبراهيم، مسئول حلول البيانات والذكاء الاصطناعى فى مايكروسوفت إفريقيا، طرق الاستفادة من خدمات مايكروسوفت آزور فى العملية التعليمية، والتى تتيح استخدام خدمة آزور OpenAI لإنشاء حلول الذكاء الاصطناعى التوليدى.
أوضح أن خدمة آزور OpenAI تعتبر أحد الحلول السحابية لنشر نماذج الذكاء الاصطناعى التوليدية وتخصيصها واستضافتها. فهى تجمع بين أفضل نماذج OpenAI المتطورة وواجهات برمجة التطبيقات مع تحقيق عامل أمان فى الاستخدام وقابليته للتوسع.
وأكد أهمية الحاجة الملحة إلى إنتاج محتوى تعليمى عربى يعتمد على الذكاء الاصطناعى، مشيراً إلى أن الحديث عن التأخر فى استخدام أدوات الذكاء الاصطناعى هى إحباطات لا يجب الاستماع إليها، خاصة أن التكنولوجيا فى تقدم مستمر.
وأوضح الدكتور أمير الصاوى، مدير التعلم الرقمى بشركة نهضة مصر، أن الشركة عملت كثيراً، خلال الفترة الماضية، على تضمين أدوات التكنولوجيا فى إنتاج المناهج الرقمية والاستثمار فى مجالات التعليم الفنى، مشيراً إلى أن ذلك التوجه أثمر باكورة أعمال الشركة من منتجات التعليم الرقمى، وهو تطبيق «اتكلم عربى» بالتعاون مع وزارة الهجرة؛ حيث تعتمد فكرته على حل مشكلة الثقافة المصرية واللغة العربية للمصريين فى الخارج.
وأكد «الصاوى»، أن الركيزة الأساسية فى استخدام الذكاء الاصطناعى فى إنتاج المحتوى التعليمى الرقمى تكون بهدف توظيفه فى مجالات البحث والتحليل البيانى.








