سألت عم محمود الشهير بـ« صبابا » ـ الذى يعمل معنا فى جريدة البورصة منذ صدورها بجانب عمل إضافى آخر يكمل به يومه ـ عن شقته التى يسعى لاستلامها منذ 4 سنوات فى مشروع تطوير عشوائيات الدويقة فأجاب «لسه وباين مفيش فايدة».
وبوجهه المبتسم دائماً رغم صعوبات الحياة ولهجته الصعيدية ألقى « صبابا » بيأسه فى وجهى متحسراً على الثورة التى اعتقد أنها ستغير حاله وحتى لا يذهب أحد بخياله بعيداً «صبابا» إنسان واقعى جداً لم يحلم يوماً بنصيبه فى ثروة مبارك الوهمية أو الحصول على وظيفة أو منصب لا يستحقه.
طموحات « صبابا » تنحصر فى إخلاء منزله الذى يهدد حياته وأسرته إلى الشقة التى وعدوه باستلامها منذ 4 سنوات بعد سنوات عديدة أخرى من حصر الأسر المستحقة وتقارير الجهات الحكومية وروتينها.
ويملك « صبابا » قصصاً عن آخرين يعرفهم تسلموا شققهم بعد ان سددوا رشاوى تتعاظم قيمتها حسب الدور الذى تقع فيه الشقة، حيث تزداد تسعيرة الدور الأرضى باعتباره قد يتحول إلى ورش ومحلات فى المستقبل.
يريد « صبابا » ان يكمل ولداه تعليمهما حتى يكون نصيبهما من الدنيا أفضل منه وبالفعل أصبح أحدهما بالثانوية العامة والثانى فى الاعدادية إلا أن تكلفة الدروس الخصوصية وارتفاع الأسعار وصعوبات المعيشة تجعل حلمه مهدداً.
«صبابا» غير مكترث بالدستور الجديد أو القديم ولا بالخلاف بين العسكر والإخوان رغم سعادته بسقوط نظام مبارك باعتباره أملاً لحياة أفضل بات الآن نادماً على ذلك لأن الأفضل تحول إلى سراب ولا يبدو فى الأفق جديد.
من يتحدثون عن ثورة الفقراء لا يدركون حقيقتها فاستمرار تجاهل أوضاع الطبقات الأكثر فقراً ومحدودى الدخل يهدد بكارثة فلا وطن للجوع والفقر.
وحتى تظهر فى الأفق بوادر لادراك حقيقى لمطالب العدالة الاجتماعية وتحرك واقعى لانفاذها فسيظل مستقبل البلاد فى خطر أياً ما كانت انجازات الحكومات فى جذب الاستثمار وتحفيز الاقتصاد وغير ذلك من الإجراءات التى لم تغوص فى أوجاع قلوب المصريين ومعاناتهم.
Email: [email protected]








