قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إن مبيعات السيارات فى الولايات المتحدة التى ساعدت على دفع الانتعاش الاقتصادى بالبلاد بعد الأزمة المالية يبدو وكأنها قد بلغت ذروتها، حيث استقرت مبيعات أغلب شركات صناعة السيارات العالمية أو تباطأت فى أمريكا خلال شهر يوليو الماضى.
وأوضح محللون، فى سوق السيارات، أن الأرقام الصادرة أشارت إلى أن سوق المركبات الخفيفة فى الولايات المتحدة للعام بأكمله يمكن أن يستقر أو يصل بالقرب من المستويات القياسية العام الماضى بمبيعات بلغت 17.5 مليون سيارة بعد 6 سنوات من النمو المستقر.
وقالت ميشيل كريبس، لدى موقع «أوتو ترايدر»، إن المشكلة تتمثل فى القدرة على تحمل التكاليف.
أضافت أن الناس الذين يمكنهم اقتناء السيارات قد اشتروا بالفعل، والأجور لا تتماشى مع ارتفاع أسعار السيارات وغيرها من السلع.
وأصبحت «فورد»، الأسبوع الماضى، أول شركة لصناعة السيارات الكبرى تتنبأ بانتهاء طفرة قطاع السيارات فى الولايات المتحدة، وتقوم بمراجعة توقعاتها لمبيعات العام بأكمله، وتحذر من نصف ثانى أكثر صرامة للفترة المتبقية من 2016.
وكشفت «فورد» انخفاض مبيعات المركبات الخفيفة بنسبة 3% فى يوليو الماضى، مقارنة بالشهر نفسه من عام 2015.
وتراجعت المبيعات فى «جنرال موتورز» بما يقرب من 2% فى يوليو على أساس سنوى، وارتفعت مبيعات «فيات كرايسلر» فى الولايات المتحدة بنسبة 0.3% فقط.
جاء ذلك فى الوقت الذى تضررت فيه مبيعات «فولكس فاجن» بشدة جراء فضيحة انبعاثات الغاز بالولايات المتحدة، حيث انخفضت المبيعات بنسبة 8% فى العام على أساس سنوى الشهر الماضى.
وأعلنت «تويوتا»، أن مبيعاتها تراجعت بنسبة 1.4% فى العام على أساس سنوى، فى وقت كشفت فيه «هوندا»، من بين عدد قليل من شركات صناعة السيارات العالمية، عن ارتفاع ملحوظ فى المبيعات بالولايات المتحدة بنسبة 4.4% خلال شهر يوليو الماضى.
وقالت كريبس، «هذه البيانات يمكن أن نتوقعها للفترة المتبقية من العام، حيث قد بلغت معظم المبيعات ذروتها».
وأشار توماس كينج، المحلل فى «جى دى باور» إلى أن الإنفاق الاستهلاكى على السيارات ما زال مرتفعاً؛ بسبب استقرار حجم تجارة التجزئة.
وأشارت الصحيفة إلى أن «جنرال موتورز» بقيت الأكثر تفاؤلاً، مقارنة بشركات صناعة السيارات الأخرى حول آفاق تسجيل حجم المبيعات القياسية فى العام الماضى.
وتوقعت مجموعة «ديترويت»، أن معدل البيع السنوى لمجموع الصناعات الخفيفة للمركبات فى الولايات المتحدة سيكون عند معدلات يوليو الماضى البالغة 17.9 مليون سيارة.
كما توقع مصطفى موهاتيرم، كبير الاقتصاديين لدى «جنرال موتورز»، أن إجمالى المبيعات فى العام الماضى يمكن أن يتساوى مع مبيعات العام الجارى أو يتحسن قليلاً.
وأضاف: «أسعار الفائدة المنخفضة والعمالة الكاملة وأسعار الوقود المستقرة وزيادة الأجور عوامل إيجابية لا تزال فى مكانها واستمرارها يشير إلى إمكانية حدوث مبيعات قوية فى النصف الثانى ما ينبئ بعام قياسى آخر لهذا القطاع».
وكشفت «جنرال موتورز» عن ارتفاع بنسبة 5% فى مبيعات التجزئة لشهر يوليو، حيث تحولت من التركيز فى أعمالها على مبيعات منخفضة الهامش إلى أساطيل تأجير السيارات ومبيعات التجزئة الأعلى.