بقلم : عمرو حمزاوى – الوطن
النتيجة السياسية الأبرز للأحكام التى أعلنها المستشار أحمد رفعت فى محاكمة مبارك وأعوانه هى خوف شديد بين قطاعات واسعة من المصريين على ثورتهم وعلى حقوق شهدائها. الخوف من أن خطوة جديدة على مسار إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وإنقاذ نظام الاستبداد والفساد قد قطعت شأنها شأن خطوات سابقة حالت دون الإصلاح الحقيقى وعادت ببعض رموز النظام السابق لتصدر واجهة العمل السياسى.
انتخابيا، وبالنظر إلى جولة الإعادة الرئاسية، لا شك فى أن الخوف المشروع على الثورة وشبح تجديد دماء الاستبداد والفساد عبر صندوق الانتخابات سيدفع قطاعات متزايدة من المواطنات والمواطنين غير الحانقين على الثورة والمقتنعين بأهدافها للتصويت للمرشح الدكتور محمد مرسى. والأسباب لدى هؤلاء واضحة. فمرسى لا ينتمى للقديم بل للمعارضة التى واجهته لعقود طويلة، والإخوان كجماعة وحزب الحرية والعدالة والإسلاميون سيقاومون عودة شبكات الاستبداد والفساد التى فرضت ظلامها على البلاد طوال العقود الماضية، وهم لم يمارسوا القمع الأمنى من قبل، بل عانوا منه ومن ثم لا ينتظر منهم توظيفها ضد معارضيهم فى التيارات المدنية والحركات الاحتجاجية بعد الانتخابات.
الخوف على الثورة، الخوف من توحد شبكات المصالح السياسية والأمنية والمالية التى أنتجت استبداد وفساد الماضى إن فاز المرشح الفريق أحمد شفيق، الخوف من عودة الدولة البوليسية وممارساتها هى العوامل التى أتوقع أن تدفع أعدادا متزايدة من المواطنين المتأرجحين انتخابيا والبعيدين عن معسكر الإسلام السياسى للتصويت لمرسى. ولا أستطيع، ومع أن موقفى ما زال هو التوجه للمقاطعة بإبطال الصوت، إلا أن أقرر تفهمى للأسباب التى من أجلها سيصوت الكثير من المتأرجحين لمرشح الإخوان.
فقد تكون كفة الخوف من إعادة إنتاج النظام القديم بتجديد بعض الدماء والوجوه أثقل من كفة الخوف من هيمنة فصيل واحد على الحياة السياسية. والله أعلم.