تقليص الاستهلاك العالمى بنسبة %0.06 سيؤدى لانبعاثات صفرية نهاية القرن
يقول العلماء فى أكثر التقارير شمولية بشأن الاحتباس الحرارى إنه يمكن الحد من مخاطر التغير المناخى السريع دون التسبب فى تباطؤ النمو الاقتصادى بشكل حاد.
وقالت الدراسة التى أجراها الفريق الحكومى الدولى المعنى بتغير المناخ والتابع للأمم المتحدة إنه يمكن الجمع بين الآفاق الاقتصادية المتفائلة وتخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة إلى الصفر تقريبا بنهاية هذا القرن.
وقال رئيس الفريق، راجيندرا باتشوري، إنه حتى بعد تخفيض الانبعاثات، لا يزال هناك خطر التعرض للتقلبات الجوية المتطرفة وارتفاع معدل البحار، وغيرها من آثار التغير المناخى مما سوف يضيف تكاليف لا يمكن تحديدها.
وارتفعت درجة حرارة الأرض بالفعل حوالى درجة مئوية منذ الثورة الصناعية، ووافقت الحكومات فى 2010 على ألا يتجاوز الارتفاع 2 درجة مئوية، وحذر العلماء من عواقب تخطى هذه العتبة.
وقالت الدراسة إنه يمكن الالتزام بهذا الحد من خلال استحداث تدابير لتخفيض الانبعاثات والتى ستتطلب تقليص الاستهلاك العالمى – الذى يعد دعامة النمو الاقتصادى – بنسبة سنوية ضئيلة تعادل %0.06.
وقال أوتمار إدينهوفر، أحد مؤلفى الدراسة، إن تلك النسبة الضئيلة سوف تتضمن مجهودات كبيرة من بعض الأمم، مضيفا أن هذا سيمثل تحديا لبعض الدول مثل كبار مصدرى البترول كالسعودية، والدول الأفريقية التى تخطط لاستغلال احتياطياتها من الوقود الحفري. وأضاف إدينهوفر أنه ينبغى الانتباه لكمية الفحم والغاز والبترول التى نستخرجها وننشرها فى الغلاف الجوى خلال الخمسة عقود المقبلة لنتجنب التغير المناخى الخطير.
وقال احد المشاركين الآخرين فى الدراسة، ريتشارد تول، لجريدة الفيانانشيال تايمز إنه من المعروف أنه باستخدام السياسة الذكية يمكن تقليل انبعاثات الكربون بتكلفة منخفضة حتى وإن كان معدل التخفيض مرتفعاً.
وتقترح دراسة الفريق الحكومى الدولى المعنى بتغير المناخ عدة طرق يمكن تخفيض بها الانبعاثات بداية من زيادة الضرائب على انبعاث الكربون.
وهذا قد يؤدى إلى التوجه اكثر نحو مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح، أو حتى التكنولوجيا المكلفة المتعلقة باحتجاز الكربون داخل محطات الطاقة وتخزينه لمنع تحرير كميات كبيرة منه فى الهواء، وتحاول الحكومات جاهدة تطبيقها منذ سنوات.








