بعض الأسواق أكبر من غيرها، وعالم الدخل الثابت أكبر بنحو 50 % من عالم الأسهم، لذلك عندما يتعلق الأمر بالدخول إلى سوق الاستثمار المسئول أو الاستثمار المستدام فالتغيير يحدث بسرعة حين يستسقظ “العملاق النائم”.
ومع تحسن فهم الآثار الاقتصادية للاستثمار الأخلاقى الذى يراعى العوامل البيئية والاجتماعية والإدارة الرشيدة “الحوكمة”، فإن السوق يدرك بسرعة أن هذه الاعتبارات البيئية تعد جوهرية فى تحقيق عائد مرتفع كما أنه عائد معدل حسب المخاطر فالأمر لم يعد متعلق بعمل الخير بل بات سعياً لاقتناص فرصة ربحية لصائدى الصفقات ومن بينهما عملاق الدخل الثابت مؤسسة “بيمكو”.
وتدرك الأسواق حالياً أن هناك فرص للنمو أكثر وأكثر حتى لو كان ذلك يتعلق بقضايا بيئية أو عوامل اجتماعية أو حوكمة ففى النهاية تخدم هذه الاعتبارات تحقيق العائدات المالية.
ولا يبدو أن هذا النمو فى الطلب على الاستثمار المستدام سيستمر فحسب، بل يجد وبشكل متزايد دعماً تنظيمياً مدمجاً بشكل رسمى فى جميع قرارات الاستثمار وليس فقط المحافظ الاستثمارية التى تحمل علامات الاستثمار الأخلاقى طوعياً بل ينتقل حقاً إلى أراضى سيادية صلبة من خلال إصدار سندات خضراء من قبل دول مثل فرنسا وهولندا وشيلى.
وفى الواقع ما يحتاجه العالم حالياً هو شئ من تحول العقلية لكسر هذه الأسطورة المستمرة التى تقول إن حماية البيئة والمجتمع ورفض ممارسات التمييز حسب الجنس تأتى على حساب العوائد المرتفعة.