تعتبر لعبة “نيروبى اكس”، أول لعبة فيديو مستوحاة من الثقافة الأفريقية فى محاولة من القارة السمراء إلى الدخول فى عالم الألعاب الرقمي الذي يلقى رواجا كبيرا حول العالم.
وذكرت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن هذه اللعبة تدور حول عودة كائنات من الفضاء الخارجى، لكن هذه المرة قامت هذه الكائنات بإخفاء سلاح دمار في مكان غير متوقع تحت قبة مركز كينياتا الدولي للمؤتمرات في نيروبى ويتخذ هذا المبنى شكل صحن طائر ويقوم الفضائيون باقتحامه حيث هبطوا من ثقب فى السماء الأفريقية وهدفهم استرداد السلاح الرائع الذى يمكنه أن يدمر الأرض بداية من كينيا.
وتقول الصحيفة الفرنسية أن قصة هذه اللعبة هى ثمرة خيال اندرو كيجيا (27 عاما) الذى قال إن أفضل الألعاب تأتى من الأفكار البسيطة، فمنذ عدة أعوام، كل الألعاب كانت تتمركز فى الولايات الأمريكية مثل لوس انجلوس ونيويورك مما جعلنى أتساءل لماذا لا تحدث هذه الألعاب فى افريقيا ؟ لماذا تقتصر على أمريكا فقط؟
ونقلت “لوموند” عن كيجيا قوله إن “نيروبى اكس” تعد أول لعبة فيديو افريقية بالمعنى الحقيقى حيث تحتوى على ضرب وقتال بالأسلحة الثقيلة ومتاحة على شبكة الإنترنت وهى أول لعبة أفريقية ثلاثية الأبعاد تستطيع تحميلها على الهاتف الجوال أو الحاسب الآلى.
وتركز هذه اللعبة على الدفاع عن نيروبى وحمايتها وهى تجسيد لخيال مؤلفها الذى يعشق الملاكمة التايلاندية وأفلام الحركة على الطريقة الأمريكية والتكنولوجيا اليابانية، ومنذ صدور”نيروبى اكس” فى يونيو الماضى حققت هذه اللعبة نجاحا كبيرا حيث وصل عدد تحميلها على الهاتف إلى 21 ألفا حتى منتصف يوليو الماضى، وأصبح الهاتشتاج “الدفاع عن نيروبى” الأكثر تداولا مؤخرا ليس فقط فى كينيا بل فى شرق افريقيا كلها حيث وصل إلى تنزانيا وأوغندا وأثيوبيا وجنوب السودان.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية, وفقا لوكالة انباء الشرق الاوسط, أن اندور كيجيا الذى أصبح أحد رواد صناعة ألعاب الفيديو فى كينيا ينحدر من أصول بسيطة بعيدا عن نطاحات السحاب فى العاصمة وبدأ فكرة تصميم لعبة فيديو افريقية فى عام 2013 عقب مرور عدة أعوام من العمل فى الإعلانات، وفى ظل غياب مدرسة للرسوم المتحركة والتمويل المناسب، اضطر كيجيا دفع 5000 دولار لتصميم هذه اللعبة التى تستغرق 6 ساعات إلا أن هذه اللعبة أتت ثمارها اليوم حيث يوجد بها بعض الإعلانات.
وتعد صناعة ألعاب الفيديو من الصناعات ذات العائد المادى الكبير التى يمكن الاستفادة بها فى القارة الأفريقية، ومن المتوقع أن يستخدم 80% من سكان القارة الأفريقية بحلول عام 2020 الهواتف النقالة.
وتشير صحيفة “ميل اند جرديان” الجنوب افريقية إلى أن سوق ألعاب الفيديو يشهد رواجا كبيرا فى جنوب افريقيا حيث وصلت أرباحه إلى 163 مليون دولار وهى نقطة فى بحر صناعة تدر أرباحا قدرت بحوالى 66 مليار يورو خلال عام 2013.
واستطاع كيجيا استيعاب هذا السوق بشكل جيد حيث أوضح أن “نيروبى اكس ليست سوى مقدمة” وأنه يعتزم تصميم ألعاب أخرى لكن لايزال رجال الدولة فى كينيا بمنأى عن هذه الصناعة وعن نجاحها .
