قال الرئيس دونالد ترامب إنه قد يقدّم بعض الاستثناءات من الرسوم الجمركية التي فرضها بنسبة 10% على معظم الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، رغم إصراره على أنها تُعد “قريبة جداً” من الحد الأدنى للدول التي تسعى لعقد اتفاقات تجارية.
وقال ترامب للصحفيين مساء الجمعة على متن طائرة “إير فورس ون” أثناء توجهه إلى ولاية فلوريدا: “قد تكون هناك بعض الاستثناءات لأسباب واضحة، لكن يمكنني القول إن 10% هو الحد الأدنى”.
لم يوضّح ترامب ما هي “الأسباب الواضحة”، ولم يُشر إلى أي تغيير فعلي في جدول أعماله المتعلق بالرسوم الجمركية.
تصريحات ترامب جاءت في ختام أسبوع مضطرب شهدته أسواق الأسهم والسندات، وتُنذر بزيادة الغموض بالنسبة للدول والمستثمرين والشركات التي تحاول التعامل مع سياساته التجارية.
وفي هذا الأسبوع، فرض الرئيس رسوماً جمركية مرتفعة وشاملة على عشرات الدول– لكنه أجّل تطبيقها بعد ساعات، عقب اهتزاز الأسواق المالية وتصاعد المخاوف من أن تؤدي هذه الضرائب على الواردات إلى تدمير الاقتصاد العالمي.
تداعيات الرسوم على الأسهم
وفي حين تواجه الصين –ثاني أكبر اقتصاد في العالم– رسوماً جمركية بنسبة 145%، فإن ترمب يُبقي على نسبة 10% كرسوم أساسية لمعظم الدول، بينما تسارع الحكومات الأجنبية لتأمين اتفاقيات مع إدارته.
في يوم الجمعة، عوّضت الأسهم خسائرها وسجّلت أفضل أسبوع لها منذ عام 2023، حيث قفز مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 1.8% بعد تقرير أفاد بأن مسؤولاً في بنك الاحتياطي الفيدرالي قال إن البنك مستعد للمساعدة في استقرار الأسواق عند الحاجة. كما تراجعت عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات عن أعلى مستوياتها الجمعة، لكنها شهدت أكبر قفزة أسبوعية منذ أكثر من 20 عاماً.
لكن تقلبات الأيام الأخيرة لا تُظهر أي إشارات على التراجع، وسط مخاوف من أن تؤدي حملة ترمب لاستخدام الرسوم الجمركية لإعادة وظائف التصنيع إلى أمريكا وتوفير إيرادات للحكومة الفيدرالية، إلى دفع الاقتصادات نحو الركود، وتهديد مكانة الولايات المتحدة كملاذ آمن عالمي.
قلّل ترامب من أهمية هذا الاضطراب يوم الجمعة، قائلاً: “أعتقد أن الأسواق كانت قوية اليوم. الناس يرون أننا في وضع ممتاز”. كما أصر على أن الدولار الأمريكي سيظل دائماً “العملة المفضلة”.
وأضاف: “إذا قالت دولة ما إنها لن تتعامل بالدولار، يمكنني أن أؤكد لكم أنه من خلال مكالمة هاتفية واحدة، سيعودون للتعامل بالدولار. يجب أن تحافظ دائماً على الدولار”.
تجاهل تقلبات السوق
كما تجاهل ترمب تقلبات سوق السندات الأمريكية، التي أشار هذا الأسبوع إلى أنها كانت من بين أسباب تغييره المفاجئ في سياسة الرسوم. وقال: “سوق السندات تسير بشكل جيد. كان هناك لحظة صغيرة من التوتر لكنني قمت بحل المشكلة بسرعة”.
ورغم منح بعض الشركاء التجاريين إعفاءات مؤقتة، فإن نسبة الرسوم المرتفعة المفروضة على الصين سترفع معدل الرسوم الجمركية الأميركي إلى مستويات تاريخية، وفقاً لتحليل “بلومبرغ إيكونوميكس”. وتُهدد المواجهة التجارية الممتدة بين أكبر اقتصادين في العالم ما قيمته 690 مليار دولار من التبادل التجاري.
يوم الجمعة، رفعت بكين الرسوم الجمركية على جميع البضائع الأمريكية إلى 125%، في خطوة جاءت رداً على قرار البيت الأبيض، الذي رفع الرسوم على الواردات الصينية إلى المستوى نفسه، إضافة إلى رسوم قائمة بنسبة 20%.
وقالت الصين إنها لن ترد على أي زيادات إضافية، لكنها كررت تعهدها “بالقتال حتى النهاية” باستخدام تدابير مضادة لم تُفصح عنها.
وعندما سُئل ترمب يوم الجمعة عن هذه المواجهة التجارية مع الصين، قال: “أعتقد أن شيئاً إيجابياً سيحدث”، واصفاً نظيره الرئيس الصيني شي جين بينغ بأنه “قائد جيد جداً، وذكي جداً”.
