افتتح الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، فعاليات النسخة الثانية من معرض ومؤتمر الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات والحوسبة السحابية AIDC 2025، والمقام ضمن فعاليات معرض Cairo ICT 2025 في دورته التاسعة والعشرين، وذلك تحت شعار «AI Everywhere».
وفي كلمته الافتتاحية، أكد وزير الخارجية أن تنظيم مؤتمر AIDC يعكس التزام الدولة بتعزيز موقع مصر كمركز إقليمي رائد في صناعة مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن هذا التوجه يأتي في إطار رؤية استراتيجية تتبناها الدولة لاستثمار الموقع الجغرافي لمصر في دعم الصناعات الرقمية.
وقال عبد العاطي إن الذكاء الاصطناعي «أصبح حاضرًا لا مستقبلًا»، محذرًا من أن الدول التي لا تلحق بركب التطور الرقمي ستتراجع سريعًا في التنافسية الدولية.
وأضاف أن حجم سوق الذكاء الاصطناعي العالمي مرشح لتجاوز 1.8 تريليون دولار بحلول عام 2030، ما يجعل من مصر بيئة جاذبة للاستثمارات التكنولوجية.
وأوضح الوزير أن مصر بدأت مبكرًا في تبني منهج مؤسسي لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، من خلال تأسيس المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي ووضع استراتيجية وطنية متعددة المحاور تستهدف دمج التطبيقات الذكية في الخدمات الحكومية، ودعم البحث العلمي، وحماية التراث الثقافي واللغوي، إضافة إلى تنمية المهارات البشرية.
وتطرق عبد العاطي إلى التطورات العالمية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، مؤكدًا أن سرعتها «فاجأت العالم وأحدثت صدمة معرفية»، وهو ما فرض تحديات جديدة تتطلب مواكبة تشريعية وتنظيمية.
واستعرض مشاركة مصر في جلسات مجلس الأمن المتعلقة بمخاطر الذكاء الاصطناعي، ودورها في صياغة الميثاق العالمي للذكاء الاصطناعي، فضلًا عن قيادتها إعداد الاستراتيجية العربية الموحّدة للذكاء الاصطناعي والاستراتيجية الأفريقية للذكاء الاصطناعي.
وفي سياق حديثه عن المخاطر، أشار الوزير إلى خطورة توظيف الذكاء الاصطناعي في التضليل والتزييف، محذرًا من الاستخدامات العسكرية لهذه التقنيات، ومشيرًا إلى ما شهدته غزة من عمليات استهداف تعتمد على أنظمة الذكاء الاصطناعي.
ودعا إلى ضرورة وضع إطار دولي حاكم يضمن الاستخدام الآمن والمسؤول للتكنولوجيا.
كما تحدث الوزير عن التقنيات المستقبلية مثل «الذكاء الاصطناعي الوكيل» و«الذكاء الاصطناعي الكمي»، مؤكدًا أنها ستشكل تحولات جوهرية في الاقتصاد والسياسة والنظام الدولي خلال السنوات القادمة.
من جانبه، رحّب الإعلامي أسامة كمال، رئيس شركة تريدفيرز إنترناشيونال المنظمة للمعرض، بالحضور، مؤكدًا أن معرض AIDC بات واحدًا من أهم المنصات الإقليمية لمناقشة مستقبل الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات.
وأشار إلى أن شعار «الذكاء الاصطناعي في كل مكان» يعكس الواقع الحالي، حيث أصبحت التطبيقات الذكية جزءًا أساسيًا من تطوير التعليم وتحسين الموارد الحيوية ودعم اتخاذ القرار.
بدوره، أوضح أحمد عبد اللطيف، نائب رئيس المؤتمر، أن الذكاء الاصطناعي أصبح مستخدمًا لدى 1.2 مليار شخص حول العالم، وفق تقارير دولية حديثة، مشيرًا إلى أن الإمارات وسنغافورة تتصدران الدول الأكثر استخدامًا للتقنيات الذكية.
وقال إن مصر تمتلك المقومات، لكنها بحاجة إلى توسعة البنية التحتية لمراكز البيانات لمواكبة النمو المتسارع عالميًا.
كما تحدث عن «الاستقلالية الرقمية»، محذرًا من أن الدول التي لا تمتلك قدراتها في الذكاء الاصطناعي ستترك بياناتها لتصبح تحت إدارة دول أخرى.
وأكد أهمية دعم مصر لتطوير نماذج لغوية وبُنى رقمية تنافسية، خصوصًا مع دخول دول مثل الإمارات والسعودية على خط المنافسة القوية في هذا المجال.
وتستمر فعاليات معرض Cairo ICT 2025 بمشاركة أكثر من 500 عارض محلي ودولي، يمثلون كبرى الشركات العاملة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي والبنية التكنولوجية، تحت شعار «AI Everywhere»، ليحوّل مركز مصر للمعارض الدولية إلى منصة ضخمة تستعرض أحدث تقنيات المستقبل.








