من المرتقب، أن تستضيف تركيا هذا الأسبوع، وزراء خارجية حلف الناتو في مدينة أنطاليا بعد الألغام المتواصلة من الخطاب المناهض للغرب، مما أدى إلى زيادة الضغوط على وضع الدولة في التحالف.
ومن بين الانتقادات التركية اللاذعة في الفترة الأخيرة، وصف رجب طيب أردوخان، رئيس الوزراء، الهجمات الجوية الأمريكية على الدولة الإسلامية في العراق والشام والمعروفة بـ “داعش” على انها بدافع الطمع في البترول، كما ثارت ثائرته نتيجة ما أسماه المؤامرات الخارجية لغزو بلاده.
ويقول الدبلوماسيون والمحللون، إن تركيا تعمل منذ فترة من وراء الكواليس لتضييق الخلافات مع الغرب، ويتمثل السؤال الذي يواجه شركاء تركيا في حلف الناتو في اجتماعهم غدا الأربعاء: أي خطاب سوف يسود.. خطاب التحدي أم توثيق التعاون؟
وقال فرانسيس ريتشاردوني، سفير الولايات المتحدة السابق لتركيا، لصحيفة “فاينانشال تايمز”، إن الحوار بين المسئولين الأمريكيين والأتراك بشأن القضايا الدبلوماسية، والدفاع، وتطبيق القانون، والاستخبارات بقيت متواصلة بشكل وثيق وبنّاء نسبيا، مضيفا إنه رغم ذلك، من الخطأ عدم اتخاذ كلمات الرئيس أردوجان بجدية تامة.
وهناك اتفاق واسع على أن دوام الاخلاف بيم أنقرة والدول الأخرى الأعضاء في الناتو سوف يكون لها أثار هائلة، نظرا لوضع الدولة الجيوسياسي، وحجم اقتصادها، وسجلها الطويل باعتبارها واحدة من الديموقراطيات القليلة في المنطقة.
وأكد مسئول تركي أن الاتجاه المؤيد للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو لم يتغير في الداخل الأوروبي.
وظهر أحد أوجه التعاون الرئيسية في أكثر القضايا اهمية لتركيا وشركائها الأوروبيين، حيث كثّفت أنقرة حملات ترحيل المقاتلين الأجانب من المطارات وداخل الدولة، ووصلت عمليات الترحيل في الثلاثة أشهر الاولى من العام الجاري إلى 200 مرحل، مقارنة مع 500 فقط خلال عام 2015 بأكمله.
وربما تعود هذه الزيادة لتحسن المعلومات الاستخباراتية المقدمة من الدول الأخرى بشأن المجاهدين المحتملين، أو لزيادة محاولات عبور الحدود التركية، إلا أن الدبلوماسيين الغربيين يقولون إن تركيا شددت موقفها تجاه داعش بعدما فجرت جهادية لها علاقة بالدولة الإسلامية نفسها في قلب منطقة سياحية في يناير الماضي.







