فرضت شركة شياومي اسمها بالسوق خلال عدة أعوام وإذا تابعت الشركة عن كثب والأرقام والمبيعات الخاصة بها ستتيقن أن الصين قادرة على إطلاق أول شركة عالمية بمجال الجوالات والأجهزة الذكية ستغزو أسواق العالم من الشرق إلى الغرب، وبالفعل أستطاعت شياومي أن تقوم بذلك من خلال الجوالات الذكية رخيصة الثمن وذات الجودة المقبولة، حتى تم وصفها باسم “ابل الصينية” نظراً لنجاحها منقطع النظير خلال فترة زمنية قصيرة بالإضافة إلى مؤسسها “مي جون” الذي يحاول كثيراً في سلوكه تقليد الراحل “ستيف جوبز”.
بدأت شياومي شق طريقها بسوق الجوالات الذكية عبر إنتاج جوالات ذكية رخيصة وتتميز بجودة مقبولة، وحالياً تشتهر الشركة بإنتاج منتجات رياضية رخيصة جداً بالإضافة إلى الكاميرات والأجهزة المنزلية الذكية وبهذا تنافس شركات مثل Jawbone، وGoPRo، وشركة التكنولوجيا العملاقة سامسونج، وقد وصلت قيمة شياومي بالسوق إلى ما يقرب من 45 مليار دولار أمريكي وهذا يعني أنها تخطت القيمة السوقية لمشاريع ناشئة ضخمة مثل أوبر “Uber” وشركة Salesforce.com، وشركة الطيران الأمريكية Delta Airlines.
لقد حققت شركة شياومي حتى الآن نجاحا منقطع النظير بالصين وبعدد من الدول الأخرى، حيث أصبحت جوالات شايومي الذكية بأيدي العديد من المُستهلكين نظراً إلى سعرها الرخيص نسبياً مقارنة بمنتجات من إنتاج شركة سامسونج أو ابل، والمعلومة التي قد تكون صادمة للعديدين أن شركة شياومي حتى الآن لا تحقق ربحا يذكر بالرغم من أن قيمتها السوقية الكبيرة؛ ويعود هذا الأمر إلى أن الشركة تسعى إلى الانتشار أولاً ولا تركز بالوقت الحالى على الربح، وبعد ذلك ستعمل على الربح من البرمجيات التي ستطورها والخدمات التي ستقدمها لمُستخدميها.
هل يبدو لك هذا الفكر مألوفاً؟، بالطبع لأنها منهجية قديمة ومتبعة بوادي السيلكون؛ حيث إن شركة شياومي تميل إلى اتباع منهجية شركات مثل “سناب شات” وتبتعد عن منهجية شركات مثل “ابل”.
وبالرغم من أن شركة شياومي يتم وصفها حالياً بـ “ابل الصينية” ولكن هنالك عدد من أوجه الأختلاف بين ابل وشياومي :
– شياومي تبني منتجاتها طبقاً لردود فعل المُستهلكين وهذا ما تفعل ابل عكسه تماماً، حيث تفضل ابل أن تختار ما تراه مناسباً للمُستهلك بدلاً عنه.
– تتسم منتجات ابل بارتفاع أسعارها، وما يميز مُنتجات شياومي سعرها الرخيص وجودتها المقبولة وتُنتقد أنها تستنسخ في جوالاتها الذكية منتجات ابل.
– تمتلك أبل فروعا حول العالم لبيع منتجاتها من الجوالات الذكية التي تنتجها أو الحواسيب أو الأجهزة اللوحية، وعلى الوجه الآخر تبيع شياومي كل منتجاتها عبر الإنترنت وتستنفد مخزونها عادة خلال دقائق وهو أمر قد لا يقبله مُستخدمو ابل.
– تمتلك ابل ميزانيات ضخمة للتسويق لمنتجاتها، بعكس شياومي التي تنفق ميزانيات قليلة للتسويق لمنتجاتها، وتعتمد على نشر أخبار مُنتجاتها على الشبكة الاجتماعية “ويبو” الصينية المُنافسة لـ “تويتر”.
وقد توسعت شركة شياومي الصينية حتى الآن إلى الهند، وآسيا، وأوروبا، وحالياً بدأت بفتح عدد من المتاجر الإلكترونية لبيع الاكسسوارات بالولايات المُتحدة، وقد تم تصنيف الشركة السنة الماضية بأنها “ثالث أكبر شركة جوالات ذكية بالعالم”، والذي يؤكد ذلك هو مبيعاتها التي تزيد سنة
بعد سنة، حيث حققت الشركة في الربع الثالث من عام 2014 نموا بمقدار 252%.
وكالات








