يشهد سوق الأدوات الصحية فى مصر تحولا ملحوظا، بعد أن نجحت الشركات المحلية فى تعزيز قدراتها التنافسية، حتى أن بعضها استطاع دفع علامات أجنبية للخروج أو تقليص وجودها فى السوق، بحسب ما أكده عدد من مسؤولي القطاع لـ«البورصة».
وأضافوا ، أن الشركات المصرية أصبحت تستحوذ على نسبة تتجاوز 80% من حصة السوق، مدعومة بتطوير خطوط الإنتاج وخفض التكلفة وتحسين جودة الخامات.
عبد الجليل: 200 مليون جنيه تدفقات استثمارية في عامين
قال فوزى عبد الجليل، رئيس شعبة الأدوات الصحية بغرفة القاهرة التجارية، إن الشركات المحلية أصبحت أكثر قدرة على منافسة المنتجات الأجنبية داخل السوق المصري، مع ارتفاع نسبة توطين المنتج إلى نحو 75% خلال السنوات الماضية.
وأضاف أن هذا التطور لم يعد مرتبطا فقط ببدائل الاستيراد، بل بات جزءا من توجه استراتيجي لتعزيز الصناعة المصرية وتوسيع حصتها بالسوق.
أشار عبدالجليل، إلى أن العامين الماضيين شهدا تدفقات استثمارية من شركات أجنبية تجاوزت 200 مليون جنيه، بجانب مصانع جديدة تحت الإنشاء، وهو ما أسهم فى إنتاج محلي لعدد أكبر من المنتجات، منها الخلاطات والمحابس.
كما أن عدد شركات الأدوات الصحية فى مصر، محلية وأجنبية تجاوز 70 شركة، فيما تستحوذ الاستثمارات الأجنبية على نحو 35% من القطاع.
ولفت إلى أن أكثر من 4 مصانع، محلية وأجنبية، نفذت توسعات فى المناطق الحرة بهدف رفع الطاقة الإنتاجية بشكل يواكب الطلب المحلي والتصديري معا، فى مؤشر يعكس انتقال الشركات من مرحلة الاكتفاء الذاتي إلى السعى لتأسيس قاعدة إنتاج تنافس إقليميا.
رشدي: المنتج المحلي أرخص ويقدم جودة تضاهي “المستورد”
وقال أحمد رشدي، مدير عام أحد مصانع الأدوات الصحية، إن المنافسة داخل السوق المصري شهدت تحولا خلال الثلاث سنوات الأخيرة، بعدما نجحت الشركات المحلية فى إثبات قدرتها على منافسة العلامات الأجنبية فى الجودة والسعر، حتى أن بعضها غادر السوق نتيجة فقدان القدرة على المنافسة.
أضاف أن المنتج المحلي لم يعد مجرد بديل اقتصادي، بل أصبح يقدم جودة تضاهي المستورد، بينما تقل أسعار البيع بنسب قد تصل إلى 20%.
ولفت رشدي، إلى أن هناك عددًا من العلامات الأجنبية خرج بالفعل من السوق أو قلص وجوده ، بسبب ارتفاع تكلفة الاستيراد والشحن وأسعار الصرف، فى حين تمكنت الشركات المصرية من تعويض هذا الغياب عبر تطوير خطوط إنتاجها وخفض التكلفة وتحسين جودة الخامات.
أضاف أن نسبة الخامات المحلية المستخدمة فى الإنتاج تجاوزت 70% حاليا، خاصة بعد التوسع فى تصنيع المكونات النحاسية داخل السوق، فيما لا يزال القطاع يعتمد جزئيا على بعض الإكسسوارات والمواد الكيماوية المستوردة، مع العمل على رفع نسبة المكون المحلي تدريجيا.
وتوقع رشدي أن ينمو سوق الأدوات الصحية فى مصر بنسبة تتراوح بين 8 – 12% سنويا مدفوعا بتوسع الدولة فى المشروعات العمرانية.
وسجلت صادرات الأدوات الصحية خلال الفترة من يناير حتى سبتمبر 2025 نحو 121 مليون دولار مقابل 113 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي بنسبة نمو بلغت 7%، بحسب المجلس التصديرى لمواد البناء والحراريات والصناعات المعدنية.
عباس: الشركات المصرية تستحوذ على 80% من السوق
وقال محمد عباس، رئيس شركة الفتح لتجارة الأدوات الصحية، إن الشركات المحلية أصبحت تستحوذ على أكثر من 80% من الحصة السوقية لقطاع الأدوات الصحية داخل السوق المصري، نتيجة التطور الكبير فى قدراتها الإنتاجية والتنافسية.
أضاف أن سوق الأدوات الصحية شهد خروج عدد من الشركات الأجنبية من المنافسة، بعد تراجع قدرتها على تحقيق المستهدفات التى دخلت بها السوق، سواء على مستوى التسعير أو منظومة التشغيل، فى مقابل توسع الشركات المحلية وتحسن جودة منتجاتها.
ولفت عباس، إلى أن المستهلك المصري لم يعد يتجه إلى المنتج المحلي بسبب انخفاض تكلفته فقط، بل لأن جودته أصبحت تضاهي وربما تتفوق فى بعض المنتجات على نظيره المستورد، وهو ما عزز ثقة السوق فى الصناعة المحلية ورفع قدرتها على المنافسة.
السميح : التصنيع عزز فرص الدخول فى المشاريع الحكومية
وقال هيثم السميح، رئيس مجلس إدارة شركة السميح للأدوات الصحية، إن التحول نحو تعزيز الحضور المحلي لم يعد خيارا أمام الشركات المصرية، بل أصبح ضرورة.
أضاف أن شركته ضخت استثمارات كبيرة خلال العامين الماضيين لإنشاء مصنع جديد، بهدف رفع الطاقة الإنتاجية وتعزيز قدرة الشركة على المنافسة داخل السوق، خاصة مع النمو الواضح فى الطلب من المشروعات القومية والحكومية.
وأشار السميح إلى أن الشركة تحولت منذ نحو 4 سنوات من الاستيراد إلى التصنيع المحلي، بعد تحرير سعر الصرف .
وهذا التوجه لم يساعد فقط فى تقليل التكلفة وتقليص الاعتماد على الاستيراد، لكنه منح المنتج المحلي قدرة أكبر على المنافسة أمام الشركات الأجنبية، سواء فى الجودة أو فى السعر، مما عزز من فرص دخوله فى المشاريع الحكومية والخاصة بكميات أكبر.
بشاى: ضعف التغليف والعروض التسويقية .. أبرز التحديات
وقال متى بشاي، رئيس لجنة التجارة بشعبة المستوردين بغرفة القاهرة التجارية ورئيس شركة المصرية للتجارة والتوكيلات، إن الشركات المصرية بدأت تظهر بصورة أوضح داخل السوق خلال الفترة الأخيرة، مستفيدة من ميزة سعرية قوية مقارنة بالمنتج الأجنبي، غير أن تحقيق منافسة متكاملة يتطلب الاهتمام بمرحلة ما بعد الإنتاج، خاصة التغليف والحزم.
أضاف أن المنتجات الأجنبية ما زالت تحظى بقبول واسع لدى بعض التجار بسبب جودة التغليف وتقديم المنتج بصورة احترافية، رغم أن المنتج المحلى بات قادرا على منافستها من حيث السعر.
ولفت بشاي، إلى أن المنتج المستورد ينتشر لأنه مقدم بشكل تسويقي أفضل بينما يلجأ التجار للمنتج المصرى بحثا عن سعر أقل.
وأكد أن تحسين جودة التغليف والعرض التسويقي سيمنح الصناعة المحلية فرصة أكبر للانتشار، ويجعلها قادرة ليس فقط على منافسة المنتج الأجنبى داخل مصر، بل على إحلاله تدريجيا فى العديد من القطاعات.








