صفعة جديدة للبورصة ومبيعات العرب تنفجر فى وجه السوق

مستثمر سعودى يتخارج بنسب كبيرة من محفظته فى «التجارى الدولى» والسهم يسقط 6.7%

جبريل: المتغيرات الحالية اكبر من المؤشرات الاقتصادية.. جنينة: 3 أسباب تدفع الأجانب للرحيل

حسن: المؤشر الثلاثينى مرشح لمستويات 6250 نقطة

انفجرت مبيعات المؤسسات العربية فى وجه السوق أمس لتفقده 1.13% من قيمته السوقية، بضغط من المبيعات المكثفة على سهم «التجارى الدولى»، والذى تراجع 6.7%، ليسيطر التشاؤم على متعاملى البورصة وسط تكالب المؤثرات السلبية على البورصة المصرية، والتى استجد عليها تأكيد تفجير الطائرة الروسية، الأمر الذى تسبب فى قلق المستثمرين بمختلف الجنسيات تجاه تفاعل البورصة المصرية مع هذه الأحداث.

وبات التكهن بمستقبل مؤشرات السوق أمر يفوق القدرات، بحسب محللون، إذ أكّدوا أن «كل شئ وارد»، وتبقى مستويات 6250 نقطة أقرب محطة دعم حالية للسوق.

وعلمت «البورصة»، أن أحد كبار المستثمرين السعوديين فى البنك التجارى الدولى قام ببيع حصص كبيرة من محفظته فى السوق، ولاسيما سهم «التجارى الدولى» خلال تعاملات أمس، الأمر الذى أثر بشكل حاد على أداء السهم، والذى شهد تنفيذ 4 صفقات لنحو 2.6 مليون سهم بقيمة 106 ملايين جنيه.

وخسر السهم 6.7% من قيمته مسجلاً 41 جنيهاً بعد أن استهل تعاملاته اليوم عند مستويات 43.9 جنيه، وايضاً ينحفض عن متوسط سعر السهم خلال الجلسة البالغ 42.8 جنيه بنسبة 4.3%.

وتزيد احتمالية تراجع مؤشر البورصة الرئيسى فى مستهل تعاملات اليوم بعد أن انخفضت المستويات السعرية لآخر صفقات منفذة على الأسهم القيادية فى EGX30 عن متوسطات أسعار الأسهم، فيحتل سهم «طلعت مصطفى» 7.98% من الوزن النسبى للمؤشر، وانخفض سعر آخر تنفيذه عن المتوسط بنسبة 0.5%، وارتفعت النسبة لـ1% مع «هيرميس» الذى يستحوذ على 4.6% من «الثلاثينى».

وقال محمود جبريل العضو المنتدب لشركة أموال لإدارة صناديق الاستثمار والمحافظ المالية، إن التكهن بمستقبل السوق بات صعباً، فالمتغيرات «خارج حدود الرؤية الاقتصادية»، إذ تتكالب عليه المؤثرات السلبية العالمية ولاسيما إعلان روسيا، أن سقوط الطائرة جاء بعد تفجيرها من الداخل، وهو الخبر الذى عصف بالسوق أمس.

وعن مبيعات المؤسسات العربية أمس تابع جبريل: «قد ترجع لنظرتهم السلبية إلى مستقبل السوق وإمكانية البيع حالياً والشراء اقل مع مزيد من التراجعات للسوق إثر المستجدات السياسية».

وشدد على أن السوق من المفترض، أن يحكمه العرض والطلب، فحتى مع مبيعات المؤسسات العربية، فأن قوى الشراء لم تتمكن من التماسك بالبورصة ووقعت الأسهم تحت وطأة مقصلة التراجعات القوية جراء المؤثرات الخارجية.

واتفق معه هشام حسن رئيس قسم التحليل الفنى بشركة أكيومن للوساطة فى الأوراق المالية، فى أن تسونامى المتغيرات الذى يجتاح البورصة حالياً اقوى من تكهنات المؤشرات الاقتصادية، فضلاً عن أن الإسهام فى الأخبار السلبية يرفع الذعر لدى المتعاملين بمختلف جنسياتهم.

لفت الى أن المؤشر الرئيسى مرشح لاستهداف مستويات 6250 نقطة و5900 نقطة خلال الفترة المقبلة، والأخير يمثل قاع القناة الهابطة للسوق فى الأجل المتوسط، ومن ثم فأن كسرها يؤدى بالمؤشر لمستويات عميقة من الخسائر.

وقال إن مبيعات العرب أمس تأتى نظراً للرؤية الضبابية لمستقبل السوق فى ظل حزمة الاخبار السلبية التى اظهرت البورصة لهفتها فى الاستجابة معها بدرجة فاقت أحزان «أهل الميت»، إذ ان مؤشر كاك 40 الفرنسى أغلق مرتفعاً بنسبة 2.3% بتعاملات أمس.

ولفت الى أن دورة المتعاملين الاجانب والعرب لم تتغير منذ بداية العام، فعاد الاجانب الى الشراء مرة اخرى بصافى 79 مليون جنيه، كما تمسك العرب بالرحيل المؤقت عن البورصة وسجلت مؤسساتهم صافى مبيعات 122.8 مليون جنيه.

ووصف تعاملات «التجارى الدولى» أمس، بالحالة النادرة بعد أن بلغت خسائره 6.7%، والتى تسببت فى تراجع المؤشر الرئيسى بـ1.13%، وذلك بسبب ضغط مبيعات العرب.

من جهته، رصد هانى جنينة رئيس قسم البحوث الاقتصادية ببنك الاستثمار «فاروس»، 3 أسباب تدفع المتعاملين الأجانب لتغيير سلوكهم الشرائى منذ بداية العام صوب البيع، وتتمثل فى تفاقم مشكلة العملة فى مصر.

وأكمل أن الرفع المنتظر لسعر الفائدة من البنك الفيدرالى الأمريكى من شأنه سحب  فئة من المتعاملين الاجانب  من السوق المصرى والأسواق الناشئة صوب الاقتصاد الأمريكى، مضيفاً أن سهم «التجارى الدولى» اول المتضررين لوزنه النسبى المرتفع فى مؤشر الأسواق الناشئة ومؤشر البورصة المصرية الرئيسى.

وتابع: «المؤثر الثالث يتمثل فى الضغط الواقع على أسعار النفط، نتيجة تراكم مخزونه فى العالم، خاصة الولايات المتحدة الامريكية ما قد يؤثر ايضاً على المتعاملين الخليجيين».

تراجع مؤشر البورصة EGX30 بنسبة 1.13% فى ختام تداولات الثلاثاء، ليصل إلى 6407.3 نقطة، وهبط مؤشر EGX50 متساوى الأوزان بنسبة 0.61% مغلقاً عند 1095.5 نقطة.

وانخفض مؤشر EGX20 المُحاكى لصناديق الاستثمار بنسبة طفيفة بلغت 0.11%، ليغلق عند 6240.2 نقطة، وهبط مؤشر EGX70 للأسهم المتوسطة بنسبة 1.42% مغلقاً عند 345.5 نقطة، كما تراجع مؤشر EGX100 الأوسع نطاقاً بنسبة 0.8% ليستقر عند 754.6 نقطة.

وسجل السوق قيم تداولات 662.2 مليون جنيه من خلال تداول 342.4 مليون سهم بتنفيذ 22.7 ألف عملية بيع وشراء بعد أن تم التداول على أسهم 170 شركة مقيدة ارتفع منها 39 سهماً وانخفضت أسعار 79 سهماً فى حين لم تتغير أسعار 52 سهماً آخرين، ليستقر رأس المال السوقى عند مستوى 417.46 مليار جنيه، فاقداً 1.7 مليار جنيه.