مع تزايد البلدان الاوروبية فى إصدار تحذيرات سفر لمواطنيها بعدم السفر إلى مصر وإلى جنوب سيناء على وجه التحديد تتلقى السياحة ضربة جديدة بسبب سقوط الطائرة الروسية يوم السبت الماضى.
وأصدرت وزارات خارجية لعدة دول أوروبية تحذيرات لمواطنيها بشأن زيارة سيناء وفى مقدمتها بريطانيا وألمانيا وهولندا.
وكانت الحكومة البريطانية قد رجحت أن يكون سبب سقوط الطائرة الروسية يوم السبت الماضى انفجاراً ناجماً عن طريق زرع قنبلة إلا أن وزارة الطيران المصرية والمحققين الروس قالوا إن التحقيقات لاتزال سارية ولم يتم الانتهاء منها بعد.
وحثت وزارة الخارجية الالمانية المسافرين إلى مصر على تجنب شبه جزيرة سيناء، كما اوقفت شركات الطيران رحلاتها إلى شرم الشيخ.
لكن وزارة الخارجية الروسية أبدت شكواها من عدم تقديم بريطانيا معلومات بشأن حادث تحطم طائرة روسية فى مصر يوم السبت الماضى وذلك بعد أن قالت لندن إن هناك احتمالاً كبيراً بأن يكون إسلاميون قد زرعوا قنبلة على متنها وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية للصحفيين “الحكومة البريطانية لم تقدم لنا أى معلومات عن حادث تحطم الطائرة”.
وأضافت “إذا كانت لديهم معلومات ولا يقدمونها فهذا أمر صادم”.
وتعانى السياحة بمصر من انحسار حركة السفر منذ 25 يناير 2011 مما اثر سلبا على الدخل السياحى للبلاد الذى بلغ ذرورة انخفاضه فى 2013 إذ حقق 5.9 مليار دولار.
وبلغ الدخل السياحى لمصر خلال الثمانية شهور الأولى من العام الجارى 4.6 مليار دولار.
وقال وزير السياحة هشام زعزوع، إن وزارته تأمل زيادة الدخل السياحى بنهاية العام الجارى إلى 8 مليارات دولار مقابل 7.3 مليار دولار خلال العام الماضى وكانت قافلة لرحلة سفارى بالصحراء الغربية قد تعرضت لاطلاق نار من قوات أمنية اثناء مطاردتها لعناصر ارهابية منتصف سبتمبر الماضى، وراح ضحية الحادث 10 سياح مكسيكيين، مما أوجد مخاوف لدى منظمى الرحلات الاجانب بعدم الاستقرار الأمنى.
وقالت مصادر سياحية إنه فى حال اكتشاف أن سبب سقوط الطائرة الروسية زرع قنبلة سيعزز الأمر من أن مصر تمر باضطرابات أمنية مما سيؤثر سلبا على التدفقات السياحية الوافدة اليها.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية إنها تسعى لاستئناف الرحلات الجوية من مطار شرم الشيخ الدولى لنقل نحو 10 آلاف سائح بريطانى.
ويتخوف السياح البريطانيون من الانتقال من لبلدهم عبر الانطلاق من مطار شرم الشيخ الدولى.
وقال كريم محسن رئيس لجنة السياحة الخارجية بغرفة شركات ووكالات السفر والسياحة إن الخطوط البريطانية أوقفت جميع رحلاتها القادمة من المملكة المتحدة لشرم الشيخ.
وفيما يتعلق بالرحلات المغادرة من شرم الشيخ إلى المملكة المتحدة قال إنه عند التأكد من أمن المطارات ستعود الطائرات مرة أخرى.
من جانبه قال أحمد بلبع رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال إن الإشغالات الحالية فى شرم الشيخ تصل إلى 60%، و70% بالغردقة، متوقعا تراجعها فى الفترة المقبلة بسبب حادث الطائرة الروسية.
أوضح أن تأثير حادث الطائرة الروسية سيظهر بعد انتهاء التحقيقات من النيابة وبيان السبب الحقيقى فى الحادثة، وكل ما يتردد فى الوقت الحالى لن يكون له تأثير إذا أثبتت التحقيقات عدم وجود شبهة جنائية.
ورأى طارق شلبى، رئيس جمعية مستثمرى مرسى علم، أنه يجب على وزارة السياحة إصدار بيان رسمى يوضح قرارات الدول الأجنبية بالنسبة لتنظيم الرحلات لمصر أو وقفها، موضحا أن ذلك سيساعد على تنظيم العمل بالقطاع، وقالت مجموعة لوفتهانزا الألمانية إن شركتى يوروينجز وإدلفايس التابعتين لها ستوقفان رحلاتهما الجوية إلى منتجع شرم الشيخ فى الوقت الحالى كإجراء احترازى نظرا للوضع فى سيناء.
وأضافت لوفتهانزا إن الشركتين كانتا تعتزمان تسيير طائراتهما إلى شرم الشيخ مرتين فى الأسبوع وستعمل الشركة الآن على إعادة الركاب من شرم الشيخ.
وقالت عادلة رجب، المستشار الاقتصادى لوزير السياحة، إن بريطانيا أرسلت وفدا أمنيا للتأكد من سلامة الإجراءات فى مطار شرم الشيخ.
وأضافت لـ«البورصة»: أن قرار الخارجية البريطانية هو عبارة عن تعليق رحلات الطيران المغادرة من شرم الشيخ لحين التأكد من سلامة الطائرات وإجراءات الأمن.
وذكرت أن كل المعلومات التى تنشر فى الوقت الراهن، هى مجرد تكهنات، لأن التأكيدات فى حوادث الطيران تأتى بعد انتهاء لجنة التحقيق.
ولفتت إلى أن الخطوط البريطانية وصلت رحلتها إلى مطار شرم الشيخ بعد حادثة الطائرة الروسية بسلام دون وجود أى مشاكل.
ووفقا لرجب فإن الوكلاء المصريين لشركات السياحة الروسية أبلغوها بعدم وجود أى إلغاءات فى الحجوزات التى تم التعاقد معها.
وقال هشام على رئيس جمعية المستثمرين السياحيين إن معدلات الاشغالات فى فنادق شرم الشيخ حاليا تتراوح بين 60 و70% ولم تتوقف أى رحلة طيران وافدة من روسيا رغم حادث سقوط الطائرة.
وأضاف على أن التحذيرات التى أطلقتها الدول الاوروبية ستخفض من الاشغالات لكن لا يمكن البت فى ملابسات حادث سقوط الطائرة قبل الانتهاء من التحقيقات الخاصة بأسباب سقوط الطائرة.








