احزاب: مطلب التغيير متعلق بفشل رئيس الوزراء .. والمنظومة مترابطة
فشلت المفاوضات التي تجريها الرئاسة مع القوى السياسية لإقناعها بالمشاركة في التعديل الوزاري الوشيك الذى أعلن عنه الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، وذلك لتمسك القوى السياسية بتغيير رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل كشرط رئيسي للمشاركة باعتباره المسبب الرئيسي في تدهور الأداء الحكومي فضلاً عن غياب الرؤى الاقتصادية والأمنية خلال الفترة الماضية وغياب التنسيق بين منظومة الوزارات كافة داخل الحكومة.
كشف الدكتور يحيى أبو الحسن عضو الهيئة البرلمانية بحزب الوسط، لـ”البورصة”، عن اجتماع عقد بين الرئاسة وعدد من الأحزاب أهمها المهندس أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط والدكتور أيمن نور رئيس حزب غد الثورة الثلاثاء الماضي بقصر الاتحادية والذي أوضح خلال رئيس حزب الوسط رفضه للمشاركة في الحكومة في حال تم الإبقاء على رئيس الوزراء الحالي.
وأضاف أن الحزب شكل لجنة ثلاثية لمكتبه السياسي مساء ذات اليوم لبحث الموقف مقرراً رفض المشاركة في الحكومة لتمسك الرئاسة ببقاء رئيس الوزراء، كما أن الحزب ينأى بنفسه عن المشاركة في حكومة لا تستطيع إدارة البلاد ولا تملك حلولاً فاعلة، وحرصاً على مصداقيته التي اكتسبها من الشارع المصري وثقة الشعب في قراراته وضرورة أن تصب في مصلحة البلاد.
وأوضح أن أبرز الحقائب الوزارية التي شهد لها بأداءها الجيد كوزارة الصناعة التموين والإسكان والسياحة، مشيراً في ذات الوقت أن الجهد المبذول من تلك الوزارات لن يأتي بثماره مع غياب التنسيق بين المنظومة الكاملة للحكومة والتي تبدأ برئيس الوزراء.
وتوقع أن تظل الرئاسة متمسكة بموقفها بشأن بقاء رئيس الوزراء، متمنياً أن تستمع الرئاسة لمطالب القوى السياسية بما يخدم الصالح العام للبلاد والتوافق الوطني، وإنهاء لحالة الانقسام والخلاف بين القوى السياسية والنظام الحاكم، ولوقف حالة التردي التي تشهدها البلاد، موجهاً رسالة للنظام الحاكم مفادها أن مصر دولة كبيرة وتستحق أن يتعاون الجميع لصالحها العام وأن غياب الرؤية عن النظام تحبط محاولات الجميع للنهوض بالبلاد.
أشار الدكتور أيمن نور رئيس حزب غد الثورة، في تصريحات خاصة لـ”البورصة”، أن الحزب قدم عدداً من الترشيحات الخاصة بالمحافظين بالحقائب الوزارية أبرزها وزارة العدل والداخلية والثقافة والإعلام والبترول، مضيفاً أنه أوضح للرئيس ضرورة تغيير رئيس الحكومة وأنه في حال تم تغييره سيشارك الحزب دون التأكيد على موقف الحزب النهائي في الامتناع من عدمه في حال بقي قنديل في الحكومة.
ويرى ضرورة استجابة الرئاسة لمطالب القوى المختلفة كشرط رئيسي لإحداث تغيير حقيقي للحكومة، باعتبار أن أداء الحكومة يُقيَم بناء على رؤى رئيس الحكومة وما يحمله من أفكار لتطوير أداءها وهو ما يفتقد إليه قنديل.
أكدت الدكتورة درية شرف الدين، المتحدث الإعلامى للمجلس القومى للمرأة، لـ”البورصة”، أن السبب الرئيسي في رفضها حقيبة وزارة الثقافة هو توجه النظام الحاكم بشأن الحكومة وتمسكها ببقاء قنديل في منصبه رغم أنه السبب الرئيسي لدعوى تغيير الحكومة.
وتساءلت حول وجود مدى رغبة النظام في إحداث نهضة حقيقية رغم إبقاءها على مسببات التخلف والفشل في ذات الوقت، وغياب منظومة حقيقية لمفردات الدولة تعتمد على النظام والعمل والأمن، وضرورة اتخاذ خطوات إصلاحية ودراسة الوضع الحالي وآليات الخروج من الأزمة والانقسام الحاصل في البلاد.
وأشارت إلى أنها قد توافق على حقيبة الثقافة في الحكومة الجديدة المقرر تشكيلها عقب الانتخابات البرلمانية المقبلة في حال تغير أداء النظام الحاكم بشأن توجهه واستقل بقراراته بعيداً عن مكتب إراشد جماعة الإخوان المسلمين.
وترى أن الإعلام الحكومي يعيش حالة من البيات الشتوي، مطالبة بضرورة تقليصه، وضرورة اعتراف النظام الحاكم ” الإخواني” بدور الفن والأداء الثقافي بكافة صنوفه، في حين أبدت إعجابها بأداء الإعلام الخاص ودوره الواضع في مراقبة أداء الدولة وتحليل الأحداث.
وحول وجود اتجاه لترشيح الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام السياسى بكلية الإعلام جامعة القاهرة لتولي حقيبة الإعلامـ، رحب بالمنصب في حال عرض عليه، بما يساهم في إحداث تحول حقيقي واحتواء الأسرة الإعلامية بكافة أطيافهاواتجاهاتها واحتواء الأزمة التس تشهدها الساحة الإعلامية.
ويرى في تصريح لـ”البورصة”، أن أداء الحكومة سيء للغاية مرجعاً السبب الرئيسي لرئيس وزراءها باعتباره من يقود المنظومة بأكملها، والتأكيد على ضرورة تغييره لطمئنة القوى السياسية وإحداث التوافق، معتبراً العناد في ذلك أمر غير حكيم.
وصرح الدكتور أحمد دراج وكيل مؤسسي حزب الدستور، لـ”البورصة” أن عددلً من أحزاب الجبهة تلقت اتصالات من الرئاسة للمشاركة في التعديل الحكومي وتقديم مقترحاتها، وهو ما فسره بأنه سعي من الأخيرة لإحداث انقسام داخل الجبهة، موضحاً أن أحزاب الجبهة أكدت للرئاسة رفضها المشاركة بالإجماع وأن تغيير قرارها مقترن بتغيير رئيس الوزراء.
ووصف الرئاسة بأن قراءتها خاطئة للواقع لاعتقادها أن تغيير بعض الحقائب سيحل الأزمة دون النظر للمنظومة بأكملها والانتقادات الواسعة لرئيس الوزراء، وأن ما تسعى الرئاسة لاتخاذه لا يعد سوى مسكنات سيزول أثرها في أقرب وقت وستعود الأزمات في الظهور والتوسع وهو ما يعد إضاعة للوقت والجهود واستنزاف زائد للوطن.
ومن الجدير بالذكر وجود اجتماعات مكثفة تتم خلال الأيام الحالية بمقر قصر الاتحادية فى سرية تامة بين الرئيس محمد مرسى والدكتور هشام قنديل رئيس الحكومة والقوى السياسية، للانتهاء من القائمة النهائية للتعديل التى من المقرر أن يتم الاتفاق عليها وإعلانها خلال يومين .








