بقلم : حسن المستكاوى – الشروق
●● بدأنا وقت الإبحار فى الرياضة الراقية والنظيفة، الإبحار فى الألعاب الأوليمبية أهم حدث رياضى، يغطيه 21 ألف إعلامى يحتفون بالقدرة البشرية، وبتحدى الإنسان للزمن والمسافة والثقل..
●● وفى الأوليمبياد يظل سباق المائة متر عدوا هو جوهرة سباقات ألعاب القوى.. وينتظر الخبراء المنافسة بين الغريمين الصديقين، أوسان بولت ويوهان بلايك، وهما من أبناء جامايكا. وبولت هو صاحب الرقم العالمى فى (9،58 ثانية). وينافسه صديقه وزميله فى معسكر التدريب يوهان بلايك قيادة المدرب جلين ميلز فى كينجستون.. ويحمل بلايك رقما قدره 9،75 ثانية وسجله فى يونيو الماضى بينما سجل بولت أفضل أرقامه هذا العام فى مايو الماضى فى روما وقدره 9،76 ثانية. ويقول يوهان بلايك: «عندما شاهدت بولت يفوز بذهبيتى بكين فى 100 و200 متر أخبرت مدربى هاوثورن إننى أريد أن أكون بولت.. وقررت ترك معسكرى التدريبى بعد ثلاث سنوات من الانتظام به للانضمام إلى بولت فى معسكره»..
●● أوسان بولت، أسافا باول، ونيستل كارت، ومايكل فراتر يمثلون فريق التتابع الجامايكى صاحب الرقم القياسى العالمى لسباق 4/100 عدوا.. وقبلهم كانت هناك مارلين أوتى العداءة الشهيرة التى اعتزلت منذ سنوات وشاركت مؤخرا فى سباق عدو وعمرها 52 عاما.. وتوصف جامايكا بأنها جزيرة السرعة فى العالم. ويصيح البعض فى عالمنا العربى: كيف تحرز جامايكا كل هذا الذهب والفضة وهى دولة فقيرة؟
●● السؤال يربط بالخطأ بين الثروة وبين البطولة. بينما الربط الصحيح يكون بين التدريب العلمى وبين البطولة. وبين الجينات وبين اختيار لعبات. ثم يضاف إلى هذا فلسفة الدولة وقدر إيمانها بالرياضة وقاعدة الممارسين وكيفية اكتشاف المواهب.. لكن على أى حال يتدرب معظم أبطال العالم فى اللعبات الرقمية فى دول غربية، وهم يقيمون هناك وينهلون من مدارس التدريب الرفيعة المستوى، ومنهم أبطال جامايكا فى العدو.. إلا أنه عندما سجل الأمريكى بوب بيمون رقمه القياسى فى الوثب الطويل عام 1968 بالمكسيك باستاد الأزتيك وكان 8,90 متر بدأ العالم يطرح السؤال المهم التالى: هل للقدرة البشرية حدود؟.. وهو سؤال يطرح قبل وبعد كل دورة أوليمبية.. وقد أصبح الأمر قضية حين تساقطت أرقام السباحة القصيرة بسبب الملابس الجديدة لاسيما فى دورة بكين وبعدها، فتقرر منع استخدام تلك الملابس التى تحد من مقاومة الماء فى عام 2010..
●● عندما حقق بوب بيمون رقمه الفذ قيل أيامها إنه رقم للقرن القادم. لكنه سقط قبل أن يمضى القرن، بواسطة مواطنه مايك باول فى أول بطولة للعالم لألعاب القوى فى طوكيو بمطلع التسعينيات.. وسجل 8،95 مترا. وعقب دورة بكين وبعدما أهدر أوسان بولت وقتا فى الاحتفال وهو يسبق منافسيه بنحو 20 مترا، وتوقع الخبراء فى ذلك الوقت أن يسجل بولت 9،40 ثانية.. لكننى أظن أنه أهدر اللحظة التى تدخله التاريخ..
●● ألعاب لندن الأوليمبية تقترب.. وهى دعوة للاستمتاع بالرياضة وبفهم الرياضة، وبتقدير الرياضة..





