1000 موظف يتصدون لهجمات الهاكرز من الصين وروسيا وإيران
ما الذى يمكن أن يفعله الهاكرز الهواة أو حتى جيوش محترفة مهمتها اختراق الحسابات الإلكترونية وسرقة المبيعات؟ تجيب مجلة «كريستن ساينز مونتور» على هذا السؤال أن نطاق الجريمة واسع يبدأ بسرق حسابات بنكية لجمع النقود امتداداً إلى قتل أفراد عن بعد.
فبمجرد اختراق شبكة أحد المستشفيات فى الولايات المتحدة يمكن ببساطة تسجيل أوامر للفريق الطبى بتعديل جرعة دواء قاتلة لمريض ما، فضلاً عن اختراق مواقع عسكرية وسرقة معلومات يتم بيعها لجماعات مسلحة، قد يؤدى لمقتل مئات الجنود وغيرها.
لكن الخطط الدفاعية أو حتى الهجومية لم تعد تشغل فقط العسكريين ورجال الأمن القومى بعد أن تقدمت قضية الأمن السيبرانى أو أمن المعلومات إلى صدارة أولويات إدارة «بنك جى بى مورجان» تشاس الصيف الماضى بعد تعرض شبكة الكمبيوتر لهجوم، رجح المحققون أن يكون مصدره روسيا.
ودفع الهجوم رئيس أمن البنك جيمس كومينجس ضابط سابق بوحدة الإنترنت التابعة للقوات الجوية الأمريكية إلى ترك المقر الرئيسى فى «مانهاتن» والتفرغ لتشكيل وحدة تضم ضباط عسكريين متقاعدين استعداداً لهجمات أعتى وأكثر خطورة.
واستعان كومينجس بالكولونيل السابق بالقوات الجوية الأمريكية جورج راتراى أيضاً لمساعدات فى قيادة الوحدة الأمنية، حيث تولى منصب رئيس وحدة أمن المعلومات ليكون مسئولاً عن 1000 موظف وهو ضعف عدد أفراد وحدة أمن المعلومات فى شركة «جوجل» عملاق محركات البحث الإلكترونى يعملون فى مقر تم بناؤه بالقرب من مقر وكالة الأمن القومى فى «فورت ميد» فى ميرلاند لتسهيل ضم عدد أكبر من الموهوبين فى هذا المجال.
ونقلت مجلة «بيزنس وييك» عن نية فرير باحث فى كلية أرمى وور الأمريكية قوله، إن عسكرة وحدة الأمن الإلكترونى بالبنك ليس من قبيل الصدفة، حيث إنه من المفترض ان تتصدى هذه الوحدة لهجمات لا يمكن للوكالات الفيدرالية الحكومية التصدى لها أو أنها لا ترغب فى التصدى لها.
أضاف أن إثبات هذه الوحدة كفاءة أكبر من الوكالات الحكومية فى التصدى لهذه الهجمات يحتاج لمزيد من الوقت، خصوصاً أن اللاعبين أنفسهم فى معارك الإنترنت لا يفهمون تماماً طبيعة هذا العالم الجديد.
ولم تفصح إدارة البنك حتى الآن عن هوية منفذى هجوم يونيو الماضى الذى أسفر عن سرقة معلومات من البنك تتعلق باسماء وعناوين السكن والبريد الإلكترونى لـ83 مليون عميل سواء أفراد أو شركات صغيرة، لكنها لم تسفر عن سرقة أرقام حساب بطاقات الائتمان للعملاء.
وتشير مصادر مطلعلة على التحقيق أن فرق البحث تعتقد أن مصدر الهجوم كان مقر «الكرملين» الروسى فى موسكو، حيث تم توجيه رسالة عبر القنوات الخلفية من البيت الأبيض إلى الحكومة الروسية فى هذا الشأن.
وحذر كل من كومينجس وراتراى اللذين عملا كمستشار سابق فى مجال الأمن المعلوماتى لكونديليزا رايس وزير الخارجية الأمريكية بأن توليها رئاسة الأمن القومى الأمريكى وكالة الشركة الفيدرالية من أن الهجوم الذى تعرض له البنك يمثل تهديداً للأمن القومى.
وخلال مؤتمر عقد فى 27 أغسطس 2014 عبر دائرة اتصال هاتفى حضره عشرات من وكالات أمنية أمريكية وممثلين لوزارة الخزانة الأمريكية تم اطلاعهم علىتفاصيل الهجوم وخطورته والنتائج الأولية للتحقيق بعد 3 أسابيع من الهجوم بحسب مصدر مسئول بالإدارة الأمريكية.
ورفضت إدارة البنك إعطاء توصيف لطبيعة الاختراق، لكنها أكدت أنه تم برعاية جهة حكومية خارجية.
وقد نفذت وحدة روسية تسمى «ورم ساند ستورم» أو العاصفة الرملية الدافئة عدة عمليات اختراق على خلفية النزاع العسكرى فى أوكرانيا شملت مقرات حكومية ومواقع تابعة لقوات حلف شمال الأطلنطى الناتو ومراكز بحثية أكاديمية وشركات الطاقة وغيرها، وامتد نطاق الهجمات ليشمل أوكرانيا وبولندا وفرنسا.








