سجل عدد من السندات الدولارية التي أصدرتها شركات مجموعة “أداني جروب” أكبر تراجع في أكثر من 6 أشهر، بعد أنباء عن توسيع المدعين العامين الأمريكيين نطاق تحقيقهم مع تكتل الشركات، الذي تمتد أنشطته من الموانئ إلى الطاقة، ويسعى التحقيق إلى تقصي ما إذا كانت المجموعة قد قدمت رشاوى. كما انخفضت أسهم أغلب شركات المجموعة أيضاً.
تراجع سند أصدرته “أداني بورتس آند سبيشيال إيكونوميك زون” (Adani Ports & Special Economic Zone) يُستحق سداده في 2041 بمقدار 2.4 سنت ليصل إلى 79.1 سنتاً، مسجلاً أكبر تراجع منذ أغسطس الماضي. وانخفض سند آخر لشركة الطاقة المتجددة “أداني رينيوبل إنيرجي آر جيه” (Adani Renewable Energy RJ) يُستحق سداده في 2039 بمقدار 2.3 سنت ليبلغ 83 سنتاً، ما يمثل أكبر انخفاض منذ فبراير 2023. يقلص ذلك المكاسب المُحققة خلال الأشهر الماضية التي صعدت بالأوراق المالية للمجموعة إلى أعلى مستوياتها منذ 2022.
كان سهم “أداني إنتربرايزس” (Adani Enterprises)، الشركة الرئيسية في المجموعة، من بين الأسهم التي سجلت أكبر انخفاض، إذ تراجع بنحو 5%. فيما انخفضت أسهم باقي شركات المجموعة بما يتراوح بين 3% و8%، قبل أن تعوض قدراً من هذه الخسائر.
قال أبهاي أغاروال، مؤسس ومدير صندوق الاستثمار في شركة “بايبر سيركا أدفايزرز” (Piper Serica Advisors): “لا أتوقع تصحيحاً كبيراً للأسهم في ضوء هذا التطور. تعرضت المجموعة لتدقيق كاف خلال العام الماضي، والاهتمام الكبير بشراء أسهمها في الفترة الحالية يكفي لتعويض أي انخفاض”.
التحقيق الأمريكي في “أداني جروب”
يستقصي المحققون الأمريكيون ما إذا كانت إحدى الشركات التابعة للمجموعة أو أي شخص على علاقة بها، بمن فيهم غوتام أداني، قد دفعوا رشاوى لمسؤولين في الهند مقابل الحصول على معاملة تفضيلية في مشروع للطاقة، وفق الأشخاص المطلعين مباشرةً على الموضوع، الذين أضافوا أن مكتب المدعي العام في شرق نيويورك ووحدة مكافحة الاحتيال التابعة لوزارة العدل في واشنطن يتوليان التحقيق، الذي يشمل أيضاً شركة الطاقة المتجددة الهندية “أزور باور غلوبال” (Azure Power Global).
قالت “أداني جروب” في بيان أُرسل عبر البريد الإلكتروني: “لسنا على دراية بأي تحقيق مع رئيس مجلس إدارتنا. وبصفتنا مجموعة شركات تعمل وفق أعلى معايير الحوكمة، فنحن نلتزم ونمتثل بقوانين مكافحة الفساد والرشوة في الهند والدول الأخرى على أكمل وجه”. ولم توجه وزارة العدل إلى غوتام أداني، ولا شركته، ولا “أزور” أي اتهامات، كما أن التحقيقات لا تؤدي دوماً إلى محاكمات.
أزمة تقرير “هيندنبرغ”
اهتزت أركان إمبراطورية أداني الشاسعة في مطلع العام الماضي بضغط من ادعاءات ساقتها شركة “هيندنبرغ ريسيرش” (Hindenburg Research) بأن المجموعة تلاعبت بأسعار الأسهم وارتكبت احتيالاً محاسبياً. فيما استنكرت المجموعة بشدة تلك المزاعم، وحققت الأسهم ارتفاعاً كبيراً بعد هبوطها في بداية الأزمة.
رغم ذلك، دفع تقرير “هيندنبرغ” وزارة العدل، فضلاً عن هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، إلى التحقيق في بعض تلك المزاعم، وفق ما كشفته “بلومبرغ” العام الماضي.
ورغم أن تحقيق المدعين العامين الأمريكيين سيلقي بظله على المجموعة، إلا أن ثقة المستثمرين في الشركات التابعة لها تواصل التحسن في ضوء خفض الديون، وسداد المؤسسين قروضاً مضمونة بأسهم، والنجاح في بيع سندات دولارية في وقت سابق من الشهر الجاري.
ارتفعت القيمة السوقية الإجمالية لشركات المجموعة المدرجة في البورصة بأكثر من الضعف، لتصل إلى نحو 190 مليار دولار، مرتفعة عن أدنى مستوياتها التي سجلتها العام الماضي. إلا أنها ما تزال أقل بمقدار 40 مليار دولار عن قيمتها السوقية قبل المزاعم العديدة التي ساقتها “هيندنبرغ”.
