لدينا طلبات لجوء لم يبت فيها منذ عام بسبب قلة الموظفين.. وهناك وقائع عنف ضد اللاجئين نحاول التصدى لها
في حياة اللاجئين بألمانيا، أطراف أخرى غير المهربين والمتاجرين بمعاناتهم، والشرطة التي تطاردهم في أنحاء أوروبا، هناك أيضاء هؤلاء الذين يسعون لمساعدتهم للاندماج و الانخراط في المجتمع بصورة صحية، ومساعدة اللاجئين فى تقنين أوضاعهم، ومن بين هؤلاء «ألونا مولر- براينسبيرجر» المندوبة السياسية والتنفيذية للشئون الاجتماعية والطفولة والصحة والتنظيم في «بوتسدام» عاصمة ولاية «براندنبورج»، وهى المسئولة عن شؤون الاجانب واللاجئين وقضايا الاندماج.
تقول «ألونا مولر»: هناك لاجئون يقفون على حدودنا الالمانية يعانون ويريدون العيش في مكان يحافظ على آدميتهم، خصوصاً الأطفال، لذلك اعتقد أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اتخذت القرار السليم، ووضعتنا أمام التحدي، وفي بوتسدام نعمل على اندماج اللاجئين منذ اليوم الأول بتبادل المعرفة والمعلومات. والموقف اهدئ الآن لكن مازال لدينا تحديات كثيرة نعمل عليها».
وأوضحت قائلة: «الآن نعمل على دمج الأطفال في التعليم، ونشجع الشباب لاستكمال تعليمهم، وفي مجال سوق العمل لدينا المهام الكثيرة، ومازلنا نتعلم التعامل مع الموقف ونتحسن، ففي سنة 1993 كانت القوانين تستهدف خلق اجواء غير جاذبه ورافضة للمهاجرين، خاصة اللاجئين، ولم نكن نتحدث بتاتا عن اندماج او مشاركة، فهم مستحملين الى البت فى امرهم, أما الآن فنتحدث فقط من الاندماج وعن أنهم جزء من المجتمع ولهم جميع حقوق المواطنة، ولدينا أعداد كبيرة مقدمة طلبات لجوء، ولكل طلب حيثياته وملابثاته، واللاجئ له حق الحصول على مساعدات اجتماعية واقتصادية تختلف بمكانته القانونية ان كانت قبل اوأثناء اوبعد قبول طلب اللجوء، ولدينا طلبات لم يبت فيها بعد منذ اثنى عشر شهر بسبب قلة الموظفين».
وأكدت المسئولة الألمانية أن مقدمي طلبات اللجوء يحصلون على 370 يورو شهريا، وهذه مصاريف للأكل والشرب واللبس، في حين أن إقامتهم شامله الغاز والكهرباء والماء مجانية على حساب الحكومة، وقالت إنه بعد قبول طلب اللجوء تدفع الحكومة للاجئ مساعدة مالية مثله مثل الألمان بدون عمل، حتى يجد عملا، كما انه هناك برامج لتدريب اللاجئين في أماكن عمل عديدة ومتنوعة.
وتضيف: أقول لمن يشكون كثيرا انكم قد تكونوا قد توقعتوا الكثير، فنحن نتعامل مع كل حالة حسب عدد أفراد الأسرة، وندفع مبالغ مالية تكفي بالفعل للعيش بكرامة، ولكن بالتأكيد ليس للرفاهية، فدافعى الضرائب لا يجب تحمل هذا, ثم ان قبلنا هذا فكيف سنقنع دافعى الضرائب اللذين هم انفسهم لايتمكنوا من العيش برفاهيه بالعمل وكيف سيجد اللاجئ للعمل دافع ليشعر بنجاحه، ولفتت النظر إلى أن الدولة تتكفل بعلاج اللاجئين عن طريق التأمين الصحي، والذي هو حقا أصيلا للجميع فى المجتمع الالمانى للحاصلين على المساعدات الاجتماعية والاقتصادية ومجبون عليه من لديهم عمل، ولقد سهلنا للاجئين اجراءات العلاج فبعد أن كان الموظف يتحكم في إمكانية ذهاب اللاجئ للطبيب أم لا، فالآن المتحكم هم اللاجئ والطبيب.
قالت: الآن مسموح للجميع الذهاب للأطباء دون التحكم فى ذلك من قبل موظف الدولة والتى هى ايضا مهمه ثقيله وغير عادلة للموظف، وللأطفال نحجز أماكن لهم في الحضانات، ونهتم بتعليم الأجانب نظام المجتمع ولغته فى كورسات مدفوعة، حتى نمكنهم من ان يندمجوا بطريقة اسهل وفعالة، ولدينا 6 مدارس متخصصة في تعليم الألماني، ومبادئ بعض المواد، وبمجرد أن يكون الأطفال جاهزين للفصول العادية يتم إرسالهم لمدارسهم فى اماكنهم المحجوزه لهم مسبقا.
و تنتقد «ألونا» الدول الأوروبية التي لم تقم بدورها في مساعدة اللاجئين قائلة: «دول كثيرة لم تساعد، وكنت أتمنى أن تخطط كل دول الاتحاد الأوروبي لاستيعاب اللاجئين معا، فما يحدث على الحدود مأساة بكل المعانى، وكان ممكن ايجاد حلول اسهل وامثل اذا تضافرت الجهود او تعاملت كل الدول الأوروبية مع القضية بتكاتف».
وتتجاهل حديثنا عن الإسلاموفوبيا والمجتمعات الموازية، قائلة: «أنا فخورة بما حدث، عندنا ناس تأهبوا للمساعدة كجزء أصيل من حياتهم، ولابد من رفع القبعة لمن ساعد، وهنا يتضح أن العمل التطوعي مهم جدا»، لكنها تعترف: «عندنا عنف ضد اللاجئين، وإحنا كجهة تنفيذية نحاول إيقاف ذلك، ونشجع المواطنين على عمل العكس، وقد يكون لدينا حسد اجتماعي لأن اللاجئين لا يدفعون مثلهم مثل الموجودين داخل البلد، لدرجه أن بعض المواطنين طالبوا بمنع استخدام النوادي والصالات الرياضية لخيمات اللجوء، حتى لا يتأثر النشاط الرياضي، إلا أننا نرى أن المخاوف من تسبب اللاجئين في فقر شامل، لا اساس لها واننا نرى أن هؤلاء النازحين بأفكارهم بالتأكيد سيعملون على تنميه المجتمع وسيجعلونه اكثر غنى».
أعد الملف: عماد السيد و هالة بهاء كندلبرجر
