تسعى مشروعات “فيتي فولتيك” إلى تهيئة زراعة الكروم لمواجهة تغير المناخ، وهي تسمية تجمع بين الاسم اللاتيني للكرمة “فيتِس فينيفيرا” وكلمة الفوتوفولطائيات، إذ تقوم التقنية على إنتاج الكهرباء من الأعلى في الوقت نفسه مواصلة زراعة العنب في الأسفل.
تشهد ألمانيا حالياً تنفيذ عدة مشروعات تجريبية لاختبار جدوى الأنظمة المختلفة وتحديد أفضل المواقع والكُلف التشغيلية.
وفي منطقة “راينغاو” جنوب غربي ألمانيا، المعروفة بكرومها البيضاء، يعمل باحثو جامعة جايزنهام على إنشاء موقع تجريبي لمعرفة كيفية ضمان استمرار عنب الريسلينج الشهير في النمو المستدام باستخدام الألواح الشمسية رغم تغيّر المناخ.
تُثبت الألواح الشمسية على ارتفاع يسمح للكروم والمعدات الزراعية بالتحرك أسفلها، كما توفر دعماً للكروم وحماية من البرد والأمطار الغزيرة وحرارة الشمس.
وعندما تشرق الشمس، تعكس الألواح شبه الشفافة ظلالاً متشابكة على الأرض، بينما يقوم نظام تتبع خاص بتوجيه الألواح لالتقاط كل أشعة ممكنة، بحسب ما ذكرته شبكة “دويتشه فيله” الألمانية.
يؤكد مانفريد شتول، رئيس قسم زراعة الكروم في الجامعة، أن زراعة العنب لم يسبق أن تمت تحت حماية كهذه، إذ لا يمكن للكروم النضج داخل بيوت بلاستيكية، غير أن استخدام الألواح الشمسية كحاجز طبيعي بات ضرورة مع اشتداد آثار تغيّر المناخ.
وبات الريسلينج بحاجة فعلية للحماية، إذ تنمو البراعم مبكراً وتصبح معرضة للصقيع المتأخر.
كما يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة السكر وانخفاض الحموضة، ما يغير المذاق ونسبة الكحول.
وقد نجحت الجامعة في إنتاج نسختين من “نبيذ وات”، وهو ريسلينج أخف وأقرب إلى طعمه التقليدي بفضل هذه التقنية.
بميزانية 350 ألف يورو، وفرت المنشأة التجريبية بيانات دقيقة عبر حساسات لقياس رطوبة التربة والحرارة والضوء، وخلصت إلى أن الكروم تحت الألواح لم تتعرض لأضرار الأمطار الغزيرة، خلافاً للمناطق المكشوفة المجاورة.
كما زودت الجامعة الموقع بأسلاك تسخين وأنظمة ري بالتنقيط. وقد أثبتت أسلاك التسخين فعاليتها خلال موجة صقيع استمرت ثلاث ليالٍ في أبريل 2024، إذ تمكنت البراعم، التي بلغ طولها نحو 10 سنتيمترات، من النجاة بفضل الحرارة المنتَجة من كهرباء نظيفة مُخزّنة مسبقاً.
وتستفيد الجامعة من الكهرباء المولدة لتشغيل المنشأة وشحن المركبات الزراعية والسيارات والدراجات الكهربائية، بالإضافة إلى تشغيل روبوت زاحف ذاتي التشغيل يقوم بالتقليم والتغطية وتنظيف الأعشاب.
وتكتسب تقنية “فيتي فولتيك” اهتماماً مع تراجع المحاصيل وتغير عادات الاستهلاك.
وفي جايزنهام، تم تركيب نظام أصغر يمكن طيّه أوتوماتيكياً عند العواصف، وهو أقل كلفة لكنه يوفر حماية وإنتاجاً كهربائياً محدودين.
يعمل المهندس كريستوف فولمر في كرمه شديد الانحدار في “أوبركيرش” قرب “شتوتجارت”، حيث تصعب الزراعة بسبب الميل الكبير.
وتطوّر شركته “إنتِك كلين إنرجي” نظاماً يسمح بتعليق الألواح على كابلات فولاذية لتناسب المنحدرات.
ويخطط فولمر لزراعة هكتارين تحت الألواح وإنتاج 1.5 ميجاوات في الساعة سنوياً، إضافة إلى شحن روبوت يخفف العمل الشاق.
يحصل مشروعه على دعم من برنامج “واينباو 4.0” ضمن مبادرة “فيتيكلتشر 4.0” في ولاية “بادن-فورتمبيرج”، فيما يرى فولمر أن نجاح التقنية يعتمد على ربط الشبكة وتعاون المزارعين المحليين.








