طرح الأراضى دون دراسة ونقص تمويل الترفيق وراء تعثر المشروع فى المدن الجديدة
“كريم”: %50 نسب تنفيذ مرافق “ابني بيتك” فى أكتوبر
“شميس”: دخول القطاع الخاص الأمل الأخير لإنقاذ المشروع
رغم مرور أكثر من 8 سنوات على مشروع “ابني بيتك” الذى أطلقته وزارة الإسكان عام 2008 فى المدن الجديدة وتجهيز الأراضى المخصصة لإقامة الوحدات السكنية فإن المستفيدين من المشروع لم يهنأوا بالخدمات والمرافق لمنازلهم، التى تحولت إلى مبانٍ مع وقف التنفيذ، يضاف إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى اعتبره من المشروعات “العشوائية”، التى نفذت دون تخطيط مسبق وتنسيق وإشراف من الدولة فتحول إلى مشروع عشوائى.
ويعد “ابني بيتك” مشروع قومى للإسكان، وضم نحو 92 ألف قطعة أرض وأرهق خزينة الدولة بالمليارات ليتحول إلى عشوائيات نتيجة التباطؤ فى إدخال المرافق وغياب الخدمات، وكان يهدف إلى توفير مساكن للشباب بالمدن الجديدة ولم يتحقق وتحول “ابني بيتك” كأحد محاور المشروع القومى للإسكان من حلم لاستقرار الشباب إلى كابوس يطاردهم نتيجة عدم التزام الدولة بما أعلنته من مواعيد للانتهاء من مرافق.
وجاءت فكرة المشروع لتوفير أراضٍ للشباب ومحدودى الدخل بمساحة 150 مترا مربعا للقطعة الواحدة بسعر70 جنيها للمتر المربع، يسدد %10 دفعة مقدمة والباقى على سبع دفعات سنوية متساوية بدون فوائد، على أن يقوم المواطن ببناء وحدة سكنية على مساحة %50 من مسطح الأرض بمساحة 75 مترا مربعا، ويمكن للمواطن بناء وحدتين علويتين حسب متطلباته المستقبلية ليصبح إجمالى المساحة المبنية 225 مترا مربعا.
وتتوزع أراض المشروع فى مدن العاشر من رمضان والسادات و6 أكتوبر وبدر، وبرج العرب والصالحية وبنى سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج وأسوان والفيوم.
وأرجعت أجهزة المدن، مشاكل “ابني بيتك”، إلى بداية تسليم قطع الأراضى بدون ترفيق وقيام المستفيدين بالبناء على المساحة بجانب مخالفة شروط البناء، وتوقف %40 من الوحدات لعدم توافرالتمويل، بجانب أن المخصصات المالية لأجهزة المدن تذهب إلى المشروعات الجديدة ضمن الخطة المالية لكل عام، بالإضافة إلى توزيع قطع الأراضى فى مناطق مختلفة بكل مدينة.
قال المهندس أحمد كريم، المنسق العام لائتلاف “ابني بيتك” بمدينة 6 أكتوبر، إن نسب تنفيذ أعمال المرافق فى المشروع تصل إلى %50، وعلى رأسها أحياء الخامس والسادس والسابع.
وأشار إلى الاجتماع برئيس جهاز أكتوبر الأسبوع الماضى، واتفق خلاله على صرف 16 مليون جنيه مستحقات متأخرة لشركة النصر للمبانى والإنشاءات “إيجيكو”، لا سيما بعد توقف عن أعمال مشروع مرافق المياه والصرف الصحى، بالإضافة إلى رصف الطرق فى المنطقتين السادسة والسابعة لعدم صرف باقى مستحقاتها المتأخرة.
أشار إلى أن نسب تنفيذ مرافق المياه والصرف فى المرحلة السادسة تصل إلى %40، والمرحلة السابعة %50.
وأكد الاتفاق مع رئيس الجهاز لحل مشاكل تسليم عدد من شبكات المياه والصرف بين شركة المقاولين العرب والجهاز التنفيذى للمياه، حتى يتسنى للأفراد الاستفادة من شبكات المياه المتوقفة عن العمل.
أما بالنسبة لنفق ربوة أكتوبر بالمنطقة السادسة فى المشروع.. قال “كريم”: إنه تم سحب أعمال التصميمات والرسومات من المكتب الاستشارى محرم باخوم لتأخره فى التسليم، وطرح المشروع على شركات أخرى، ومن المقرر فض المظاريف المالية على أحد المكاتب خلال الأسبوع الجارى لبدء تنفيذ الرسومات.
وأكد أن أعمال الكهرباء فى المشروع تشهد بطئا شديدا خاصة فى المرحلتين الرابعة والخامسة، حيث بلغت نسبة تنفيذ شبكات الكهرباء %70، والإنارة %30.
وأوضح أن المرحلة الخامسة تواجه إهمالا أمنيا شديدا، فقد سرقت جميع كابلات الكهرباء خلال المرحلة السابقة.
وطالب الدكتور رأفت شميس، خبير بمركز بحوث البناء والإسكان، الدولة بإدخال القطاع الخاص لاستكمال مرافق “ابني بيتك”، مقابل إعطاء أراضٍ بالمجان بالمناطق المجاورة لتنفيذ مشاريع سكنية.
وأضاف أن الهدف من إدخال القطاع الخاص لحل المشكلة هو الإسراع فى تنفيذ المشروع، بالإضافة إلى عدم تحمل الدولة لأى أعباء إضافية لتوصيل المرافق من شبكات كهرباء ومياه وصرف صحى.
أشار إلى أن السبب فى تحول وحدات “ابني بيتك” من مسكن هادى للأفراد بعيداً عن الضوضاء إلى عشوائيات، بسبب اتجاه الدولة إلى تنفيذ أعمال المرافق بمفردها دون الاستعانة بالقطع الخاص، كما يحدث فى العديد من الدول المتقدمة.
وأوضح أن الدولة اخطأت عندما وافقت على استقبال عدد كبير من الأفراد الراغبين للاستفادة من مشروع “ابني بيتك” الذى يفوق قدرتها المالية على ترفيق الأراضى، مما أدى إلى إرهاق خزينتها بملايين الجنيهات لإدخال المرافق لمناطق تفتقر إلى غياب الخدمات الأساسية والأمن.
وأضاف أن دور الدولة يجب أن يقتصر على مراقبة وتنظيمم الأعمال لشركات التطوير العقاري فى القطاع الخاص، بدلاً من الدخول فى المشروعات التى تفوق قدرتها المالية مما يعرضه للفشل.
وقال المهندس محمد نصر، نائب رئيس جهاز مدينة الصالحية الجديدة، إن المشروع لم يتمتع بالدراسة الكافية وتم إسناد أعمال البناء والتشييد للمستفيدين، مما أدى إلى عدم الالتزام بالمواعيد المقررة فى بعض الأوقات، موضحاً ان الجهاز انتهى من توصيل المرافق لمشروع “ابني بيتك” نهاية العام الماضى لإسدال الستار على هذه الأزمة نهائياً.
وأوضح نصر أن إجمالى عدد قطع أراضى المشروع المدينة 668 قطعة تم تخطيطها بالكامل وتسليمها بالمستفيدين، وبلغت نسبة البناء %60 من إجمالى القطع.
أعترف بأن المشروع يعانى مجموعة من المشاكل التى أثرت على المستفيدين، حيث خصصت الأراضى عند بداية المشروع منذ سنوات، وكذلك البدء فى التنفيذ قبل توصيل المرافق، وهو ما تسبب فى هذه المشكلة التى يجرى حلها.
لفت إلى أن الجهاز حل %80 من مشاكل المشروع، خاصة أن المستفيدين تولوا تنفيذ الوحدات وأقتصر دور الجهاز على المتابعة ومطابقة المواصفات، إلا أن البعض خالفها خلال الفترة التى خلفت الثورة والوزارة وقتها أخطأت بتسليم الأرض للمستفيدين قبل توصيل المرافق، مما أدى إلى تراكم ناتج حفر الأساسات فى الشوارع وتعطيل عملية توصيل المرافق بجانب الانفلات الأمنى بعد الثورة وسرقة معدات الشركات ومواد البناء فتحول إلى عشوائيات بسبب اختلاف أشكال البناء وغياب التناسق بين الارتفاعات.
وأرجع المهندس عادل النجار، رئيس جهاز مدينة العاشر من رمضان، السبب الرئيسى لعدم انتهاء مشروع “ابني بيتك” فى موعده إلى مخالفته للقواعد المعمول بها عند إنشاء مشروعات جديدة، والتى تقضى بالتخطيط للمشروع يليها توصيل المرافق فى مدة لا تقل عن عام، على ان يقوم المواطنون بعد ذلك بالبناء، وما حدث فى المشروع أن توصيل المرافق جاء بعد البناء وهو خطأ فادح كلف الدولة المليارات.
وأوضح أن منطقة “ابني بيتك” بالمدينة وصل عدد سكانها إلى 200 ألف نسمة، وتحول المكان إلى منطقة غير حضارية بسبب انتشار تشوينات الرمال بجميع الأماكن الخالية بمنطقة “ابني بيتك”، خاصة أماكن المسطحات الخضراء.
وأشار إلى أن المواطنين بدأوا فى البناء قبل انتهاء المرافق، مما أدى إلى تداخل الأعمال وتراكم حفر المواطنين مع أعمال شركات الترفيق، فضلا عن مشكلة اختلاف مناسيب البناء أمام عدد من البيوت بحيث تكون فتحات الصرف الصحيحة المقرر إنشاؤها فى الشارع أعلى من بعض البيوت، وقام عدد من المواطنين بقياس مناسيب البناء بناء على المنازل المقابلة لهم فى الشوارع الأخرى، وهو ما أدى إلى اختلاف ارتفاعاتها عن المقررة، مما اوجد مشكلة كبيرة أثناء توصيل شبكات الصرف الصحى.
وأكد رئيس الجهاز أن غياب التخطيط والفترة التى أعقب الثورة حولت المشروع إلى عشوائى وإهدار أموال الدولة.
