ارتفعت العقود الآجلة للقمح المتداولة في بورصة شيكاجو، اليوم الأربعاء، للجلسة الخامسة على التوالي، متجهة نحو تسجيل أطول سلسلة مكاسب منذ أبريل الماضي؛ مدفوعة بتنامي مخاطر الإمدادات في منطقة البحر الأسود، إلى جانب تصاعد حالة عدم اليقين المرتبطة بالطقس في مناطق الإنتاج الرئيسية.
ونقلت وكالة “بلومبرج” عن مسؤولين أوكرانيين، أن الاستهداف الروسي لعدد من المدن ألحق أضراراً جسيمة بمنشآت الطاقة والموانئ في منطقة أوديسا المطلة على البحر الأسود، بما في ذلك مرافق تصدير الحبوب.
وارتفع سعر القمح في بورصة شيكاجو بنسبة 0.7%، ليصل إلى 5.2075 دولار للبوشل. وتأتي هذه التطورات في إطار وتيرة متصاعدة من الضربات المتبادلة التي طالت بنى تحتية حيوية، مما يزيد من احتمالات تعطل سلاسل التوريد في واحدة من أهم مناطق تصدير القمح والزيوت الغذائية على مستوى العالم.
وتُعد روسيا وأوكرانيا من أكبر مصدري الحبوب والزيوت النباتية عالمياً، ويثير احتدام الصراع بينهما مخاوف متزايدة في الأسواق من اضطرابات محتملة في الإمدادات، قد تؤدي إلى ضغوط إضافية على الأسعار خلال الربع الأول من عام 2026، لا سيما في ظل اعتماد العديد من الدول على واردات هذه المنطقة.
وفي الوقت ذاته، تشهد مناطق زراعة القمح في الولايات المتحدة اتساع رقعة الجفاف، بالتزامن مع موجة دفء قياسية تضرب السهول الوسطى والجنوبية.
وأفادت وزارة الزراعة الأمريكية بأن الطقس الجاف يترافق مع درجات حرارة غير مسبوقة في ولايات “حزام القمح”، فيما توقعت شركة “فايسالا” المتخصصة في التنبؤات المناخية استمرار نقص الرطوبة خلال الأسبوع الجاري، مما يعزز المخاوف من تراجع جودة المحصول أو تأثر نموه في المناطق الشمالية والجنوبية على حد سواء.








