اتهم روبرت هانيجان، المدير الجديد لمكتب الاتصالات الحكومية البريطانية، وهو أحد وكالات الاستخبارات البريطانية ، شركات التكنولوجيا الأمريكية بأنها أصبحت شبكات القيادة والتحكم للارهابيين.
وفى مقال له بصحيفة الفاينانشيال تايمز اتهم هانيجان بعض شركات التكنولوجيا الأمريكية بأنها فى حالة رفض لحقيقة سوء استخدام خدماتها وناشدها بالتعاون أكثر مع وكالات الاستخبارات.
وأضاف أن العديد من مستخدمى الانترنت سيشعرون بارتياح مع وجود علاقة أفضل وأكثر استدامة بين وكالات الاستخبارات وشركات التكنولوجيا.
وتؤكد تصريحاته على التوترات المتنامية داخل مجتمع الاستخبارات الغربى بسبب تحول شركات الإنترنت إلى حماية علاماتها التجارية بعد عام من كشف ادوارد سنودن لبرنامج تجسسى سرى للحكومة الأمريكية لمراقبة اتصالات الهواتف والإنترنت، وقد كشف إفشاء سنودن للعديد من المواد الاستخباراتية الدفينة مجموعة من المراقبات الالكترونية الأمريكية والبريطانية أمام العالم فى يونيو الماضي.
وقال مدير مكتب الاتصالات الحكومية البريطانية «إن التحدى أمام الحكومات ووكالات الاستخبارات كبيراً»، واصفاً التكتيكات الالكترونية التى ظهرت بعد تسريبات سنودن لأسرار المخابرات التى يستخدمها الجهاديون مثل داعش فى العراق بأنها علامة فارقة فى تطور الإنترنت.
وأضاف هانيجان أن مكتب الاتصالات الحكومية ووكالات الاستخبارات المحلية والدولية فى المملكة المتحدة ‘MI5’ و’SIS’ لايستطيعون معالجة تلك التحديات على نطاق واسع دون مساندة أكبر من شركات التكنولوجيا الأمريكية الرائدة التى تهيمن على شبكة الانترنت.
وانتشار مواد الجهاديين المتطرفين بشدة عبر الانترنت وكذلك الأساليب المتطورة فى إخفاء وتشفير الاتصالات المهمة بين الجهاديين قد ترك وكالات الاستخبارات الغربية تناضل من أجل الحفاظ على قدراتها الرقابية فى خضم أسوأ ظهور مقلق لعنف الجهادين منذ هجمات 11 سبتمبر على مركز التجارة العالمي.
ويستخدم مقاتلو داعش العشرات من مواقع التواصل الاجتماعى بغزارة بدءا من المواقع الأكثر شهرة مثل «تويتر» و«يوتيوب» إلى المواقع المتخصصة مثل «justpaste.it» أو شبكة التواصل الاجتماعى الروسية «فكونتاكتي»، كما أصبح العديد من وسائل الاتصال الحديثة مثل «واتس آب» جزءاً لا يتجزأ من هيكل قيادة داعش، فيعد هذا التطبيق إحدى التطبيقات العديدة التى يستخدمها قادة داعش المجهولين لنشر التعليمات على مقاتليه.
واستمرت العديد من شركات الانترنت الكبرى فى الانصياع إلى طلبات الحصول على معلومات من قبل زعماء حلقات التجسس الأمريكيين، ولاسيما التابعين لوكالة الأمن القومي، وذلك وفقا لمسئولين أمنيين، إلا أن مسئولين أمنيين بريطانيين قالو إن قدرات وكالة التجسس الالكترونية فى المملكة المتحدة على جمع المعلومات باتت أكثر صعوبة خلال الثمانية عشر شهراً الماضية، نظراً لأن شركات التكنولوجيا الأمريكية أصبحت أقل تعاوناً مع وكالات الاستخبارات الأجنبية حتى مع تلك الوكالات التى تتعامل على نحو وثيق مع السلطات الأمريكية مثل وكالة الاستخبارات البريطانية.
وقال ثلاثة مسئولون أمنيون بريطانيون إن شركات التكنولوجيا الأمريكية مثل «جوجل» و«فيس بوك» كبحوا قدرة وكالة الاستخبارات البريطانية على الاستفادة من المعلومات الالكترونية القيمة فى أعقاب تسريبات سنودن.
وأعرب عاملون فى قطاع التكنولوجيا عن قلقهم إزاء فكرة وجود «ترتيبات أفضل» التى يدعو اليها هانيجان لتبادل معلومات المستخدمين.
وقال آخرون كان يتعين على الحكومة تشريع قواعد مراقبة الانترنت بدلاً من قيام وكالات الاستخبارات البريطانية «بالتملق» إلى شركات التكنولوجيا لتسليمها معلومات سرية.
ودائماً ما تنكر شركات التكنولوجيا بما فى ذلك «جوجل» و«ياهوو» و«فيس بوك» و«مايكروسوفت» السماح لوكالات الاستخبارات الوصول إلى أنظمتها رداً على التسريبات بأن أجهزة الأمن الأمريكية والبريطانية قادرة على الاستفادة من الشبكات الداخلية لشركات التكنولوجيا الرائدة فى أمريكا.
وتصدر العديد من هذه الشركات أيضاً تقارير شفافية توضح فيها عدد المرات التى استقبلوا فيها طلبات الحصول على بيانات المستخدمين من الحكومات حول العالم، وتوضح تلك التقارير أن شركات التكنولوجيا فى المملكة المتحدة تستجيب لطلبات المسئولين بشأن الحصول على بيانات على نحو أكبر من أى وقت مضى.







