فجرت البعثة الفنية لصندوق النقد الدولي مفاجأة كبري أثناء لقائها – أمس – قيادات حزب النور السلفي ، بإعلانها تفاصيل مفاوضاتها مع الحكومة، وقال أعضاء البعثة إن برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي أعدته الحكومة ويشمل التعديلات الضريبية وهيكلة الدعم تم بناءً علي طلب من صندوق النقد، رغم نفي الحكومة أية إملاءات من المؤسسة الدولية كشرط للحصول علي القرض.
أكد حزب النور السلفي رفضه لقرض صندوق النقد الدولي وقال أعضاء اللجنة الاقتصادية للحزب إنهم أبلغوا بعثة الصندوق في اجتماع تم – أمس – اعتراضهم علي تدخل الصندوق في سياسة مصر الاقتصادية واشتراطهم علي الحكومة تنفيذ سياسات معينة للحصول علي القرض.
كانت بعثة من صندوق النقد برئاسة أندرياس باور ود. وفاء فهمي، مستشار المدير التنفيذي للصندوق وإيريك موثيو وايجرياز باور، مساعد مدير إدارة الشرق الأوسط، والتقت أمس قيادات حزب النور برئاسة د. عبدالحليم الجمال، وكيل أول اللجنة الاقتصادية بمجلس الشوري وسيد عارف ود. طارق الدسوقي أعضاء اللجنة الاقتصادية بالحزب.
وقال المهندس سيد عارف، عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس الشوري عضو الهيئة العليا لحزب النور التي قابلت بعثة صندوق النقد الدولي إن بعثة الصندوق أكدت ضرورة رفع الدعم عن بعض السلع مثل البنزين كشريطة لحصول مصر علي القرض، وتطبيق نظام البطاقات الذكية لتوزيع الدعم قبل الحصول علي القرض.
أوضح عارف ان بعثة الصندوق أبلغته بأن التعديلات الضريبية التي يناقشها مجلس الشوري – حالياً – أعدت من قبل الحكومة بناءً علي طلب الصندوق، وأنها تعتبر الضمانة الأولية لحصول مصر علي القرض ضمان التزام الحكومة بسداده.
شدد عارف علي ان بعثة الصندوق أكدت ان الحكومة لم توضح حتي الآن أوجه استخدام مبلغ القرض وما هي حزمة الإصلاحات التي ستتم من خلاله.
من جانبه، أكد المهندس عباس أبوالعزيز، وكيل لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس الشوري عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة ان حصول مصر علي القرض بات مؤكداً لكن الصندوق يقوم فقط ببعض الاستطلاعات لمعرفة مدي ملاءمة الإصلاحات الاقتصادية التي قامت بها الحكومة لأطياف الشعب، والمطالبة بتغييرها في حالة الإجماع علي رفضها.
أشار عارف إلي أن حزبه طرح بدائل للاقتراض الخارجي منها ترشيد الإنفاق الحكومي علي المستشارين والمؤتمرات والسيارات وإعلانات التهاني والتعازي، وكذلك تخفيض التمثيل الدبلوماسي لمصر بالخارج وتحصيل المتأخرات الضريبية البالغة نحو 60 مليار جنيه.
علمت «البورصة» أن بعثة الصندوق طلبت لقاء حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي الاشتراكي مساء أمس.
قال الدكتور عبدالخالق فاروق، رئيس مركز النيل للدراسات السياسية والاستراتيجية والقيادي بالتيار الشعبي إن حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي سيبلغ البعثة خلال لقائه بها برفض التيار لقرض صندوق النقد الدولي الذي طلبته الحكومة بقيمة 4.8 مليار دولار وذلك نتيجة لشروطه التي لن يتحمل نتائجها سوي محدودي الدخل.
وقالت مصادر لـ «البورصة» إن الحكومة وعدت بعدم التباطؤ في تنفيذ خطة إعادة هيكلة الدعم وفي المقابل شدد الصندوق علي ضرورة دراسة وإصلاح نظم المعاشات.
أضافت المصادر ان البعثة قطعت شوطاً كبيراً في مفاوضاتها مع الحكومة بعكس الجولات السابقة، مشيراً إلي ان المفاوضات الحالية أنجزت الكثير من النقاط الخلافية بين الطرفين.
أشارت المصادر إلي ان هناك جهوداً مكثفة لخفض العجز في الموازنة العامة الجديدة إلي 194 مليار جنيه مقابل 230 ملياراً، علي خلفية قيام الحكومة بسحب مشروع الموازنة من مجلس الشوري قبل بدء المناقشات الفعلية عليه لاحتواء أزمة العجز وتضمين المشروع التعديلات وفقاً لما طرأ علي الاقتصاد من ارتفاع للاحتياطي والإيرادات في صورة منح وقروض أجنبية.








