إبراهيم مصطفى: اقتصادية قناة السويس جذبت استثمارات بـ 4.6 مليار دولار بالمناطق الصناعية
أكد المشاركون فى الندوة التى نظمتها الجمعية المصرية البريطانية للأعمال حول: “المشروعات الكبرى فى مصر – التحديات والفرص”، على أن السوق المصري يتمتع بالعديد من الفرص والإمكانات الكبيرة لتوطين الصناعات، وتعزيز المشاريع العملاقة المستمرة، إلى جانب المناطق الصناعية والاقتصادية لتعزيز الاستثمار وتحفيز الاقتصاد.
وقال كريم هلال رئيس كونكورد الدولية للاستثمار، إن الاقتصاد المصرى قادر على التعامل مع التحديات الجيوسياسية والاقتصادية المستمرة على المستوى المحلى والإقليمى والدولى، بمساعدة مبادرات الحكومة والإصلاحات والخطط والتشريعات الجديدة والمشاريع الضخمة المشتركة، مشيرًا إلى أنه من بين التحديات النمو السكانى الهائل والبطالة وخلق فرص العمل التى تستدعى وسائل توفير وظائف منتجة للشباب.
وأشار هلال إلى أن شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية، ومدينة طربول الصناعية والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، تمثل ثلاثة محفزات رئيسية لمستقبل الاقتصاد المصرى، ووصف هيئة الاستثمار والمناطق الحرة بأنها الراعى الأكبر للمشاريع الوطنية الضخمة.
من جانبه، قال خالد عباس رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية إن العاصمة الإدارية: “كانت حلمًا تحقق فى ست سنوات فقط” بدأت من الصفر فى عام 2017 من خلال فريق عمل يعمل على تخطيط العاصمة الجديدة.
وفى عام 2022، حققت شركة العاصمة أرباحًا قبل الضرائب بقيمة 20 مليار جنيه، مشيرًا إلى أن الشركة تستهدف الوصول إلى 26 مليار جنيه بحلول نهاية العام الحالى، متوقعًا أن تستمر أرباح الشركة فى النمو العام المقبل أيضًا، بفضل بدء العمل فى المرحلة الثانية على مساحة 40 ألف فدان جديدة خلال الربع الثانى من عام 2024.
أحمد شيرين: الحكومة تبذل جهودًا مضنية لخلق فرص استثمارية حقيقية وواضحة
وأوضح أن العاصمة الإدارية الجديدة تعتمد على ثلاثة أركان أن تكون خضراء، حيث تُحاط بمساحات خضراء واسعة، تجمع بين المبانى الحديثة والمرافق على أحدث التقنيات، لتحقيق التوازن المثالى بين الحياة الحضرية والطبيعة، وأن تكون مستدامة، ولكى تكون ذكية، تم تطوير المدينة برؤية استراتيجية لمدينة ذكية تدمج بنيتها التحتية الذكية لتقديم العديد من الخدمات لكل من المواطنين والمستثمرين.
وأكد عباس أن المخطط الرئيسى والتصميم للمنتزه المركزى للعاصمة الإدارية الجديدة حصل على جائزة استدامة المناظر الطبيعية فى الشرق الأوسط لعام 2023 ضمن فئة «الحدائق والترفيه».
وذكر أن بناء مدينة ذكية جديدة كان قائمًا على رؤية لتوفير مكان لجودة الحياة للمواطنين والمستثمرين، مضيفًا أن النقل هناك أصبح الآن مثاليًا حيث تم نقل 100 ألف موظف حكومى بالفعل.
وأضاف أن العاصمة الإدارية يتم الإشارة إليها كمثال فى الفعاليات المحلية والدولية، مشيرًا إلى المناقشات القائمة مع أربعة من أفضل الاستشاريين فى العالم لتنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة، متوقعًا البدء فى أعمال الشركة فى مشروع المنطقة الصناعية العام المقبل.
ومن جانبه قال شريف حمودة رئيس مجلس إدارة مجموعة “جى فى GV”، القائمة على تطوير مدينة طربول الصناعية، إنه يتم تطوير “طربول” لتكون نموذجًا تجاريًا لمدينة خضراء ذكية صالحة للعيش.
وأوضح أن المدينة تتبنى فلسفة إعادة التدوير وإعادة الاستخدام والتخفيض لتقليل إنتاج النفايات والوصول إليها لتحقيق مرحلة عدم إنتاج أى نفايات. ومن ضمن الشركاء فى مشروع مدينة طربول شركة أورانج وشركة طاقة عربية، بالإضافة إلى شريك تأمين رئيسى يرسم برامج تأمين لقطاعات مختلفة، بما فى ذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة والمشاريع الضخمة.
وشدد حمودة على أهمية بدء توطين الصناعات، فقد كان الاستيراد دومًا هو الخيار السهل، لكن الناس الآن أدركوا أهمية توطين الصناعات المختلفة. وستضم المدينة حوالى 3 آلاف مصنع فى الصناعات متنوعة والعديد من مراكز الخدمات، بما فى ذلك وادى الطعام، ووادى التكنولوجيا والإلكترونيات، ومدينة مواد البناء الرخامية، ومدينة المنسوجات والحرف اليدوية، ومركز البلاستيك والكيماويات، بالإضافة إلى مجمع للصناعات الخفيفة.
كريم هلال: الاقتصاد المصرى استطاع التعامل مع التحديات الجيوسياسية والاقتصادية
وأكد على أنه تم إنشاء 18 مصنعًا فى مدينة طربول، إلى جانب إنشاء ميناء جاف ومنطقة جامعية ومركز للبحث والتدريب ومركز للتدريب على الحرف اليدوية ومنطقة للتخزين والتبريد.
وستوفر مجمعاتها السكنية والإسكانية نماذج مختلفة، من المنازل القائمة بذاتها إلى الشقق ذات الأحجام والتصميمات المختلفة، كما تضم المدينة منطقة تتيح للمستثمرين الصناعيين بناء مجمعات صناعية رئيسية فيها على قطع أرض تتراوح بين 500 ألف و2 مليون متر مربع أو مشاريع صغيرة ومتوسطة على قطع أرض من 500 إلى 20 ألف متر مربع.
وأضاف أن مدينة طربول داعم قوى للشركات الصغيرة والمتوسطة، كما استحدثت شركة GV للاستثمارات مبادرة جديدة “صنع” لدعم الصناعة الوطنية وزيادة مساهمتها فى الناتج المحلى الإجمالى، ومن المقرر أن توفر المبادرة العديد من المجمعات الصناعية الجاهزة لمشاريع الشركات الصغيرة والمتوسطة فى مدينة طربول، من خلال خطة دفع أولى بنسبة 0% تمتد على مدى 10 سنوات، بالتعاون مع البنك المركزى.
وقال حمودة إنه تم حتى الآن الانتهاء من حوالى 10 ملايين متر مربع فى المدينة، مضيفًا أنه سيتم الكشف عن مزيد من التفاصيل فى يونيو المقبل.
وأوضح إبراهيم مصطفى نائب رئيس الهيئة العامة لاقتصادية قناة السويس، أن المنطقة وافقت خلال الأشهر الثلاثة الماضية على 43 مشروعًا رئيسيًا فى المناطق الصناعية، باستثمارات بقيمة 4.6 مليار دولار، كما تمتلك الهيئة قائمة بالقطاعات الصناعية المستهدفة التى يجب التركيز عليها فى الفترة القادمة، ومن بينها الهيدروجين الأخضر الذى يأتى كأولوية قصوى للمنطقة الاقتصادية.
ومن جانبه قال أحمد شيرين نائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، إن الهيئة تدعم وتحفز القطاع الخاص على لعب دور أكبر وقيادة السوق المصرية، مؤكدًا أن «مصر أرض الفرص»، حيث تبذل الحكومة جهودًا مضنية لخلق فرص استثمارية حقيقية وواضحة، كما تعمل الهيئة على مدار الساعة لحل أى عقبات استثمارية، مشيرًا إلى أن التحديات لا تتعلق فقط بالمعطيات المحلية، ولكن أيضًا بالعوامل الجيوسياسية والاقتصادية العالمية.






