معتز بالله عبد الفتاح – الوطن
قبل الانتخابات:
بعض الأصدقاء يطلبون منى صراحة أن أقول لهم من ينتخبون. هذه جريمة لن أرتكبها. قرار التصويت شخصى، ولا بد أن يكون شخصياً، لكن من واجبى أن أقول إنك تستطيع أن تتبنى استراتيجية الانتخاب بالاستبعاد. ابدأ أولاً باستبعاد أكثر عدد من المرشحين الذين لن تنتخبهم وصولاً إلى 3 مرشحين، ثم ابدأ فى التفكير فى هؤلاء بمنطق المميزات والعيوب. اقرأ وشاهد أكثر، اسأل المحيطين بك ممن تثق فيهم عن أسبابهم فى اختيار من سيصوّتون له، وليس فقط اسم من سيصوتون له. التشاور مع الآخرين مفيد. قيّم الحجج المختلفة المقدمة لك، استخر واسأل الله التوفيق للبلد، وتوكل على الله. إذا كنت مقتنعاً بمرشحك جداً، لو شخص آخر سألك قل له أسبابك لاختيارك؛ لكن لو كنت مقتنعاً به فقط فى حدود 51 بالمائة، فاحتفظ باسم مرشحك لنفسك أو على الأقل لا تبالغ فى الثناء عليه لمجرد أنك تريد أن تثبت اقتناعك به.
ليلة الانتخابات:
أرجوك انشر الإيجابية والرغبة فى المشاركة فى من حولك، فرص التزوير والعبث تقل للغاية مع زيادة عدد المشاركين فى الانتخابات. يوم الانتخابات يتحول الحاكم إلى محكوم والمحكوم إلى حاكم؛ لذا لا يستجب أحدنا لمن يقول له إن الانتخابات حُسمت وإن الموضوع انتهى. هذا كلام يحض على فقدان الأمل والتكاسل عن العمل. اليأس خيانة والسلبية جريمة والإحباط انتحار. ولنقف أمام الله وأمام أنفسنا قائلين: لقد فعلنا ما نستطيعه وعلى الله قصد السبيل.
بعد الانتخابات:
ما أتمناه من كل مصرى بعد ما تنتهى الانتخابات على خير أن نقف جميعاً على قلب رجل واحد كجنود مخلصين فى حب الوطن تحت قيادة الرجل الذى سيختاره أغلب المصريين من أجل خدمة بلدنا ونقلب صفحة التطاحن والتنافس والتنابذ بسرعة لإنقاذ الوطن. إن شاء الله تكون الانتخابات حرة ونزيهة، وإن شاء الله نوفَّق لاختيار الأفضل، وإن شاء الله كلنا نكون فى خدمة الوطن وكأن كلنا اخترنا نفس الشخص الذى فاز فى النهاية. الانتخابات اختراع للكشف عن تفضيلات الأمة وليس اختراعاً لتمزيق وحدة الأمة. بعد أن تعلن النتيجة سنهنئ بعضنا بعضاً، ونعمل جميعاً فى خدمة وطن يستحق منا أن نعمل له. أبوس إديكم قولوا لأنفسكم وأهلكم وأصحابكم من الآن: دى مش حرب أهلية، دى لحظة تاريخية: لحظة تاريخية كى تجتمع الأمة على الشخص الأنسب لقيادتها مش من وجهة نظر شخصية ولكن من وجهة نظر الأمة كاملة.
الرئيس الذى ستنتخبه الأغلبية هو رئيس كل الأمة المصرية.
أعى أن هناك من يتحفظ على أسماء معينة من أى اتجاه كان أو بأى خلفية كانت، وهذا مفهوم فى ضوء أننا أبناء وطن قد انقسم، بل تشرذم وفقد بوصلته، ولكن علينا أن نعيد البوصلة إلى وجهة الوطن. هناك أمور كثيرة لا نرضى عنها ولكننا نضطر للقبول بها والعمل فى ظلها.
إن فى بعضنا غلظة فى الفكر والقول، ولو أظهر كل منا للآخر أسوأ ما فيه، لما قام وطن قط. وليكن يوم الانتخاب فرصة لتجديد العهد مع الوطن للعمل له. هل ممكن؟