15 مليار دولار هربت من صناديق الأسهم فى موجة غضب للمساهمين
استجابت الشركات الكبرى بـأمريكا الشمالية لنداء المستثمرين الذين يتوقون إلى الأرباح، حيث أغدقت الشركات المدرجة فى مؤشر ستاندرد آند بورز 500 للأسهم الأمريكية حاملى الأسهم بأرباح ضخمة ولا توجد هناك مؤشرات على أنهم على وشك تخفيضها.
يعد هذا العام عاما ناجحا للأسهم الأمريكية، حيث تشير وتيرة توزيع الأرباح التى قد تسجل رقماً قياسياً إلى عدم رغبة الشركات فى إعادة استثمار الأرباح حيث اختار العديد منهم إعادة بعض الفائض من النقدية إلى المساهمين.
بحسب صحيفة الفاينانشيال تايمز فإن هذا له انعكاسات مهمة على تعافى الاقتصاد الأمريكى المشكوك فى استدامته.
قال كيت وارنى، خبير استراتيجى ادوارد جونز، إن الاتجاه نحو توزيع أرباح أعلى من المرجح ان يستمر.
أضاف وارنى أن الشركات لديها وفرة فى النقدية فى ميزانياتهم العمومية فضلاً عن تيقظ المستثمرون الذين يفضلون توزيع أرباح الاسهم ليكونوا اقل عرضة للتقلبات.
فى المقابل نجد أن الشركات التى استثمرت جزءا كبيرا من أرباحها فى زيادة حجم أعمالها مثل تلك التى تعمل فى قطاعات التعدين والمعادن والطاقة قد أزعجت مستثمريها نظرا للشكوك التى تحوم حول توقعات نمو الاقتصاد الأمريكى على المدى الطويل، ما يفسر ايضا السبب وراء تراجع الأداء فى الأسواق الناشئة التى تقودها توقعات النمو بشكل رئيسي.
قال فادم زلوتنيكوف، كبير استراتيجى السوق فى شركة اليانس بيرنستين، تتأرجح الأسواق بين نقيضين من وقت إلى آخر و يعنى عدم اليقين حيال من سيقود النمو الاقتصادى فى المستقبل ان الافضلية ستكون للشركات التى تعيد النقدية إلى حاملى الأسهم.
أضاف زلوتنيكوف أن هذا الأمر سيتغير بمجرد أن يتضح من سيكون مصدر النمو فى المستقبل أو نرى إرتفاع معدلات تضخم السلع والخدمات مما يتيح للشركات فرصة رفع الأسعار.
يعد دعم الشركات الموزعة للأرباح سياسة ناجحة حتى الان لدفع المستثمرين المترددين إلى شراء الاسهم عالية المخاطر حيث بدأ الإقتصاد الأمريكى فى التعافى من ركود ما بعد الأزمة المالية.
ومع ابداء الفيدرالى الامريكى الحذر بشأن الاقتصاد والحفاظ على تراجع أسعار الفائدة طويلة الأجل يبدو أن النزعة نحو توزيع الأرباح باتت أمرا راسخا.
شهدت صناديق السندات وصناديق الاستثمار هروبا لرأس المال بنحو 15 مليار دولار منذ مايو الماضى عندما أثار البنك المركزى الأمريكى احتمالية تقليص برنامج شراء السندات، وذلك وفقا لبيانات بنك أوف أمريكا ميريل لينش، فى حين شهدت صناديق الاسهم تدفقات رأس المال بنحو 3 مليارات دولار خلال تلك الفترة.
قال بارى ناب، كبير استراتيجى الأسهم فى بنك باركليز، إن بيئة النمو ستتحسن على المدى القريب ولكن ليس بالقدر الذى سيغير دينامكية تلك الشركات حيث أعتقد أن تستمر استراتيجى توزيع الأرباح على الأقل حتى العام المقبل. لم يتغير الأمر بالنسبة لشركات مايكروسوفت وفيليب موريس وكروجر وتكساس انسترامنتس وفيريزون وماكدونالدز التى تزيد من أرباحها الموزعة.
قال هوارد سيلفربلات، محلل لدى ستاندرد أند بورز، توزع الشركات أرباحا أكثر من أى وقت مضى ولكن مقارنة بأرباحها فإنها لا تدفع شيئا. تتمتع الشركات بوفرة قياسية فى النقدية فى ميزانياتها العمومية مع تخصيص جزء من رأس المال لاستخدامه فى توظيف مزيد من العمالة وتوسيع عملياتها التجارية.
بلغ إجمالى الأرباح الموزعة فى مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نحو %2.1 وأقل من ارباح سندات الخزانة لاجل عشر سنوات بنحو 50 نقطة اساس.








