أكد الدكتور محمود عيسى وزير الصناعة والتجارة الخارجية أن تطبيق أساليب البحث العلمي أصبح أمرا حتميا وليس إختياريا في كافة مناحي الحياة، وخاصة في قطاع الصناعة.
وقال عيسى، في الكلمة التي ألقاها اليوم السبت في افتتاح مؤتمر “دور مجتمع الأعمال في دعم البحث العلمي وأثره فى تطوير الصناعة والإقتصاد” الذي نظمته الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا بالتعاون مع وزارة الصناعة والتجارة الخارجية وبمشاركة وزراء البحث العلمي والتعليم العالي والنقل والطيران المدني والإتصالات، إن التوسع في البحث العلمي ينتج عنه توسع في الإستثمارات والإنتاجية وبالتالي زيادة القدرة التنافسية والقيمة المضافة للمنتجات الصناعية سواء في السوق المحلي أو الأسواق الخارجية.
وأشار إلى أهمية الدور الذي يجب أن يقوم به مجتمع الأعمال لتطوير منظومة البحث العلمي، وذلك من خلال الإستفادة من المواهب البحثية والعقول المتميزة بالمراكز البحثية والجامعات واستثمار ابتكارات الشباب الموهوبين والمبتكرين وتحويل تلك الابتكارات إلى مشروعات انتاجية ذات قيمة اقتصادية عالية والارتقاء بالقدرات الإبداعية والابتكارية لدى الشباب والباحثين لمساعدة القطاعات الصناعية المختلفة على ابتكار تصميمات وإضافة منتجات مصرية جديدة تحت شعار “صنع في مصر”.
وقال الوزير إن قدرتنا على المنافسة في الأسواق العالمية خلال المرحلة المقبلة تعتمد على الابتكار وتطوير الإنتاج واستخدام وتوطين وإنتاج التكنولوجيا المتطورة وتطبيقها داخل القطاعات الإنتاجية المختلفة، وذلك من خلال الإستغلال الامثل للطاقات المتاحة والموارد الطبيعية وزيادة الكفاءة الإنتاجية وتعميق التصنيع المحلي وزيادة القيمة المضافة لمنتجاتنا والاستفادة من الأبحاث العلمية وربطها بالصناعة.
وأشار وزير الصناعة والتجارة الخارجية الدكتور محمود عيسى الى أننا نستهدف في المرحلة المقبلة أن تصبح مصر دولة رائدة صناعيا في منطقة الشرق الأوسط ومركزا لتصدير المنتجات ذات التكنولوجيا المتقدمة.
وأكد على أهمية وضع رؤية متكاملة لربط قطاعات الإنتاج الصناعي بالمؤسسات والهيئات البحثية والجامعات المصرية من خلال الاستفادة من الأبحاث العلمية في تنمية القطاعات الصناعية المختلفة والعمل على ابتكار تكنولوجيات جديدة تلبي احتياجات الصناعة المصرية الى جانب تحفيز الباحثين على توجيه البحث العلمي نحو القطاعات الإنتاجية.
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد النشار وزير التعليم العالي على ضرورة تغيير ثقافة البحث العلمي لدى القطاعات الإنتاجية حتى يمكن تعظيم الاستفادة من قدرات وإمكانات البحث العلمي لخدمة الصناعة المصرية وأن نتحول من دولة مستهلكة إلى دولة منتجة للتكنولوجيا ، مؤكدا أهمية إنشاء مراكز للبحوث والتطوير داخل المؤسسات الإنتاجية لتبني الافكار الجديدة وتحويل الابتكارات الى مشروعات إنتاجية ذات عائد اقتصادي كبير.
كما أكد الدكتور جلال السعيد وزير النقل على أهمية البحث العلمي في تطوير منظومة النقل بصفة عامة حيث تم تخصيص مبلغ 5،7 مليار جنية للمشروعات الأستثمارية للعام المالي الجديد لتطوير الموانئ والسكك الحديدية وصيانة الطرق وكل هذه المشروعات تحتاج إلى البحث العلمي لتطويرها بشكل يتناسب مع المستوى العلمي والتكنولوجي العالمي.
من ناحية أخرى، أوضحت الدكتورة نادية زخاري وزير البحث العلمي أن ميزانية البحث العلمي للعام المالي الجديد زادت بمعدل ثلاث أمثال ما كانت عليه وهي المرة الأولى منذ زمن بعيد أن تشهد ميزانية البحث العلمي مثل هذه الزيادة وهذا يؤكد أهمية البحث العلمي ووضعة في مكانة متقدمة لخدمة كافة القطاعات.
وأضافت أن مصر لديها علماء كبار وهناك أبحاث عظيمة لم تستغل وينقصنا التواصل بين رجال الصناعة و البحث العلمي لخدمة هذا القطاع الهام ومعرفة المشكلات التي يعاني منها وإيجاد الحلول المناسبة لها عن طريق البحث العلمي.بدوره، أكد الدكتور إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكادمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري على الدور الذي تلعبة الأكاديمية ومساهمتها في دعم المؤسسات الصناعية والتجارية في مصر من خلال البحث العلمي والتكنولوجيا وذلك بإعتبارها بيت خبرة عربي يتبع جامعة الدول العربية.
وقال إن المؤتمر يهدف إلى تعزيز قدرات البحث العلمي ودعم الشراكة البحثية بين الأكاديمية وقطاعات الأنتاج والخدمات في المجتمع وأيضا لدعم ثقافة الجودة في مجال البحوث العلمية وتحديد إحتياجات المؤسسات حيث يعرض مركز الأبحاث بالأكاديمية مجموعة من الإبتكارات التى قام بتنفيذها وتطويرها والتي تسهم بشكل فعال في دعم قطاع الصناعة.