أصبحت الصين وروسيا أكبر الشركاء والقادة للاستراتيجية الأوراسية التى تهدف إلى خلق عالم متشعب فى الشرق والغرب.
وفى الوقت الذى تحن فيه إيران لأيام مجدها الفارسى، مدفوعة باستراتيجيتها الجديدة التى تصبح من خلالها قوة نووية كبيرة، بجانب حنين روسيا لأيام الاتحاد السوفيتى، وحنين الصين لأيام عهد أسرة يوان، إنشاء طريق الحرير لجمع المشاريع الجيوسياسية التى تمثل نهجاً شاملاً لتحقيق تقسيم العالم إلى محورين، أصبحت إعادة إحياء طريق الحرير هى الأساس لهذه الاستراتيجية.
ذكر تقرير لصحيفة نورث ويست فالى الأمريكية، أن إعادة إحياء طريق الحرير فكرة عظيمة، وسوف تمّثل إفادة كبيرة لجميع البلدان المستهدفة، وسوف يكون أكثر إفادة بالنسبة للصين وروسيا، فى الوقت الذى سوف يدفع فيه الدولار الأمريكى نحو الهبوط.
وأضافت الصحيفة، أن الطريق سوف يحد من قدرات الولايات المتحدة على معاقبة أى بلد فى التحالف الأوسط والقضاء على حريتها فى طباعة النقود.
إن إعادة إحياء طريق الحرير سوف تجعل الأموال التى أنفقتها الولايات المتحدة والمستمرة فى إنفاقها على المساعدات الخارجية لشراء النفوذ مضيعة للمال والوقت.
وفى نهاية المطاف، سوف تفقد الولايات المتحدة العديد من حلفائها التجاريين، ففرص الاستثمار سوف تجذبهم بعيداً، وهذا بسبب نجاح الصين فى عمل الصفقات التجارية مع الدول بطول خط طريق الحرير.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تجمع فيه روسيا بعض النجاحات وسط تراجع قدرة أمريكا على المنافسة فى السوق العالمي للطاقة ومواجهة النفوذ الروسى.
يجب النظر إلى طريق الحرير الجديد فى سياق البنية التحتية، والتى يجرى بناؤها وتشكيلها والتى بدأتها دول البريكس ومنظمة شنغهاى للتعاون التى تتكون من روسيا والصين وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان.
وأعلن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، مؤخراً أن الهند وباكستان قبلتا كأعضاء جدد فى المنظمة إضافة إلى أفغانستان وإيران ومنغوليا.
وأعلن، أيضاً، أن أذربيجان وكمبوديا وأرمينيا ونيبال انضمت أيضاً إلى الشركاء الحاليين فى حوار روسيا البيضاء وسريلانكا وتركيا.
وبالتالى أصبحت منظمة شنغهاى للتعاون، تمّثل نصف سكان العالم والكثير من أوراسيا، حيث وصفت المنظمة كبديل لمنظمة حلف الشمال الأطلسى لتركيزها على التجارة والعلوم والطاقة والتعليم والتعاون.
وكان محور اجتماع المنظمة فى يوليو الماضى على تطوير برنامجها النووي، والطاقة والإرهاب والتعاون المالى وتوسيع نطاقها فى العديد من المصالح.
ويهدف إعادة إحياء طريق الحرير إلى توحيد بلدان منظمة شنغهاى للتعاون عبر الطرق والسكك الحديدية عالية السرعة والاتصالات والبحر لتحقيق التجارية القوية والاستثمار ويعملون على اكتماله بحلول عام 2025.
وقد أنشئت آليات أخرى لدعم هذا المشروع العملاق. حيث أنشأت دول البريكس بنك التنمية الجديد، كما أنشأت أيضاً منظمة شانغهاى للتعاون، بنك التنمية فى مؤتمر القمة الذى عقد فى اوفا، بروسيا يوليو الماضى لدعم بناء طريق الحرير الجديد.
وداخلياً، أنشأت الصين صندوق طريق الحرير وخارجياً البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية.
ومع كل هذه المشاريع المتكاملة، لدى روسيا والصين فرصة كبيرة لتثبيت اليوان والروبل كعملتين دوليتين رئيسيتين مستخدمتين للتجارة والاستثمار على حساب الدولار الأمريكي.
إن انضمام ايران إلى منظمة شانغهاى للتعاون يبشر بالخير فى الوقت الذى تراجعت فيه الولايات المتحدة عن العقوبات التى فرضتها عليها مسبقاً.
وتنظر روسيا والصين إلى إيران باعتبارها عامل استقرار لطريق الحرير الذى سوف يمر عليها، بالإضافة إلى أن التكامل معها يزيد من فرص ازدهار التجارة والاستثمار.
وفى ضوء هذه الرؤية والحماسة يسعى الزعماء وراء ذلك بكثير فسلوك الصين، ليس من السهل تفهمه وموقفها تجاه جيرانها وخصوصاً تايوان يجب أن ينظر إليه على أنها تحن إلى مكانتها التى كانت عليها خلال عهد أسرة يوان، بدليل محاولة سيطرتها على بحر الصين الجنوبى.
وفى عصر السيطرة تحتاج الصين إلى أضعاف مضاعفة من موارد الطاقة، وبالتالى تسعى بصورة مفرطة من أجل الحصول عليها من خلال تطوير البحرية العالمية للدفاع عن سلسلة التوريدات حول العالم.







