عاد فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي للظهور علنا بعد احتفائة 10 ايام وتحديدا منذ يوم 5 مارس الجاري، الأمر الذي أثار الإشاعات حول أسباب اختفاؤه، وكان قد “اختفى” بوتين على هذا النحو قبل ذلك وظهر مرة أخرى، ولكن ليس هناك أي طريقة مؤكدة لمعرفة ماذا حدث أو ما السر وراء اختفائه.
وذكرت صحيفة “نيوريورك تايمز” أن بوتين ألغى على نحو مفاجيء رحلته إلى كازخستان وأجل توقيع اتفاقية مع ممثلين من أوسيتيا الجنوبية، والأغرب من ذلك أنه لم يحضر الاجتماع السنوي لكبار مسؤولي جهاز الاستخبارات الروسية الداخلية “إف إس بي”.
وتنوعت الإشاعات حول أسباب اختفاء بوتين ما بين إصابته بفيروس الانفلونزا القاتل المنتشر في روسيا اليوم، وسفره إلى سويسرا لحضور ولادة طفلة من عشيقته، وإصابته بسكته دماغية ووقوعه ضحية لانقلاب داخل القصر، وسجنه داخل الكريملين، ووصلت الإشاعات إلى أنه توفي عن عمر يناهز 62 عاما.
ورد ديمتر بيسكوف، المتحدث بإسم الرئاسة، على الأسئلة التي دارت جميعها حول صحة بوتين بطريقة جديدة ومبتكرة قائلا بكل بساطة “إنه على ما يرام”، وأضاف أن بوتين لديه اجتماعات طوال الوقت ولا يدري أي من الاجتماعات ستخرج إلى العلن، وأصدرت الكريملين صورا وأخبارا عن بوتين في الأيام الأخيرة ولكنها لم تكن كافية لإخماد الشائعات، وشك البعض أن تكون تلك الصور أرشيفية.
وكان هناك لمحات من التوتر خلف جدران الكريملين، والخلاف الداخلي بشأن الهدف من شن حرب على أوكرانيا التي لم تسفر عن شيء سوى خفض قيمة الروبل الذي صاحبه انهيار أسعار البترول والعقوبات الاقتصادية الغربية جراء الاستيلاء على شبه جزيرة القرم.
وتصاعدت التوترات بعد اغتيال زعيم المعارضة ونائب رئيس الوزراء السابق، بوريس نيمتسوف، الذي أصيب بطلق ناري بالقرب من الكريملين، وألقى مؤيدي نيمتسوف باللوم على أجواء الكراهية الواضحة في روسيا.
وزاد كل ذلك من التفسيرات القاتمة لاختفاء بوتين، حتى أن مستشار الرئيس السابق، أندري الاريونوف، قال إنه من الممكن أن يكون المتشددين أطاحوا بالرئيس في انقلاب داخل القصر دعمته الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، كما انتشرت نظريات مؤامرة مماثلة على صفحت شبكات التواصل الاجتماعي “تويتر” وفيسبوك”.
وهناك من قال إن بوتين اختفى ليصرف أنظار الجميع عن المشاكل والضغوطات الاقتصادية التي تحاصره من جميع الجهات، وخشي البعض أن تكون روسيا قد عادت إلى عادات الاتحاد السوفيتي القديمة عندما توفي الحكام السوفييت في ثمانينيات القرن الماضي على نحو متتالي وسريع وكان العامة أخر من يعلم.
واندلعت النيران فجر اليوم الاثنين في موسكو في أحد اشهر أديرتها التاريخية، واحتاجت، وفق ما نقلت وكالة “نوفوستي” الروسية للأنباء، إلى 113 رجل إطفاء، مع 29 آلية، لاخمادها بعد أن امتدت ألسنتها على مساحة تزيد عن 300 متر مربع، ووصلت الى ارتفاع البرج البالغ علوه 40 مترا، وسريعا ما وصل صدى الحريق إلى عواصم العالم، فأبدت وسائلها الاعلامية شكوكا بأن يكون نتيجة عملية ارهابية أو محاولة للقيام بزعزعة أمنية، لها توابع مرتقبة في ظل اختفاء بوتين.
وتوجهت أنظار العالم اليوم إلى اللقاء الذي جمع بين فلاديمير بوتين ورئيس قرغيزستان، ألمظ بك أتامباييف، في قصر قسطنطين بمدينة سان بطرسبرج الروسية، والذي كانت أعلنت عنه الكريملين يوم الجمعة الماضية، ليظهر بوتين من خلاله علنا للمرة الأولى منذ أحد عشر يوما.
ورغم أن بوتين أكد للشعب الروسي وللعالم أنه بخير وعلى قيد الحياة، فإن اختفاؤه أثار المخاوف وعدم اليقين حيال ما قد يحدث بعد بوتين، فلا أحد يعلم من الذي سيتولى السلطة في حالة وفاته أو مرضه او تركه للمنصب، وهو ما يؤكد على عدم الاستقرار وعدم اليقين الذي تعيشه روسيا في ظل حكم بوتين.








