دور رئيسى لمصر فى طريق الحرير نظراً لموقعها الجغرافى والرئيسى
افتتحت مصر، رسمياً، قناة السويس الجديدة فى السادس من أغسطس الجارى، ويعتقد على نطاق واسع أن هذا المشروع ملتصق تماماً بمبادرات الصين، بإنشاء طريق الحرير، والذى سيضخ دفعة قوية من التعاون بين البلدين، ويعود بالنفع على المنطقة والعالم بأسره.
وصفت وكالة أنباء شينخوا الصينية، قناة السويس الجديدة بالمشروع المصرى الرائد والذى سوف يساعد على تحفيز القطاع الاقتصادى فى البلاد، والتعاون الشامل الاستراتيجى بين البلدين، وأيضاً سوف يعمل على تعزيز الأمن الإقليمى والسلام والاستقرار والتنمية، فضلاً عن ازدهار التجارة العالمية.
وقال هان بينج، مستشار وزير الشئون الاقتصادية للوكالة، إن مصر يمكن أن تلعب دوراً رئيسياً فى طريق الحرير؛ نظراً إلى موقعها الجغرافى والاستراتيجي.
وأضاف أن الصين ومصر لديهما سياسات داعمة للتنمية المتكاملة، فى إشارة إلى أن مشروع قناة السويس الجديدة الذى تمّ فى أكبر بلد عربى من حيث عدد السكان ووصف بأنه فرصة جيدة لتعزيز التعاون المتبادل بين البلدين، والتى أقامت شراكة استراتيجية شاملة خلال زيارة الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى للصين فى ديسمبر 2014.
وتهدف المبادرة التى اقترحها الرئيس الصينى شى جين بينج، فى عام 2013 بإنشاء طريق الحرير إلى إحياء طرق التجارة القديمة بين آسيا وأوروبا، ومد شبكة تجارية بين أكثر من 60 دولة ومنطقة يصل تعداد سكانها إلى 4.4 مليار نسمة.
وأكدّ عبدالفتاح السيسى، على مبادرات شى، وتعهد بأن مصر سوف تكون جزءاً فاعلاً من الاقتراح فى الوقت الذى تعهدت فيه بكين، أيضاً، بدعم جهود القاهرة للحفاظ على الاستقرار والنمو، حيث تسعى الأمة لإيجاد مسار التنمية الذى يناسب ظروفها الوطنية.
وقال هان، ينبغى أن يحظى التعاون فى الموانئ البحرية بأولوية بالنسبة للصين ومصر، فى الوقت الذى يتعاون فيه الجانبان لدفع إعادة إحياء الطريق، بالإضافة إلى دفع الممر الاقتصادى المتمثل فى قناة السويس إلى الأمام.
وأضاف أن الموانئ فى كلا طرفى قناة السويس لديها تأثير كبير فى أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا والعالم بأسره من حيث الجغرافيا السياسية والتجارة العالمية.
وتعتزم مصر فتح 7 منافذ جديدة، والدفع بمزيد من المجمعات الصناعية على طول القناة، وإطلاقها فى المشاريع المحيطة مثل إنشاء مدينة صناعية جديدة، وهى بالفعل قادرة على استضافة مئات المصانع.
وقال هان، يمكن لهذه البرامج أن توّفر خيارات استثمارية واعدة فى العالم، بما فى ذلك الشركات الصينية التى شهدت نجاحاً كبيراً فى بناء الاقتصادية العالمية ومنطقة التعاون التجارى فى محور قناة السويس.
ونمت الاستثمارات الصينية فى مصر نمواً ملحوظاً على مدى السنوات الماضية، حتى فى الفترات التى عانت فيها البلاد من انتشار الفوضى عندما كانت تعانى الاضطراب السياسى والاجتماعي.
إن الانتعاش الاقتصادى فى مصر يوفر فرصةً كبيرةً للصين لتعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى بين البلدين.
وأكدّ سفير مصر السابق لدى الصين محمود علام، لوكالة شينخوا، أن منطقة قناة السويس الجديدة تعطى الجانب الصينى المزيد من الفرص للاستثمار فى مصر وغيرها من البلدان.
وأضاف علام، أن مصر تقرر إقامة منطقة مدينة صناعية وخدمات لوجستية فى منطقة قناة السويس، والتى ستؤدى إلى جذب العديد من المستثمرين والدول وخاصة الصين.
ومن خلال بذل الحكومة المصرية المزيد لإحياء الاقتصاد الراكد، فإن القناة الجديدة سوف تقدّم للجانب الصينى فرصة لزيادة الاستثمار فى مصر، والخدمات اللوجستية الحيوية، بالإضافة إلى المركز التجارى والصناعى بين الأسواق الأوروبية والعربية والأفريقية.
وأشار علام، إلى أن العديد من الشركات الصينية قد بدأت فى الاستثمار فى شمال غرب منطقة السويس قبل تسع سنوات، وأن الاستثمارات الصينية المتنامية تتدفق على مصر بعد أن قررت الصين ومصر تعزيز العلاقات بينهما الى شراكة استراتيجية شاملة.
وأضاف أن مبادرات الصين بإعادة إحياء طريق الحرير لها أهمية خاصة وكبيرة لمصر لتطوير صناعاتها ودعم الأسواق التجارية، حيث إن الطريق سيربط جميع البلدان معاً للانفتاح على الأسواق العالمية.
لقد دخلت هذه المبادرة فى الوقت الراهن مرحلة التنفيذ العملي، وتقدّم الحكومة الصينية المزيد من الأموال لدعم مشاريع البنية التحتية لتحقيق هذا الحلم الكبير.






