بقلم : عماد الدين أديب – الوطن
أعتقد جازماً، دون أى تردد أو شك، أن القوى السياسية فى مصر ليست على مستوى مسئولية تحديات ومخاطر الحدث فى البلاد.
نحن قوى سياسية، جميعنا، دون مستوى الأداء المطلوب، ما زلنا نعيش حالة من المراهقة السياسية وكأننا سنة أولى سياسة أو «كى. جى. واحد» فى التجارب الانتقالية.
ولا يمكن القبول بمنطق البعض الذى يحاول تسويق فكرة أن ما يحدث الآن وما حدث خلال العامين الماضيين هو سلوك طبيعى لقوى سياسية تعيش فترة انتقالية وأن التاريخ المعاصر يؤكد على ذلك.
هذا المنطق الغريب العجيب الذى لا أجد له محلاً من التصديق لا ينطبق على تجارب عديدة واجهت دولاً انتقلت مثل: بولندا ورومانيا والمجر وأوكرانيا والبرازيل وبيرو وتشيلى وغانا وجنوب أفريقيا ورواندا وعشرات مثلها.
لا يمكن أن تكون الخصوصية المصرية فى التجارب هى أننا خير من يثور وأسوأ من يحافظ على أهداف الثورة!
لا يمكن أن تكون الخصوصية المصرية هى أن الشعب المصرى الصبور أصبح عليه أن يدفع فاتورة سوء إدارة السياسيين سواء الأغلبية منهم أو المعارضة للمرحلة الانتقالية!
لا يمكن أن يكون قدر هذه الأمة وهذا الشعب أن يعيش ضحية أبدية لفشل النخبة السياسية فى التوافق على مبادئ الحياة السياسية التى يمكن أن يتراضى الجميع عليها.
إن هذا الشعب، وهذا الوطن، يستحقان نخبة سياسية أفضل من ذلك بكثير.
نحن نستحق من يضع المصلحة العامة، ومصلحة الشعب فوق رؤوس الجميع ويسعى إلى التنازل عن أى ثأر شخصى أو عقدة نفسية لديه من أجل الوطن.
نحن نستحق أن نحصل على حكم حر فى ظل دولة قانونية تقودها حكومة رشيدة فاعلة تساوى بين المواطنين وتعمل على خدمة مصالحهم بكل كفاءة ونزاهة.
نحن لا نطلب المستحيل، ولا نسعى إلى شروط تعجيزية أو نطلب من حكومتنا ما لا تطيق.
نحن فقط نطلب حق الحياة بكرامة وحرية وعدالة ومساواة!
نحن فقط نطلب من النخبة السياسية جميعها أن تحترم عقولنا وهى تتطاحن سياسياً وتهدد مستقبل هذا الشعب الصبور!








