تكفي 10 دولارات الفرد ليشتري وجبة ماكدونالدز في الولايات المتحدة وتكفي لشراء صابونة فاخرة في السعودية او كيلوجرام من الشوكلاتة الصفراء وقائمة المشتريات التي يمكن الحصول عليها بهذا السعر طويلة لكن الجديد أن برميل البترول قد يتصدر هذه القائمة.
بيد أن شراء برميل البترول ينتج كهرباء لإضاءة المنزل 3 أيام متواصلة أو السفر بسيارة متوسطة الحجم لمسافة تصل إلى 180 كيلومترا.
لكن السؤال الذي تئن منه الأسواق العالمية حاليا هو هل يصل سعر برميل الذهب الاسود إلى 10 دولارات فعلا أم أن التفكير في هذا السعر نوع من الجنون؟!
فبحسب تقرير لوكالة الأنباء بلومبيرج يعد الصيف الحالي هو الأسوأ منذ سنوات للخام الذى وصل سعره في يوم من الايام إلى 47 دولارا للبرميل لكنه هبط لأدنى مستوى له في ست سنوات في وقت ذروة الاستهلاك المفترض.
ومنذ يوينو الماضى خسر سعر البترول الامريكي 30% من قيمته مقتربا من أدنى مستوى له منذ 1983 بالنسبة لخام تكساس متخطيا خسائر الازمة المالية في 2008 وأزمة إنهيار البورصات الاسيوية في 1998 وارتفاع المخزون العالمي في 1986.
كما أن التراجع يتخطى هبوط الـ 21% في 2011 عندما ضخت الشركات المستوردة ومنها الولايات المتحدة نحو 60 مليون برميلا في الاسواق لتعويض توقف الانتاج الليبي إبان الثورة التي أطاحت بالدكتاتور الراحل معمر القذافي.
وبلغ سعر الخام الامريكي في نهاية تعاملات الجمعة الماضية 41.35 دولارا للبرميل في مقدمة لمزيد من التراجع خلال الاسبوع الجديد من التداول بحسب ما تتوقع مؤسسة سيتي جروب.
وتصر كل دول منظمة الاوبك وعلى رأسها السعودية على الاستمرار في ضخ مستويات قياسية من الخام للحفاظ على حصتها في الاسواق.
ويأتي التراجع رغم ارتفاع الطلب في الولايات المتحدة نتيجة السفر والحاجة للبنزين لقطع المسافات إلى المقاصد السياحية في موسم الاجازات فضلا عن الحاجة إلى الكهرباء في منطقة الشرق الأوسط لتشغيل مُكيّفات الهواء نظرا لارتفاع درجة حرارة الطقس.
وارتفع حجم البنزين المستهلك في الولايات المتحدة إلى 9.7 مليون برميل الشهر الماضي وهو الاعلى مستوى منذ 8 سنوات بحسب بيانات وزارة الطاقة الأمريكية.
قال “جاري شيللينج” رئيس شركة “أيه جاري شيلينج” أن سعر البترول ممكن أن يهبط إلى 10 دولارات للبرميل مع استمرار حرب الأسعار في منظمة أوبك انتظارا لمن سيضطر إلى خفض انتاجه أولا.
ويبدو أن الصراع وصل لمرحلة تكسير العظام حيث ترغب كل دولة في إثبات أنها تستطيع الصمود أمام أدنى سعر للخام، وبالتأكيد فإن الأسعار تتجه لمستوى10-20 دولارا للبرميل خلال الاشهر المقبلة.
والسؤال التالي هو هل يتحول منتجو البترول اذا بلغ سعر البرميل 10 دولارات إلى الاستثمار في مطاعم الوجبات السريعة كماكدونالدز؟!










