من عجائب هذا الزمان أن يتصدر المشهد من لعقوا أحذية النظام السابق ومن انحنت ظهورهم لتقبل أيدى أولياء نعمتهم مثل صفوت الشريف وجمال مبارك وغيرهما، ومن سواد الطالع أن يرتدى هؤلاء المشوهون ثوب الوطنية ويرفعون راياتها ويقومون بتوزيع صكوكها ونشر حالة الخبل وسط الناس.
من المؤسف أن أبواق النظام السابق ومنافقى كل العصور الذين يفتخرون بذلك قد صاروا اليوم فى صورة المدافعين عن الدولة المصرية وانضم إليهم بعض المتحولين الذين خدعوا الناس حينا بثورية زائفة وانتقلوا من النقيض إلى النقيض.
ومن غرائب الأشياء أن يدعو بعضهم للحرق والتدمير وإثارة الفوضى بشكل علنى ويمر كلامهم مرور الكرام على القضاء الشامخ والنائب العام المبجل، وبلغ السفه بأحدهم باستباحة دم رئيس الجمهورية وتهديده من خلال منبره الإعلامى أو بالأصح ماخوره الضحل الذى يبث من خلاله سموم الفتن ولى الحقائق وإحراق الوطن.
لا يتحرك العبيد إلا إذا أمر أسيادهم؛ فمن أسياد هؤلاء؟ عشرات البلاغات والدعاوى التى تم تحريكها ضد رأس الفتنة وملهم الخبل الذى سب وقذف كل رموز مصر الشرفاء وعقب انتخابات الرئاسة قام بسب المجلس العسكرى وقياداته ولم يتورع عن نشر الأكاذيب، تعاملنا معه على أنه شخص كوميدى ينتزع ضحكاتنا، لكن وضح للجميع أنه أخطر مما نتخيل وأن دوره مرسوم بعناية وسط مخطط متكامل يهدف لزرع الكراهية وشق صف المصريين وتأليبهم على بعضهم البعض.
لو لم يكن هذا وصبيانه يضمنون أن ظهورهم مؤمَّنة ما تجرأوا وفعلوا ذلك، فمن الذى يسبغ عليهم حمايته؟ وهل هم أداة يتم توظيفها فى صراع الأجهزة الذى لم يعد خافيا على أحد خلال الفترة الماضية؟
لا تحتاج مصر لمزيد من الفوضى والتسيب وشق الصف الوطنى، تحويل الاختلاف السياسى إلى عملية بلطجة وتحريض على العنف هو جريمة كاملة تستحق العقاب، إذا كان هؤلاء المسخ يريدون تغيير المعادلة السياسية فليكن من خلال الآليات الديمقراطية وصناديق الانتخابات، ولن يمنعهم أحد من العمل مع الناس وحشد وتعبئة الأصوات الانتخابية.
اما إطلاق قطعان البلطجية والكومبارس الذين يقومون بجلبهم من مقاهى وسط البلد -كما رأينا بعضهم بأعيننا فى جنازة شهداء سيناء- وتحريضهم على الاعتداء على رموز مصر الشرفاء فهو خسة ونذالة منقطعة النظير.
إننا لا نقوم بالتحريض على أحد، ولا نطالب بقيود على حرية الرأى والتعبير، لكن الأمر قد خرج عن إطار حرية الرأى والتعبير إلى إطار التدنى والسقوط، ولا يمكن السكوت عن هذا الابتزاز، هؤلاء فيروسات أصابت حياتنا السياسية ولوّثتها، ولن نتطور ديمقراطيا، وهذه الكائنات تمارس غيها ليلا ونهارا بلا ضوابط من قانون أو قيم تحكم أداءهم.
إننا لا نريد إلا أعمال القانون تجاه هؤلاء؛ فهم متورطون الآن فى جرائم تحريض على عنف وتكدير السلم الاجتماعى وإثارة الفتنة.. إذا كان هؤلاء أقوى من القانون ويتحدون الجميع فعلينا أن نعرف من ظهيرهم ومن يحركهم، السكوت على هذه الظاهرة جريمة فى حق الوطن وتشويه لكل منجزات الديمقراطية وأهداف الثورة.
طبقوا القانون على هؤلاء وأنقذوا الوطن من سم الثعابين الزاحفة والحيات المتلونة وأدعياء الوطنية الذين تجاوزوا كل الحدود.
بقلم : مصطفى النجار – الوطن






