ارتفعت كلفة استئجار ناقلات النفط العملاقة على أحد المسارات العالمية الرئيسية إلى أعلى مستوى في أكثر من خمس سنوات، مع توجه المشترين نحو بدائل للخام الروسي الخاضع للعقوبات، وسط زيادة في الإمدادات القادمة من الشرق الأوسط والولايات المتحدة.
قفزت تعرفة الشحن لناقلات الخام العملاقة (VLCC) القادرة على نقل ما يصل إلى مليوني برميل من النفط من منطقة الشرق الأوسط إلى الصين، إلى نحو 137 ألف دولار في اليوم بنهاية الأسبوع الماضي، في ارتفاع سنوي بلغ 576%، لتسجل أعلى مستوياتها منذ أبريل 2020، وتتجاوز الذروة السابقة التي سجلتها قبل أسبوعين فقط.
كما صعد المؤشر الأشمل، الذي يرصد أسعار هذه الناقلات عبر عدة مسارات، إلى 116400 دولار في اليوم، في أعلى مستوى له خلال خمس سنوات.
الشرق الأوسط يستقطب الناقلات بعد العقوبات على روسيا
تزامنت الطفرة في حجوزات ناقلات النفط العملاقة مع دخول العقوبات الأمريكية على صادرات شركتَي “روسنفت” و”لوك أويل” الروسيتين حيّز التنفيذ يوم الجمعة، ما دفع المشترين – خصوصاً في الهند والصين – إلى البحث عن موردين بدلاء.
وجاء هذا التحوّل في وقت يرتفع فيه إنتاج الخام من الولايات المتحدة ودول “أوبك+”، بالأخص مع استعداد المنتجين في الشرق الأوسط لتزويد المشرتين بالمزيد من الخام، بحسب مذكرة للمحلل عمر نقطة لدى “جيفريز” (Jefferies).
وبالفعل، بدأت معالم هذا التغيّر في الطلب تظهر بوضوح، إذ تسارعت وتيرة الحجوزات الأسبوع الماضي لشحنات تُنفّذ في أواخر نوفمبر وديسمبر، مع طلب نحو 12 ناقلة لنقل خام الشرق الأوسط، ما ساهم في تعزيز أرباح الناقلات العملاقة.
الناقلات الأصغر تحقق أيضاً مكاسب من طفرة شحن الخام
ارتفاع أسعار الشحن صبّ في مصلحة أساطيل الناقلات الأوسع، مع ارتفاع أرباح الناقلات الأصغر حجماً أيضاً. فقد توجهت ناقلات بحجم “سويزماكس” –القادرة على حمل نصف حمولة ناقلات VLCC تقريباً– نحو الشرق الأوسط لتحميل شحنات على خطوط كانت تُستخدم عادةً من قبل الناقلات العملاقة، وفقاً لما ذكره يوناس باباديميتريو، كبير محللي الشحن في “فورتكسا” (Vortexa)، في مذكرة الأسبوع الماضي.
وفي وقت سابق من نوفمبر، سجّلت السوق رقماً قياسياً جديداً في عدد الناقلات التي اعتادت نقل منتجات مكررة مثل وقود الطائرات والديزل، لكنها تحولت إلى نقل النفط الخام، بهدف الاستفادة من العائدات الأعلى.








