نواجه مشاكل حقيقية مع «البيروقراطية» و«تلاعب المترجمين».. وبعض اللاجئين يعملون على تكوين مجتمع موازى
بعض الضحايا يجدون مغتصبيهم زميل لهم في «ببيت اللاجئين».. وللأسف لا شيء يوثق الجريمة فتظل المعاناة مجرد اتهام
استيقظ الدكتور “مانفريد نوڤاك” رئيس منظمة العمل الرعائي (آفو)، مبكراً كما العادة، وذهب إلى بيت إيواء اللاجئين الذي ترعاه منظمته، ليتفاجئ بجرافيتى «نازي» على حوائط البيت الموجود بالعاصمة الألمانية برلين، رسمه مجموعة من اليمينيين، لا لشيء إلا للتعبير عن رفضهم للاجئين.
الجرافيتي لم يكن تهديداً خطيراً، كما يرى «نوفاك»، الذي يقول: «هذه ليست ورقة تهديد حقيقية, بل هذه مجرد محاولة بث خوف ورعب لدى الناخبين تتجاوب معه الأحزاب اليمينية، لذلك نحتاج لآليات واستراتيجيات مرنة جديدة لمعالجة المشاكل».
وتابع، الرجل الذي ساهمت منظمته في إرساء قواعد التعامل مع اللاجئين: «على الصعيد الآخر هو ان الموقف قد حرك العديد من المواطنين البعيدين عن العمل الاجتماعي ليسارعوا للتعاون مع منظمات المجتمع المدني، فالكثيرون عندما شاهدوا صورة جثة الطفل الغارق ملقاة على أحد الشواطئ قد تأثروا واصبح لديهم احتياج ان يساعدوا»، في إشارة إلى واقعة غرق الطفل السوري «آيلان»، والتي قال إن هذا الحدث قد جعل الناس تتعاطف مع ظروف اللاجئين اكثر.
واوضح «نوفاك»، استخدام أحد الأحزاب اليمنية ألفاظا وتعبيرات فيها عدم قبول للآخر قائلاً: «الصورة هنا لها وجهين، صورة الخوف الحقيقي، وصورة التخويف لاستغلال الموقف، ولقد اعتادنا فى مثل هذه الاوقات أن ننحى خلافاتنا جانبا، ونتعامل مع الحقائق لذلك ننظم مؤتمرات و ندوات لتعريف العامة بالوضع».
وانتقد «نوفاك»، مطالبة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بوضع حد لعدد اللاجئين، وقال إنه يعتقد أن موضوع اللجوء يتم التعامل معه بلا موضوعية، وأضاف: «واجبنا في المنظمة معرفه طبيعة وظروف اللاجئين واعطاؤهم استراتيجيات وأدوات تمكنهم من مساعدة أنفسهم في المستقبل».
وتابع: «منظمتنا تمتلك الخبرة في التعامل مع اللاجئين حيث بدأنا منذ ثمانينيات القرن الماضي فى العمل فى مجال اللاجئين، ولدينا 12 بيتاً لإيواء اللاجئين، وموظفون أساسيون يغطون جميع المجالات، كما اننا لدينا باع طويل فى العمل مع متطوعي المجتمع المدني».
وكشف رئيس منظمة «آفو»، عن أخطر العراقيل التي تواجه قضية اللاجئين، قائلا: لدينا مشكله كبيرة جدا مع البيروقراطية فى مكاتب الدولة، ففي برلين وحدها أكثر من 80 ألف لاجئ، ولابد من إيجاد آليات مساعدة سريعة للعمل تتميز بالقدرة على تغطية ادماج كل هذه الأعداد.
وأكد أن بعض المترجمين يتعمدون الترجمة بشكل خاطئ لاختلافهم سياسيا مع اللاجئ اللذين يتعاملون معه ليضعفوا موقفه قانونيا، وقال: الحل ليس سهلاً، فكيف نجد عاملين بمهنيه ممتازه لكل هذه الاعداد وبالأموال المرصدودة، فالمترجم الجيد له ثمنه ونحن لن نستطيع تقديم مترجمين مهنيين لجميع المواقف ولجميع الللاجئين، ونحن نبحث عن لاجئين او اجانب يعرفون اللغتين ونطلبهم ولانهم غير مؤهلين فنستطيع دفعهم والكثيرون متطوعين ويدفع لهم فقط المواصلات حتى ينفقوا وقت فقط ولكن بدون مصاريف اضافية، الأعداد كبيرة جداً وجميع الجهات تبذل قصارى جهدها لعمل مايمكن عمله ولكن كل شئ ليس مثاليا، والاحتياجات تفوق قدرات الموظفين، ونتمنى أن نتمكن من استخدام من يملك اللغة والمهنية.
وتابع: «دائماً نقول من اليوم الأول للاجئ، لابد أن تتعلم اللغة، والملاحظ أن الأطفال يتعلمون في غضون 3 أسابيع ليستطيعوا التواصل معك، لكن الأمر أكثر صعوبة مع البالغين وخاصة الكبار فى السن وغير المتعلمين أو ذوى التعليم البسيط، ولابد من معالجة الأمر لأن من لا يستطيع التعبير عن نفسه سيكون أكثر عنفاً».
وقال: للأسف لدينا أناس تم اغتصابهم في بلادهم، ومن اغتصبهم قد يكون في نفس البناية أو نفس البلد قد اتى كلاجئ، لكننا لا نتعامل مع الأمور بالاتهام او الشبهات او العاطفه بدون إثباتات، وجزء كبير من النازحين كونوا مجتمعا موازيا مغلقا غلى ذويهم، وهذه ظاهرة غير صحية، ولابد من أن يكون هناك لغة مشتركة بين الجميع، ومن المنطقى ان تكون اللغة التي تتحدث بها دولة اللجوء.
واستدرك قائلاً: عندنا أشكال كثيرة للاندماج ونتمنى أن تتغير بها الأمور ايجابياً، خاصة أن بعض المواطنين يعتبرون اللاجئين تهديداً لأعمالهم لانهم غير مؤهلين ولذلك فهم قوة عاملة رخيصة بديله للمواطنين الاصليين، وللأسف لن نستطيع تغيير الأمر بسهولة لكنني مازلت متفائلاً، و حاله التذمر الآنية هي قلة حيلة ومنطقية.
