الاستردادت تصيب السوق بالهلع.. وحركة تصحيحية إلى مستوى 5900 نقطة اليوم
زاد رفع العقوبات عن إيران من معاناة البورصات العربية أمس خوفاً من إتاحة قدرات أكبر للجمهورية الإسلامية فى تصدير النفط، مما يؤدى إلى زيادة المعروض النفطى وانخفاض أسعار البترول.
شهدت البورصات العربية تراجعات عنيفة خلال التعاملات الصباحية من جلسة اليوم بقيادة السوق السعودى، والذى بلغت خسائره منذ بداية العام 20.13% ليغلق مؤشره عند مستوى 5520 نقطة، فيما تراجعت البورصة القطرية بنسبة 18.23% لمستوى 8528 نقطة بعد خسارتها اليوم فقط 7.16%، فيما هبطت بورصات الإمارات بين 4.3% و4.6%.
وانتقلت عدوى التراجعات سريعاً للبورصة المصرية لتخسر فى مستهل تعاملاتها أمس نحو 5.6% مدفوعة بضغوط مبيعات المؤسسات الناتجة عن تصاعد عمليات الاستردادات، إلا أن مشتريات الأجانب تدخلت منتصف الجلسة وتبعتها مشتريات المصريين لتتقلص خسائر أمس إلى 1.6%، ولكن يظل مستقبل الجلسات المقبلة فى غموض مع ضعف التداولات وانتهاز المصريين لأى فرصة تعافى للتخارج من السوق.
ويرى محمد ماهر نائب رئيس الجمعية المصرية للأوراق المالية، أن التراجعات العنيفة لأسعار الأسهم فى البورصة المصرية منذ بداية العام غير مبررة نظراً لقوة نتائج أعمال الشركات المحلية وعدم تأثرها بانخفاضات أسعار البترول والأزمات الخارجية المحتملة، وهو ما ظهر جلياً فى تسارع مشتريات الأجانب منتصف جلسة أمس على اقتناص الأسعار المتدنية التى شهدتها بداية جلسة أمس.
ونصح المتعاملون باقتناص الفرصة وتكوين مراكز شرائية فى الأسهم التى بلغت أدنى مستوياتها السعرية، مقارنة بالقيم العادلة لها، وعوائدها ومضاعفات ربحيتها والعائد على الكوبون.
وتوقع ماهر معاودة صعود السوق بشكل تدريجى حتى نهاية تداولات الأسبوع الجارى، خاصة بعد تماسك النصف الأخير من جلسة أمس تقليص العديد من الأسهم لجانب كبير من خسائرها، وسط توقعات بمعاودة تعافى الأسواق العالمية من جديد، على أن يتخطى المؤشر الرئيسى للبورصة المصرية مستوى 7500 نقطة بنهاية العام الجارى، ومع الإعلان التدريجى عن نتائج أعمال الشركات طوال العام.
رهن أحمد مختار العضو المنتدب شركة الوطنى كابيتال لتكوين وإدارة محافظ الأوراق المالية وإدارة صناديق الاستثمار، مستقبل السوق المصرى خلال التعاملات المقبلة بأداء الأسواق العالمية، والإقليمية، والتى أظهرت ارتباطاً وثيقاً بها.
وشدد على ضرورة النظر إلى الأداء المالى الجيد للشركات المقيدة واحتمالات تحقيق هوامش أرباح مرتفعة خلال الفترات المقبلة، والتى تعد المقياس الحقيقى لتكوين المراكز الشرائية.
وأضاف أن الفترة الحالية تشهد كمية كبيرة من الأخبار والمؤثرات السلبية منها تراجعات أسعار النفط والتقارير التشاؤمية لأداء الأسواق حول العالم.
أرجع أحمد أبوالسعد رئيس شركة «رسملة» لإدارة الأصول المبيعات العنيفة للمؤسسات المصرية خلال الجلسات الأربع الأخيرة إلى الاستردادات على بعض صناديق الأسهم، فضلاً عن ضبابية الرؤية حول سياسات المركزى بشأن سعر العملة والذى يعد سبباً رئيسياً لمبيعات الأجانب فى السوق.
وأوضح أبوالسعد، أنه من الصعب تحديد إلى أى مدى ستصل الأزمة التى ضربت الأسواق العالمية بنهاية ديسمبر الماضى، خاصة أن الحكومات المصرية المتعاقبة لم تنجح فى إحداث استقرار للسوق المصرى يدفعه بمنأى عن التغيرات العالمية.
وتوقع إبراهيم النمر رئيس قسم التحليل الفنى بشركة «نعيم» لتداول الأوراق المالية، أن يتجه السوق المصرى للتصحيح خلال تعاملات اليوم مستهدفاً مستوى 5900 نقطة، ثم 6300 نقطة.
إلا أنه حذر من أى تحركات غير متوقعة للسوق، خاصةً مع اقتراب السوق الأمريكى من مستوى دعم مهم عند 15800 نقطة وفى حال كسرها لأسفل سوف تشهد الأسواق موجات هبوط عنيفة مرة أخرى.
وتراجع المؤشر الرئيسى للبورصة المصرية EGX30 بنسبة 1.66% فى ختام تداولات جلسة اليوم الأحد، ليغلق عند مستوى 5760 نقطة، وهبط مؤشر “EGX50” متساوى الأوزان بنسبة 1.72%، مُغلقاً عند مستوى 1012.4 نقطة.
وسجل السوق قيم تداولات بلغت 352.29 مليون جنيه مالت تعاملات المصريين للبيع على عكس منتصف التداولات، لتسجل صافى بيع بقيمة 24.07 مليون جنيه مع تماسك بعض أسعار الأسهم فى الساعة الأخيرة من التداولات، مستحوذين على 81.9% من عمليات البيع والشراء، وفى المقابل كثّف الأجانب من مشترياتهم، مسجلين صافى شراء بقيمة 22.5 مليون جنيه، كما سجل العرب صافى شراء بقيمة 1.5 مليون جنيه، بنسبة استحواذ 11.7%، 6.38% على التوالى.
استحوذ الأفراد على 71.3% من التداولات، متجهين نحو الشراء الطفيف، باستثناء المصريين منهم، مسجلين صافى بيع بقيمة 13.5 مليون جنيه، ونفّذت المؤسسات 28% من التداولات، متجهين نحو الشراء، باستثناء تعاملات المؤسسات المصرية التى سجلت صافى شراء بقيمة 10.5 مليون جنيه.








