سياسات الدعم دفعت لزيادة الاستثمار فى الصناعات كثيفة الاستهلاك والابتعاد عن «الجديدة والمتجددة»
تطبيق التجربة الأسبانية فى الطاقة الشمسية.. وطرح مشروعين للبوتاجاز والسخانات بأسيوط
لجنة باشراف رئاسة الجمهورية لحسم إشكالية استخدام الفحم واجتماعات مكثفة مع مصانع الأسمنت
قالت الدكتورة ليلى إسكندر، وزيرة الدولة لشئون البيئة لـ«البورصة»، إن مصر لديها فرصة ذهبية للتحول البيئى على خلفية التحولات السياسية والاقتصادية التى تشهدها البلاد حاليا، بالتخلص من الأساليب القديمة فى انتاج الطاقة واقتحام مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة، مما سيقضى على أزمات الطاقة المتكررة وتوفر فرص عمل وزيادة الانتاج المحلى.
وبحسب إسكندر، فإن مصر ستتحول كليا لاستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة بحلول عام 2050، خاصة انها من أغنى دول العالم بالطاقة الشمسية والرياح.
وقالت الوزيرة: سياسات دعم الطاقة أدت إلى زيادة الاستثمارات فى الصناعات كثيفة الاستهلاك بسبب الحصول على الطاقة بأقل من سعرها الحقيقى وتحقيق أرباح كبيرة.
أضافت أن أسعار الطاقة المنخفضة أدت أيضا إلى عدم الاستثمار فى مجالات الطاقة المتجددة سواء الشمسية أو الرياح، رغم توافرها بشكل هائل.
وتأتى المشكلات التى تعانى منها مصر فى توفير الطاقة، نتيجة طبيعية لنمط التنمية غير المستدامة التى اتبعتها الحكومات على مدى العقود الماضية، حيث لم تحقق العدالة الاجتماعية ولم تراع حق الأجيال القادمة فى موارد البلاد خاصة الغاز الطبيعي، بحسب وزير البيئة.
قالت وزيرة البيئة إنه يجرى عقد اجتماعات مكثفة مع أصحاب مصانع الأسمنت لحل اشكالية استخدام الفحم لانتاج الطاقة، بهدف التوصل الى حلول وسط ترضى جميع الأطراف.
وأشارت إلى أن مجلس الوزراء أصدر قرارا بداية الشهر الجارى بتشكيل لجنة مكونة من فريق علمى يرأسها الدكتور عصام حجى المستشار العلمى لرئيس الجمهورية، لبحث مخاطر استخدام الفحم.
وأوضحت الدكتورة ليلى اسكندر أن قرار استخدام الفحم كوقود بديل ليس بالخطوة السهلة، ولابد من خضوعه لجميع الدراسات المطلوبة التى تضع صحة المواطن والحفاظ على البيئة فى المقام الأول.
وتستعد وزارة البيئة لإطلاق مشروعين بمحافظة أسيوط، أحدهما مشروع البوتاجاز للأفراد الذين يقومون بتربية الحيوانات، وجار توقيع بروتوكول مع المحافظة فى هذا الشأن، والآخر يتعلق بالسخانات الشمسية.
وفقا للوزيرة، قامت وزارة البيئة بتحديث الاستراتيجية الوطنية للطاقة الجديدة والمتجددة، خاصة طاقة الرياح والطاقة الشمسية، مع الاتجاه لتنفيذ عدد من المشروعات، أبرزها مبادرة وزارة الإسكان لتحويل مدينة الشيخ زايد إلى مدينة خضراء تستخدم وحدات الطاقة الشمسية فوق المنازل.
وتابعت اسكندر أنه سيتم ارسال وفد إلى أسبانيا لمتابعة تطورات الطاقة الشمسية واستخداماتها قبل تجربتها بمصر، خاصة أن اسبانيا تعتبر رائدة فى هذا الشأن.
وشهدت الأيام الماضية افتتاح المحطة التجريبية لمراكز الطاقة الشمسية بالمقر الفرعى لكلية الهندسة جامعة القاهرة بمدينة الشيخ زايد، بهدف تطوير النموذج المصرى لنظام الطاقة الشمسية المركزة.
وأشارت اسكندر إلى أن المشروع يهدف أيضاً إلى التعامل وحل مشاكل البحث والتطوير لجميع مكونات النظام، ليعتبر خطوة أساسية وضرورية فى تأسيس قاعدة للإنتاج المحلى لوحدات تجميع الطاقة الشمسية المركزة.







